أيمن كبوش انت السماء.. بدت لنا.. # قلت لها: بعيداً عن اهتماماتنا الحياتية اليومية التي تشغل بالنا.. ليل.. نهار.. الكهربا المافي.. الخبز الحافي.. البنزين.. الجازولين.. ورحيل القوافي.. لابد ان نكتب عن الرياضة.. وكرة القدم تحديداً.. لان الحياة يجب ان تستمر.. ببؤسها وكآبتها وطيور الاحباط التي تظلل سماءها.. لأننا، ورغم ما فينا من كدر وعبوس، لم نعلن بعد، عن "ماتش اعتزالنا" للحياة.. !! # يا سيدتي: نحن نكتب عن كرة القدم "غصبا للظروف والحال الحرن".. وكثيرون منا يعدون ذلك "ترفاً" لا يليق الا بأمة "منغنغة" و"مرطبة" ترفل في النعيم.. لا امة "تعسكر" في الصفوف و"البيت العدم" وتغني: "وواحدين بالايجار ما لاقين جحر".. هذه بلد مطحونة.. مسحوقة.. تضج بالاحزان وتحترف الغناء مع الراحلين.. من مصطفى سيد احمد.. الى محمد الحسن سالم حميد: "يالعبد الشقي ما اتعود شكي.. لكن الكفاف فوقك منتكي.. والسوق فيك يسوق.. حالاً ما بتسر.. الا كمان في ناس.. فايتاك بالصبر.. ساكنين بالايجار… لا طين لا تمر.. واحدين بالايجار ما لاقين جحر.. سلعتهم الضراع والعرق اليخر).. # من اجل هؤلاء.." السلعتهم الضراع.. والعرق اليخر".. نكتب في مساحة صغيرة.. نغالب الوجع و"ننده" بعمق، لتلك الفئة التي مازالت ترى في كرة القدم "بندولاً" سعوديا يعالج "صداع الأسواق" والصيدليات والدواء الغائب.. يبحثون عن مساحة رحيبة "يتكئ عليها صبرهم" ليجدوا فيها فرحاً من تحت الرؤوس والاقدام والشباك التي تهتز اهدافاً.. زرعوا المدرجات ب"بقايا يومهم" وكتبوا على صفحة "اليقين بالهلال" اهازيج النصر مع نضال حسن الحاج: "يا سيد البلد دخري السنين الشينة… توجناك امير تملأ الفرق لي عينا.. يا عشم الوطن ساعة جفاف العينة دا الأهلي البطل الما شربوا قالوا روينا.. جبناه بالحلال ما بالكجور واللفة.. عاجبنا الهلال ملك النشاط والخفة". # يا قوم.. مازالت هذه الفئة "المنسية".. عمال اليومية.. عوام الناس.. كرامهم.. أغنياء التعفف.. هي الفئة الموحية بكتابات كثيرة.. لأنها تترك مشاغلها الكبيرة والصغيرة لتعلن تواجدها في استاد يشكل لها "المسكن الموضعي" أو في مقهى صغير في معرض الخرطوم الدولي مثل مقهى العمدة الذي يصنع من ليال العاصمة ذلك الموال الذي ينسينا "جراح الوطن" و"الجنيه السوداني الذي أعلن صراحة بأن البلد اتبشقت".. ولكن رغم ذلك الغياب الحياتي مازلنا نطرب لمغن يردد: انت السماء بدت لنا.. امام كل هذه الفواتير العاجلة وهذا الحزن الممراح يظل "مزاجنا" مرتهناً ومعتقلاً ما بين فرحاً يملأ الاهداب ويفيض.. او حزناً كبيراً يستوجب اللعنات ويبدد عافية الخلايا.. اليوم الطاهر يونس والفاس باولو في اجازة على الرغم من أن ما بينهما يستوجب التحقيق.