خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] رياضة المعاقين ذوى الاحتياجات الخاصة
** المعاقين هم فئة من الفئات الخاصة، أو من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتندرج تحت هذا المصطلح جميع فئات ذوى الإعاقة مثل المعوقون بصرياً أو سمعياً أو عقلياً وكذلك المعوقون جسدياً ونفسياً ومتعددي العوق إلى غير ذلك من أنواع الإعاقة والتي منها المعوقون كلياً أو جزئياً من أحد الأطراف وأيضاً هناك الإصابة بالشلل، أو قد نقول بأنه غير قادر أو مصاب بعجز وفاقد للأهلية. ** القرن العشرين شهد تطوراً كبيراً في الاهتمام بالمعوقين على المستوى العالمي، وقد تمثل ذلك في العديد من المواثيق التي صدرت عن هيئة الأممالمتحدة، وكان أبرزها إعلان عام 1981م عاماً دولياً للمعاقين، وفي ذلك العام نشطت الدول في تطوير برامجها الخاصة بهم، وفي هذا الخصوص وبناء على الإحصاءات الصادرة من الأممالمتحدة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يمثل المعاقين ذوى الاحتياجات الخاصة نسبة 10% من سكان العالم وترتفع النسبة في العالم العربي والدول النامية إلى حوالي 12%. ** لقد أحدثت التغيرات الاجتماعية وبخاصة في أعقاب الحروب تغييرات في نظرة المجتمعات واتجاهاتها نحو المعاقين باعتبارهم أفراد ضحوا بأنفسهم وأصيبوا بالعاهات في سبيل الزود عن أوطانهم الأمر الذي جعل المجتمع يشعر بالتعاطف والميل إلى تكريمهم، كما أن أساليب العلاج الطبيعي والطب الرياضي وتطور أجهزة التعويض قد ساعدت كثيراً في الارتقاء برياضة المعاقين، فضلاً عن ظهور تشريعات وقوانين خاصة بالمعاقين، بالإضافة إلى إسهام الفكر التربوي والاجتماعي الحديث الذي أصبح ينظر إليهم كمواطنين لهم حقوق وواجبات، قد ساعدت كثيراً في زيادة الارتقاء برياضة المعاقين. ** لقد تطورت المسابقات الخاصة برياضة المعاقين على مختلف المستويات سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، إلى أن استقر الأمر على إقامة دورة خاصة بالمعاقين تكون موازية أو في أعقاب الدورات على المستوى القارئ تخصص لرياضة المعاقين من أبناء القارة مثلما حدث في دورات الألعاب الأفريقية والآسيوية، وتقام دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين في أعقاب الألعاب الأولمبية الصيفية في نفس البلد المضيف للدورة، وكانت أول دورة أولمبية خاصة بالمعاقين قد أقيمت في عام 1968م اشتملت على مسابقات في السباحة وألعاب القوى والكرة الطائرة والرماية بالقوس والسهم من فوق الكرسي ذو العجلات حيث اشترك فيها جنود وضباط الجيش البريطاني المقعدين، كل ذلك ساعدهم على استعادة معنوياتهم وتوازنهم النفسي والجسمي حتى يمكن دمجهم في المجتمع من جديد من خلال ألوان مختلفة من النشاط الرياضي يتناسب وقدراتهم البدنية والحركية. ** برنامج المسابقات الأولمبية الخاصة اشتملت على ألعاب معدلة لتلائم حالات الإعاقة ودرجاتها ولقد استقر الآن برنامج المسابقات على ألعاب مختلفة تتضمن مسابقات خاصة بهم تختلف تماماً عن تلك الخاصة بالأسوياء ونذكر منها هذا على سبيل المثال كرة الجرس للمكفوفين وهي لعبة أولمبية خاصة بالرياضيين المكفوفين. ** في السنوات القليلة الماضية كان المعاقين السودانيين يشاركون في مختلف المناسبات والمسابقات الدولية وخاصةً على مستوى العالم العربي وقد حققوا في ذلك الكثير من الميداليات المختلفة ورفعوا رأس السودان عالياً في المحافل الدولية وتم تكريمهم على مستوى الدولة إلا أن مستوى النشاط والمشاركات قد توقف تماماً في الفترة الحالية ولم يعد للاتحاد الرياضي الخاص بالمعاقين أي وجود يذكر. ** المجلس القومي للمعاقين طالب بضرورة التطبيق الفعلي للقوانين الخاصة بهم وأمن على ضرورة نشر الوعي وسط المعاقين وإقامة حملات للتوعية لتنفيذ القوانين والوصول لكيفية التطبيق فضلاً عن تخصيص مقاعد للمعاقين في مختلف المناحي مثل المركبات العامة ومختلف المناسبات القومية والأعياد.