محمد كامل سعيد * ولان الحديث عنها سيتواصل لايام واسابيع لابد من العودة مرة اخرى الى احداث لقاء القمة الذي اقيم في الاسبوع الاخير لمسابقة الدوري الممتاز وتجرع فيه المريخ الهزيمة المرة وخسر اللقب عل الرغم من انه دخل الملعب بفرصتي الفوز والتعادل.. * كان ولا زال البعض يحدثنا عن (صفوية) جماهير المريخ وتفردها عن غيرها بالسلوك المثالي سواء في التشجيع او العشق الخرافي لفريقها.. وظللنا نتابع القصائد والاشعار التي لم تخرج حتى الان الى حيز التنفيذ وبقيت في دائرة الشعارات البراقة.. * نعم لقد ظللنا نردد ببغائية مطلع الشعر الذي يقول (نحن في المريخ اخوة نعشق النجم ونهوى.. واختلاف الراي فينا يجعل المريخ اقوى) في حين ان المعارك تدور على ارض الواقع وتشتد الصراعات من اجل المصالح الخاصة ويقتتل الجماعات والافراد.. * قبل مباراة القمة التي اقيمت بالدورة الأولى لمسابقة الدوري الممتاز اختار مجلس المريخ او لنقل لجنة تسييره نقل المقابلة الى ستاد الخرطوم خوفاً من شغب جماهير الهلال وتجنباً لتكسير مقاعد الاستاد وكان القرار جباناً بكل ما تحمل الكلمة من تفاصيل.. * وقبل مباراة القمة أول أمس قرر مجلس الهلال اقامة اللقاء بالجوهرة في خطوة شجاعة كان القصد منها توفير كل المعينات للاعبيهم في سبيل الفوز واحراز اللقب مهما كانت الخسائر خاصة من الناحية المادية في اشارة لفوارق خرافية في التعامل الاداري.. * تابعت العديد من الرسائل المريخية عبر القروبات ومواقع التواصل الاجتماعي تشير وتطالب العشاق بضرورة التعامل بصورة حضارية مع مدرجات ستاد الهلال.. وكانت بالجد لفتة بارعة جعلتني اتفاءل واطمئن واقترب من تصديق حكاية صفة الصفوية هذه.. * ولكن سرعان ما تبدل الواقع الجميل الخيالي عقب تسجيل الهلال للهدف الثاني مباشرة عبر النيجيري شيبولا حيث نقلت الكاميرات قيام مجموعة لا علاقة لها بصفة الصفوية وهي تقوم بتدمير مقاعد مدرجات ستاد الهلال في اشارة عميقة كشفت ما كان خافياً.. * وهنا فان الخطأ ليس خطأ الجماهير الغلبانة التي لا ذنب لها سوى انها عشقت فريقها بكل الوفاء والتقدير وانما الخطأ خطأ اولئك التجار الذين تفرغوا لبث سموم التعصب ولسنوات طويلة يزرعون الكراهية بين المتابعين دون اي رحمة او رغبة في التعديل..!! * نعم لقد جسد جل الاعلام الاحمر كل تفاصيل الفرقة والشتات بين عشاق الفريقين بتطرفه وتعمده تثبيت الكراهية والحسد وغيره من الصفات الدخيلة على مجتمعنا الكروي البرئ من كل ما حدث ويحدث من تفلتات وتجاوزات على الشاكلة القبيحة تلك.. * وبعيداً عن السقوط الذي حدث في المدرجات تابعنا (سي) جمال سالم وهو يمارس ابشع انواع السقوط البعيد كل البعد عن الاخلاق الرياضية السمحة ويقوم بالاعتداء على قائد الهلال مدثر كاريكا بالبونية في تجاوز كان يستحق التفاعل بردع من جانب الادارة.. * ولان (الصفوية) لا تتجزأ فان المنطق كان يحتم على دائرة الكرة اتخاذ قرار فوري وسريع يقضي بمعاقبة اليوغندي الذي فشل في تقديم الاضافة بالصورة المطلوبة للفريق الذي صار يخسر في وجوده محلياً وافريقياً وعريبا وبطريقة محزنة وقبيحة ومسيئة.. * حتى انسحاب لاعبي المريخ وعدم احترامهم لروح المنافسة ورفضهم استلام الميداليات الفضية حمل معه العديد من علامات الاستفهام التي لا علاقة لها بالصفوية لان المنطق والاعراف تفرض على لاعبي المريخ احترام المنافسة واستلام الميدليات.. * عموماً انتهت بطولة بخسارة المريخ وللاسف فان الاخطاء التي تسببت في تبدد الحلم تطابقت مع ما سبق لنا متابعته في الماضي والذي قاد الهلال لنيل اللقب ضعف المرات التي نال فيها الاحمر البطولة ولا عجب طالما ان الصفوية تبقى في دائرة الشعارات. * تخريمة أولى: للاسف فقد حدث ما توقعناه وحذرنا منه والمتعلق بالزخم الخرافي الذي حاصر به تجار الورق شباب المريخ ناس التش وميدو والتكت وادم وتابعناهم يتفرجون وكانهم فازوا باللقب قبل بداية المباراة عن (طريق قرار من لجنة الاستئنافات)..!! * تخريمة ثانية: خيم الحزن على جل الاصدارات الحمراء الصادرة أمس وليس بغريب او عجيب ان نتابع اصحاب الحزن المصطنع وهم يتحولون الى ادوات هدم اعتباراً من اليوم على ذات الطريقة التي ساهموا بها في اهدار لقب الدوري ب(شلاقتهم ورجفتهم).. * تخريمة ثالثة: مباراة المريخ امام اهلي شندي اليوم في نصف نهائي كأس السودان تحتاج الى اعداد نفسي خاص جداً يكون الهدف الاول منه اعادة الثقة للاعبين في سبيل تأمين الفوز والوصول الى النهائي تمهيداً للفوز باللقب ليكون خيرتعويض للجماهير.