خارطة الطريق ناصر بابكر المشاكل قائمة * تسليط الضوء على الشارع المريخي هذه الأيام يوضح التغيير الكبير الذي حدث على المزاج العام لعشاق ومحبي الأحمر والإختلاف الجذري للوضع المعنوي من قمة الإحباط والغضب والتشاؤم في أيام لجنة التسيير الفائتة لقمة الراحة والسعادة والتفاؤل بعد تعيين اللجنة الجديدة. * والعودة بالذاكرة للوراء وللسنوات الفائتة يشير إلى أن تلك الوضعية المتمثلة في تحول مزاج الشارع المريخي من (الإحباط والإستياء المؤقت إلى الراحة والسعادة المؤقتة والعكس) ظلت سائدة بصورة كبيرة وترتبط بوجود الوالي على سدة الرئاسة من عدمها.. ففي فترات إستقالته يكون القلق والهم والغضب هو السائد وهو الحال الذي يتغير بعد عودته من جديد دون أن يجتهد المجتمع المريخي من أجل الوصول لمرحلة الإستقرار الكامل عبر تأمين مستقبل النادي الإداري حتى لا يتأثر المناخ العام للنادي الكبير بالأفراد. * ظاهرياً، يبدو للكثيرين أن مشاكل المريخ قد حلت ومعاناته إنتهت إلى غير رجعة بقدوم الوالي قبل أن تعود المعاناة للسطح من جديد متى ما غاب الرئيس عن المشهد ومتى ما قرر الإبتعاد عن الرئاسة وهو وضع يفرض على مجتمع المريخ أن ينزع عنه عباءة الكسل والإتكالية ويتحمل مسئولية المشاركة في حل (مشاكل ناديه الحقيقية) بصورة جذرية تضمن عدم تأثر النادي بالتغيير الذي يحصل على مستوى مجالس الإدارات. * و(المشاكل الحقيقية) التي أتحدث عنها تتعلق بنقطتين الأولى (العضوية) التي يتكاسل أنصار المريخ في إكتسابها ثم يعودون للطم الخدود وشق الجيوب والتباكي على حال النادي وعلى الخيارات المطروحة قبل الجمعيات العمومية مع لعن العضوية المستجلبة والتنديد بها رغم أن أنصار المريخ هم من يمنحون تلك القيمة وتلك الأهمية للعضوية المستجلبة بتقصيرهم الشديد والمؤسف في أداء دورهم تجاه ناديهم الذي يفرض عليهم التحول إلى أعضاء للمشاركة في إختيار المجالس وتوفير الإستقرار للنادي بمجالس منتخبة لثلاث سنوات يتولون مسئولية إختيار أعضاءها بأنفسهم وفقاً لقناعاتهم بالأفضل والأنسب مع ممارسة حقهم بعد ذلك في محاسبة المجالس على كل صغيرة وكبيرة في فترة عملها عبر جمعيات عمومية عادية سنوية وهو دور يساعد على ضبط الأداء الإداري بشكل أكبر. * بعض أو كثير من الأنصار يلقون باللائمة في كسلهم وتقصيرهم في مسألة العضوية على جزئية (قصرها على سكان الخرطوم) أو (أنها لا تحوي مميزات تجعلها جاذبة) وتلك حجج وأعذار أقبح من الذنب لأن أنصار المريخ المقيمين بالخرطوم يقدرون بالملايين ولو إكتسب ربعهم فقط العضوية لبات الأحمر أحد أكبر أندية القارة على مستوى الأعضاء ولإنتهى تأثير العضوية المستجلبة نهائياً.. وأما حجة كونها (ليست جاذبة) فهي حجة المتواكلون الذين ينتظرون السماء أن تمطر لهم ذهباً، فالجمهور هو المعني بتغيير واقع وحال ناديه وهو المعني بأخذ زمام المبادرة.. فمصالح الإداريين تقتضي عدم إضافة أي مزايا تجعل العضوية جاذبة ليضمنوا مقاعد في مجلس الإدارات المتعاقبة عبر العضوية المستجلبة وبالتالي من كان يهمه أمر ناديه فيبنغي أن يبادر بإكتساب العضوية بوضعها الحالي حتى يكون له دور بعد ذلك في إختيار الإدارات التي تقدم مصلحة الكيان وتعمل بجد على جعل العضوية جاذبة. * المشكلة الثانية إلى جانب العضوية هي مشكلة (الموارد) لأن المريخ لا يملك موارد تسهل من مهمة المجالس في أداء عملها وتشجع كل من يأنس في نفسه الكفاءة للتقدم وطرح نفسه لإدارته لأن الجانب المالي يتسبب في إبتعاد الكثيرين وفي طردهم لفكرة التقدم لإدارة النادي ويجعل الكثير من الإداريين يرفضون العمل في المجالس إلا في حالة وجود الوالي في الرئاسة. * مشكلة عدم وجود موارد تحتاج إلى إدارة تجعل من الإستثمار أولوية وتقدمه على ما سواه من ملفات حتى لو كان فريق كرة القدم نفسه.. فالبطولات لا تنتهي والتضحية بموسم أو إثنين أو حتى ثلاثة يمكن أن يكون قرباناً لبناء مؤسسية إقتصادية ضخمة تضع حداً لهاجس التمويل وبعدها يمكن أن يتم إعادة بناء فريق كرة القدم وصناعة فريق قادر على المنافسة على البطولات بصفة دائمة ما يعني أن من مصلحة الفريق نفسه أن يتم بناء الموارد أولاً حتى لا يكون مردود فريق الكرة أسيراً للقدرات المالية لمن يرأس النادي. * مشكلتنا الكبيرة في مختلف القطاعات أننا ننظر دومًا تحت أقدامنا ويكون تركيزنا شبه كامل على (الأحداث الآنية) التي تتحكم في مزاجنا دون أن نتعلم من تجارب الماضي ودون أن نفكر في المستقبل وهو ما يجعلنا (محلك سر) ندور في حلقة مفرغة بإستمرار لن نخرج منها ما لم نغير طريقة تفكيرنا وطريقة نظرتنا لأمور نادينا وما لم نبدأ في معالجة المشكلات الحقيقية المتمثلة في (العضوية والإستثمار) وما لم ننتقل من الحديث عن أهمية العضوية للمبادرة بإكتسابها وجعلها أولوية.. وما لم ننتقل من محطة الحديث عن المشاريع الإستثمارية (على الورق) للتنفيذ الفعلي حتى تصبح واقعاً ملموساً وليست مجرد أحلام. * مشاكل المريخ الحقيقية ما زالت قائمة وحلها بيد الأنصار (العضوية) ولجنة التسيير الجديدة (الإستثمار) وما لم نبادر بحلها فإننا سنظل في نفس المحطة أبد الدهر.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح اسهل لزوارنا من السودان على متجر 1موبايل http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app لزوارنا من الصين الشعبية http://www.androidappstore.mobi/EN/displayproduct/112531/playstore