راي رياضي ابراهيم عوض ورحل صاحب القلب الكبير شق علينا أمس نبأ رحيل المدرب القومي سيد سليم إبن الجزيرة المعطاءة، بعد رحلة كروية عامرة بالبذل والكفاح والعطاء. لم يكن أبو السيد الذي لعب للمريخ والمنتخب الوطني ثم دربهما وحقق معهما إنجازات باهرة رجلا عاديا. كان سيد سليم رجل قومي بمعنى الكلمة، ومدرب متميز وصاحب مدرسة متفردة في التدريب والتعامل والأخلاق. درب المريخ وحقق معه بطولة سيكافا عام 1986، ثم قاده للعديد من البطولات المحلية، كما حقق مع المنتخب الوطني عديد من الانجازات. السنوات الطويلة التي قضاها أبو السيد في المريخ لم تمنعه من أن يكون صديقا وحبيبا للجميع وخصوصا مع منتسبي نادي الهلال. نظرته القومية للأندية واحترامه للجميع والهلال، دفع رئيس الهلال الراحل الطيب عبدالله للتفاوض معه لتدريب الفريق الأزرق. كان الهلال في حوجة لمدرب كبير وخبير من (طينة) سيد سليم في بداية التسعينات، قبل أن يتعاقد مع اليوغسلافي ميروسلاف. وافق سيد سليم على طلب زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبدالله بتدريب الهلال، وتم الإعلان عن ذلك في الصحف وتم تحديد مكان وزمان التوقيع. كما وافق على تدريب الهلال بدون شروط في مكتب حاكم الإقليم الأوسط آنذاك العميد سليمان محمد سليمان بحضور وفد رفيع من إدارة النادي. كان من المفترض أن يقدم الهلال مدربه الجديد سيد سليم باستاده في مهرجان كبير نظمه مجلس الإدارة خصيصا لهذه المناسبة. لم يحضر أبو السيد في الموعد المحدد، وتخلف عن الحضور، رغم أنه كان يرغب في خوض تجربة حقيقية مع الهلال وانهارت الصفقة؟. علمنا فيما بعد أن عدد كبيرا من المريخاب أصحاب القرار مارسوا ضغوطا شديدة على أبو السيد لكي لا يوقع مع الهلال، وبلغت المسألة عند بعضهم مرحلة تهديد أبوالسيد إن وقع . اعتذر سيد سليم فيما بعد لإدارة الهلال، وقبل الريس اعتذاره لأنه كان يعرف الظروف التي منعته من الحضور في الموعد المحدد للتوقيع. لم يبخل أبو السيد بتقديم الاستشارات الفنية للمسؤولين في الهلال عن بعض اللاعبين الذين كان الأخير ينوي تسجيلهم عنما يطلب منه. كان صادقا مع كل الناس، ووفيا مع أصدقائه وودودا مع كل من عرفه، لذلك انتزع محبة كل من كان يعرفه. كان صافي القلب، صادق النية، مخلصا في عمله، سباقا لعمل الخير، كريما ، متواضعا، مجاملا، ومحبا لكرة وطنه. كانت تربطني به علاقة وثيقة، وكنا نلتقي بصفة دائمة في مطبعة محمود صالح نهارا، وفي المساء في منزل المريخابي الظريف على عبدالكريم بأم درمان. عندما نسافر إلى مدني كنا نحرص على زيارته في منزله حيث كانت داره مفتوحة للجميع، هلالاب ومريخاب ومورداب ولكل ألوان الطيف. رحم الله سيد سليم رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. ونعزي أبنائه وبناته واشقائه وأنفسنا وكل المنتسبين للوسط الرياضي في مدني والخرطوم، والعرضة جنوب. "إنا لله وإنا اليه راجعون" ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح اسهل لزوارنا من السودان على متجر 1موبايل http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app لزوارنا من الصين الشعبية http://www.androidappstore.mobi/EN/displayproduct/112531/playstore