خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] رياضة سباق الهجن رياضة سباق الهجن من الألعاب التاريخية والأصيلة المشهورة بين العرب وخاصةً في السودان ومنطقة الجزيرة العربية ، وهي رياضة شعبية تتسابق فيها الهجن أو الجمال حيث تنظم سباقات دورية لهذا النوع من الرياضة في هذه البلدان. في السودان تكون إتحاد محلي للهجن من بعض الإخوة في منطقة غرب أم درمان ونظمت العديد من السباقات والمباريات التي وجدت إقبالاً شديداً ورواجاً من الجماهير الغفيرة التي كانت تحرص على حضور هذه المنافسات ومتابعتها . سباق الهجن يعتبر من الرياضات المحببة وسط الشعوب العربية أجمعها حيث أعدت في هذا الشأن الكثير من البرامج التدريبية المكثفة والتي تم فيها إستخدام التقنيات الحديثة وجميع هذه البلدان تستخدم في ممارسة هذه الرياضة الصبيان الذين يفدون إليها من السودان ويتم تدريبهم لممارسة مثل هذا النوع من الرياضة كوسيلة للترفيه والتنافس في المهرجانات والمناسبات الوطنية . في مختلف أنحاء السودان نظمت العديد من السباقات الدورية لرياضة الهجن ونذكر هنا ذلك السباق الذي أقيم في مدينة كسلا بشرق السودان في فترة ماضية والذي عزز كثيراً للوحدة الوطنية، وفي هذا السياق سبق أن أقيم على شرف فعاليات مهرجان النيل للسياحة والتسوق سباق للهجن الأصيلة بمضمار مدينة شندي وسط إهتمام كبير من جميع الجهات المسئولة بالمحلية والذي يعتبر السباق الأكبر على نطاق السودان، والذي شاركت فيه العديد من القبائل السودانية والذي كان له الفضل الكبير في زيادة ثقافة التماسك والتكاتف ونزع فتيل الجهوية والعودة إلى الجذور والتراث العربي الأصيل . وفي الإطار نفسه إنطلقت خلال الأسابيع الماضية فعاليات سباقات مهرجان أمدرمان للهجن تحت رعاية الإتحاد السوداني للهجن والتي أقيمت بمضمار الهجن الدولي بمنطقة المرخيات بمحلية أم بدة، وهذا وقد شهد المهرجان مشاركة كبيرة من محبي الرياضة بالوطن العربي الكبير تلك المتمثلة حقيقةً في الإتحاد الأماراتي لهذه الرياضة الذي مدَّ جذور التواصل مع السودان في سباقات الهجن من أجل إزدهارها والحث على ممارستها الأمر الذي يؤدي حتماً إلى تمتين العلاقة بين الإتحادين في البلدين الشقيقين، كل ذلك إلى جانب الاتحادات المحلية لهذه الرياضة في كل من ولايات نهر النيل والجزيرة وكسلا والقضارف وكذلك إلى جانب وفود من بعض الدول العربية تلك المتمثلة في كل من السعودية والكويت والأردن ومصر ولا غرو في ذلك حيث يعتبر السودان من الدول الرائدة في هذا المجال ويمتلك رصيداً معتبراً وهائلاً من الجمال الأصيلة ذات السلالات التي تجيد السباق . رياضة الهجن تعتبر من الرياضات التي من المأمول أن يحقق فيها السودان تميزاً كبيراً خاصةً في الدورات الأولمبية المختلفة إلى جانب التركيز على الألعاب الفردية المتمثلة في السباحة والمصارعة السودانية وألعاب الميدان المختلفة والرماية وألعاب الفنون القتالية و الفروسية والتي لا شك في أنها الأفيد والأكثر ضماناً في حصد البطولات بقليل من الإهتمام والدعم وكفانا ما سببته لنا الألعاب الجماعية وعلى رأسها كرة القدم من فشل وخذلان وألم. لذلك فإننا نرجو ونتعشم من المسئولين على المستويين الإتحادي والولائي العمل على الإهتمام بمثل هذه الألعاب الهامة والمتأصلة في الجذور والوجدان العربي والتي على رأسها ركوب الخيل وسباق الهجن . ختاماً رائدنا في كل ذلك ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.