ضد التيار هيثم كابو (جبل) التجديد ! * إن كان الفنان الهادي الجبل مُقصراً في حق نفسه كمطرب، فإن الساحة الفنية مُقصرة أيضاً في حق الهادي الجبل (الملحن) الذي يتمتع بحس فني عالٍ؛ وخيال خصب؛ وقدرات لحنية مذهلة؛ ومقدمات مشبعة؛ و(تيمات) خاصة؛ ومفاتيح لا تقليدية؛ وإمكانيات غير عادية.. ! * مشكلتنا بالمشهد الفني أننا نستمتع بعدد من الأغاني باذخة الجمال مثل (افتقدتك، مع السراب، بفرح بيها، سرحتي، ما اتعودت أخاف من قبلك، يا قهوتا، كراسي القلب؛ تفوت ولا حتى تودع ساي) وغيرها من الروائع، ورغم ذلك لم نكتشف (الملحن) الهادي الجبل بعد ولم نعرف جماليات أنغامه، لذا لم نستفد منه بالصورة المثلى، وما أحوجنا إلى ألحانه في ظل ما نسمعه من أعمال متشابهة أفضل ما يميزها الاجترار و(الفقر النغمي) والاستسهال والتكرار .!! * لو لم يلحن الهادي الجبل أغنية سوى (المدينة) لكفته وشهدنا له بالعبقرية..! * لا أُخفي دهشتي العارمة من عدم تعاونه اللحني مع عدد كبير من المطربين، مع أنه يمثل مخزوناً نغمياً لا نهاية له ومستودع ألحان وغدّة فن لا تنضب .. فثراؤه الموسيقي أشبه ببئر عميقة كلما نزلت إلى بطنها محاولاً الوصول إلى القاع، كشفت لك عن أعماق أخرى لا نهاية لها .!! * عبقريته الموسيقية لا يختلف عليها اثنان .. ولكن يا ترى هل ظلمه الإعلام أم أن (ساحر الأنغام) الهادي حامد المعروف باسم (الهادي الجبل) ظلم نفسه بالاغتراب الخارجي أحياناً وبالغربة الداخلية أحايين أخرى .. فالرجل يعتبر طبعة موسيقية مزيدة ومنقحة وفلتة من الفلتات الفنية التي يصعب تكرارها بالساحة الغنائية .. فقد جاء مختلفاً عن الآخرين؛ ومختطاً لنفسه طريقاً مغايراً في زمن سمته التشابه وعنوانه التكرار وآفته الاستنساخ، فبات صاحب (طريقة) لها أتباع ومريدون .. ومدرسة (أدائية) خاصة التحق بها عدد ليس بقليل من المطربين ..!! * لا أود الحديث عن علو كعب إمكانياته الصوتية، ولكن في هذه المساحة أرغب فقط أن أحصر حديثي في طاقته اللحنية المهولة وقدراته الموسيقية اللا معقولة.!! * السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تتفجر طاقات (الهادي الجبل) اللحنية الهائلة عبر حناجر شابة وأصوات ندية ؟.. ولماذا يدور معظم الشباب في فلك العادي من الألحان وعند الهادي يكمن التميز ؟ * لو كنت مطرباً لما ترددت مطلقاً في البحث عن (الهادي الجبل) بغية العثور على لحن جديد، فهو لعمري يمثل الآن طوق نجاة وقارب إنقاذ ولمسة تجديد..!! نفس أخير * ولنردد خلف المرهف قاسم أبوزيد : يا قهوتا… ويا شهقة النفس المزاج يا قعدتا.. ويا سرحتي شفت العيون عبر السياج يا ضحكتا.. ويا متعتي تبدو الأنامل هي الزجاج.. يا البن تحرق وتنحرق لو كان منجض مرتين.. أنا يومي بتنجض نجاض..!