رأي رياضي ابراهيم عوض هيثم إبن من أبناء الهلال كنا من أشد المؤيدين لقرار شطب قائد فريق الهلال هيثم مصطفى من الكشوفات الزرقاء، قبل نحو ثلاثة أعوام، بل من غلاة المدافعين عن العملية (البريرية). باركنا القرار التاريخي الذي اتخذه رئيس الهلال الأمين البرير في ذلك الوقت ، لانه جاء متسقا مع الواقع ومع قيم وتقاليد وموروثات الهلال تعدى هيثم حدوده كقائد للفريق، وأصبح يتدخل فيما لا يعنيه، ويحاول أن يفرض على الإدارة والمدرب، كل ما يخطر على باله على أرض الواقع. كان البرير شجاعا، وهو يتخذ ذلك القرار، الذي عجز عن اتخاذه أكثر من ثلاثة رؤساء سابقين، بسبب الخوف من الجماهير والإعلام. صمد البرير في وجه العاصفة، وتمسك بقراره الخطير، لكنه لم يقفل الباب في وجه القائد، فاشترط لعودته أن يعتذر عما بدر منه تجاهه والمدرب. رفض هيثم الاعتذار، لأن بعض شواطين الانس كانت تحرضه على ذلك، فذهب ووقع للمريخ ، لكنه لم يستطع اكمال المشوار لأنه لم يجد نفسه فيه. موقفنا من مسألة شطب هيثم، لم تكن مربوطة بعلاقة مصالح مع البرير، أو لأسباب شخصية مع هيثم، وانما كانت تنطلق من مصلحة عامة. رغم موقفي الايجابي لقرار الشطب، إلا أنني كنت أتمنى في قرارة نفسي ان يختم هيثم حياته في الهلال، وكنت ارجو ان تتم معاملته معاملة الدحيش والنقر والنقي والريح كاريكا. في نهاية سبيعينات القرن الماضي حدثت مشكلة بين الكابتن عز الدين الدحيش، ورئيس الهلال الراحل الطيب عبدالله، أدت لشطب الأول من الكشوفات. أثار قرار الشطب ردة فعل قوية في الهلال، وازدات هذه الردة واتسعت، بعد أن ذهب الدحيش ووقع للمريخ، واقيم له احتفال ضخم سجل حضورا جماهيريا غير مسبوق وقتها. ولأن تاريخ الدحيش في الهلال لا يمكن ان يشطب بجرة قلم، كما هو حال هيثم، تمت اعادته للكشوفات الزرقاء، بعد أن قدم اعتذارا عما بدر منه تجاه الرئيس. وكذلك فعل الهلال مع مصطفى النقر والنقي اللذين كانا قد وقعا للأهلي الخرطومي، ثم مع كاريكا الذي لعب لفترة في المريخ، فاعاد تسجيلهم وشطبهم في اليوم التالي. خطوة اعادة هيثم للهلال، كمساعد للمدرب أو مدرب عام تحسب لرئيس النادي اشرف الكاردينال، لأن هيثم يظل رقما كبيرا في الهلال شئنا أم ابينا. صحيح انه اخطأ من قبل مع رئيس النادي السابق، ومع المدرب غارزيتو، ورفض الاعتذار لهما، لكنه نال العقاب بالشطب، ثم باللعب في المريخ. نعتقد ان هيثم الذي تربى في حضن الهلال، وتشرب من قيمه وموروثاته، واصبح أكثر نضجا ، لن يتردد، في الاعتذار للبرير ولكل من اخطأ في حقه. ونتمنى منه أن يكون قد استفاد من الدرس، ونرجوه أن يفتح صفحة جديدة مع زملائه في الفريق، بعد أن اصبح قائدا لهم خارج الميدان. ونأمل ان يستغل الفرصة التي منحها له الكاردينال كما ينبغي، ويوظفها لمصلحته ومصلحة الهلال، ويسعى لتطوير قدراته التدريبية والحصول على الرخصة (A). قوة شخصية هيثم ، وذكاؤه، وحبه الشديد للكرة، ورغبته في ولوج عالم التدريب، في وجود الكاردينال سيجعل منه جوارديولا آخر. لكننا ننبه إلى أخذ الحيطة والحذر، وننصحه أن يعمل قدر الامكان على تجنب الاحتكاك مع اللاعبين، والاداريين، أو افتعال المشاكل حتى لا يساء فهمه في هذه المرحلة الحساسة. آخر الكلام اعود اليوم للكتابة بعد غيبة طويلة، عانيت فيها من آلام الظهر، واحمد الله الذي عافاني وشفاني، وأساله تعالى ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين. وأشكر كل من سأل عن غيابي القسري، من الزملاء داخل وخارج الوطن، والاصدقاء، والأهل، وارجو أن اوفق في الكتابة الراتبة بدون انقطاع. أحداث رياضية كثيرة طغت على السطح ، وأخذت حظها الكبير من التناول ، لعل ابرزها قضية انسحاب الهلال من الدوري وفشل الموسم الرياضي. ثم توالت الاحداث في ايام التسجيلات، التي تسيدها الهلال طولا وعرضا، كالعادة وظفر بأفضل اللاعبين الموجودين في الساحة، وترك انصاف المواهب للبقية. اهتم الهلال بالفئات السنية هذه المرة بصورة لافتة، ونجح في ضم مواهب عديدة لكشوفاته، بشهادة اغلب المدربين، الامر الذي يؤكد بُعد نظر ادارة الكاردينال. تخصيص ميزانية ضخمة للفئات السنية بالنادي واختيار اكفأ المدربين للاشراف على تدريبهم، من شأنه ان يفرز نتائج ايجابية في المستقبل. استمرار العمل في بناء الجوهرة الزرقاء، والاهتمام بالناشئين والشباب، ودعم الفريق الأول بابرز العناصر، يؤكد مصداقية البرنامج الذي دخل به الكاردينال الانتخابات. نعزي الزميل الاستاذ أحمد نصر في وفاة شقيقه اباذر الذي توفي أمس في حادث مروري، ونسأل المولى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الجنة، والعزاء موصول لاشقائه كمال وعثمان وسفيان. لأول مرة نشعر أن هناك برنامج انتخابي لادارة منتخبة يتم تنفيذه بدون لف أو دوران، منذ سنوات طويلة. انجاز أكثر من 70% من برنامج ادارة الكاردينال الانتخابي قبل نهاية العام للثاني لفترتها يعد انجازا كبيرا. لم ينزعج المريخاب من فشل إدارة ناديهم في التسجيلات الشتوية، ولم يبد الكثيرون منهم اي اهتمام لانفراد الهلال بتسجيل أفضل النجوم. قال أحدهم، لماذا نخسر المليارات في التسجيلات، طالما أن اسامة عطا المنان سيبقى كأمين لمال الاتحاد وسمير فضل رئيسا للجنة الاستئنافات، ومجدي سكرتيرا. وداعية : سنة سعيدة وكل عام وانتم بخير [email protected]
