* باتت مظاهر الإنفلات و ( التفسخ ) الأخلاقي في المجتمع السوداني ظاهرة للعيان أكثر من أي وقت مضي ! * في إعتقادي الشخصي أن ( الثلاثي المرعب ) : الديجتال , الأنترنت والموبايل تعتبر السبب الرئيسي في تلك المظاهر ( البطالة ) ! * أذكر جيدا زمن ( الدش ) والريسيفر الذي يمكنك من إستقبال 26 قناة علي أقصي تقدير ووقتها كانت الأسر التي تيسر لها الحصول عليه تتعامل بحرص شديد وتفرض رقابة صارمة علي أفرادها فيما يخص الممنوع والمرغوب ! * وحتي ولو كانت الأسرة مجتمعة لمتابعة فيلم إفترضت فيه حُسن النية والحشمة وتفاجأت بمشهد ( كيف كيف ) فإن رب الأسرة أو أي فرد من الأبناء البالغين يسارع لإغلاق الجهاز أو تغيير القناة لاعناً سنسفيل القائمين علي أمرها كما لا ينسي أن يزجر شقيقاته وإخوته الصغار ويطالبهم بأن ( يتخارجوا ) ! * شيئاً فشيئاً ومع ظهور الديجتال والأطباق الصغيرة – 70 سم – بدأت تلك القبضة المتشددة في التراخي وأمسي من المألوف أن تشاهد المراهقات وهن يبحلقن عيونهن في قنوات روتانا سينما ( زمان وهسي ) جنباً إلي جنب مع باقي القنوات التي لا تتورع عن بث الأفلام بتفاصيلها المعلومة للجميع لتسلّم الغالبية بالأمر الواقع ولا يحركوا ساكناً حتي لا يتم وصفهم بالرجعية والتخلف ! * مع مرور الوقت بدأت الأسر في التعود علي تلك الآفة والتعايش معها ولم يسلم من داء التعود هذا حتي قنواتنا المحلية التي أصبحت تحاكي القنوات المصرية ( الخيبانة ) وتبث إعلانات ( المنشطات الجنسية ) علي عينك ياتاجر بدون مراعاة لتململ أرباب الأسر المحافظة في الداخل والخارج وبدون تدخل من الجهات الرقابية المناط بها التصدي لمثل تلك الإعلانات عديمة الأخلاق وقليلة الحياء ! * مانشاهدة من لبس خليع و ( محزق ) ووجوه ( مفسوخة ) بالكريمات بالنسبة للفتيات و بناطلين ( ناصلة ) وقصات شعر غريبة فيما يخص الفتيان نتاج متوقع لماتبثه تلك القنوات من سموم وأنا في غاية العجب من الفتاة التي يُسمح لها بالخروج من دارها بهيئة غير لائقة تحت أنظار أشقائها ( سباع البرومبة ) الذين لا يدرون بأنهم باتوا ( ديوثون ) ومع ذلك تجدهم ( يتعنترون ) في الشارع العام ويدعون الرجالة ! * النشأة السليمة والوازع الديني من طرق التصدي لتلك المظاهر ولكن مع كثرة المغريات وتنوع أشكالها لمن هم في سن المراهقة لا بد للأسر من العودة لإحكام الرقابة علي ما يشاهده أولئك المراهقين و المراهقات مع ضرورة عدم التساهل في المظهر العام من طريقة لبس وقصات شعر , وعلي كل فتاة تبالغ في التبرج وترتدي فاضح الأزياء وكاشفها أن تعلم بأنها ستجد ألف شاب ( يطلع وينزل ) معها ولكنه لن يفكر في الإقتران بها ولو إنطبقت السماء علي الأرض ! * بالنسبة للأنترنت فقد ساهم هو الآخر وبنسبة كبيرة في التغيرات السلوكية الغير حميدة التي إجتاحت المجتمع السوداني , مع إعترافنا بمحاسنه الكثيرة وفوائده العظيمة إلا أن الغالبية من الشباب لا يحلو لهم سوي التأمل في النصف الدميم من وجهه وتحويله لمجرد مشغل فيديوهات وأفلام ( كويسة وبطالة ) فضلا عن إعتماده كوسيلة أساسية لإصطياد الفتيات ( المغفلات ) ! * تبذل الهيئة القومية للإتصالات مجهودات مقدرة من أجل التصدي لغول المواقع الإباحية ومحاولة ردع ( المطاميس ) من الدخول إليها ولكن عليهم بذل المزيد من الجهد وصرف الأموال لشراء البرمجيات التي تعينهم علي إنجاز تلك المهمة وبحكم تخصصي في ال IT أعلم جيداً بأن التحكم الكامل بالمواقع الإباحية يحتاج لبعض البرمجيات باهظة الثمن والتي لابد منها لأن الطريقة الحالية غير مجدية ويمكن لكل من أراد الوصول إليها بإستخدام بعض الوسائل ولن أكون كإمام المسجد الذي وصف للمصلين ( بيت السِنة ) في النكتة الشهيرة ! * ثالثهم الموبايل وما أدراك ما الموبايل , وبما أن محاسنه ومصائبه معلومة للجميع فلن نخوض فيها فقط نوجه صوت لوم لشركات الإتصالات التي تشجع الشباب علي ( الضلال ) وهل هناك ضلال أكثر من إغرائهم بالمحادثات شبه المجانية والتي لا يمكن التمتع بها إلا بعد منتصف الليل و ( بعد الناس ينومو ) ؟! * علي كل شاب ( يتلبد ) بالموبايل أنصاص الليالي ويعمل علي التلذذ ( بالونسة ) الغير بريئة مع إحدي الفتيات أو يتفنن في ( دردقة ) واحدة من الغلبانات عبر الواتساب من أجل أرسال الصور و بقية ( الحركات الأرعة ) أن يتوجه لغرف شقيقاته للتأكد من أنهن لا يمارسن ذات الفعل مع آخر ! * وعلي كل فتاة أن تكون علي قدر المسؤولية وأن لا تسمح لأي شاب بأن يمارس عليها الفهلوة ولا بأس من محاولة ( جس نبضه ) لمعرفة جديته من عدمها ولكن أحرصي علي قطع علاقتك به فوراً وبصورة حاسمة ما أن يشرع في ( التمحلس ) والتحدث بصورة غير لائقة لأنه حينها يكون قد أبان نواياه وأكد علي أنه ( مازول عرس ) ولو لم تفعلي فستندمين و ( تسفي التراب ) وتمرغي وجه أهلك في التراب في مجتمع يبرر أخطاء الشباب ولا يرحم زلات الفتيات ! * كذلك إعلمي عزيزتي الفتاة بأن اللبس المحتشم والتهذيب العالي أقصر الطرق للظفر بشريك الحياة وهي من أهم مطلوبات الشباب الذي يفكر في إكمال نصف دينه وتأتي معايير الجمال في المرتبة الثالثة وأحرصي علي البعد عن التبرج واللبس الخليع الذي لا محالة سيوردك موارد الهلال و ( البورة ) ! * في السابق لم يكن أحد يتجرأ علي النظر في وجه واحدة من فتيات الحي ولو فعل فسيعرض نفسه للطحن وتكسير العظام بواسطة ( أولاد الحلة ) أما الآن فلا أذكر متي آخر مرة سمعت فيها بتعرض أحدهم للضرب واللكم بسبب معاكسة فتاة وكل ذلك بسبب الثلاثي المذكور ! * الديجتال , الأنترنت والموبايل أخطر من قودوين , كليتشي ويوسف محمد في 2007 !!