قبل أيام من الآن شهدت مسارح العاصمة الخرطوم حفلات لأحد الفنانين أمها الالاف من الشباب المتدافعين و المتراصين في ازدحامٍ بشري رهيب. كل صالات الأفراح تشهد يومياً مناسباتنا الاجتماعية بكل مظاهرها القديمة و بدون التركيز كثيراً علي الاجراءات الصحية و غيرها. كما أن الصفوف في دور الحكومة كمجمعات الشرطة تمتد بالالاف هي الأخري وسط ازدحام غير مسبوق هذه الأيام. الشاهد.. أن السودان بأجمعه يغلي كالمرجل من الازدحام في كل المناحي من أسواق أو صالات مناسبات أو مجمعات خدمية.. أما عندما يتعلق الأمر بالرياضة و دورها فالأمر مختلف! ما زال قرار منع الجمهور من مشاهدة المباريات سارياً في وضع غريب و مضحك في آنٍ واحد إذ منع الاتحاد الجمهور من متابعة مباريات الدوري الممتاز في الوقت الذي سمح لهم فيه بالدخول بكل كثافة في مباريات كأس السودان! فهل تدري الكورونا طبيعة المنافسات فتختفي في بعضها ثم تهاجم الجمهور في الأخري؟ هل يعيش قادة الاتحاد العام معنا في هذه البلاد أم أنهم في وادي آخر؟ ألا يمرّون يومياً أمام مجمعات الشرطة لخدمات الجمهور و ينظرون بأم أعينهم للألوف و هي تتدافع و تتلاحم؟ ألا يشهدون مناسبات أفراح أو أتراح لذويهم و يشهدون تواجد المئات في حيز مكاني ضيق و مغلق؟ أيهم أكثر خطورة؟ صالات الأفراح المغلقة أم دور الرياضة المفتوحة و التي تلتحف السماء دثارا؟ لمصلحة من يتم إبعاد الجمهور عن متابعة معشوقته و مؤازرة أنديته التي تتوق الآن و تتحفز لخوض غمار البطولات الأفريقية؟ صحّ النوم يا أعضاء مجلس ادارة الاتحاد العام.. فقد حان الوقت لتعيدوا النظر في قرار منع دخول الجمهور لدور الرياضة في مختلف البطولات. نبضات متفرقة:: السُلطات الصحية سمحت بعقد جمعية نادي الهلال و أغلب جمعيات الأندية و الاتحادات. التدافع الجماهيري في الحفلات و المناسبات الاجتماعية المختلفة و في دور الحكومة يتم أمام ناظرّي حكومة الولاية و وزارة الصحة بدون أن يصدرا قرارات منع أو حظر علي ذلك. هل يفهم الاتحاد في الاحترازات الصحية أكثر من الوزارة المختصة؟ من قبل.. تلكع الاتحاد و تلكأ في اصدار قرار منع دخول الجمهور لدور الرياضة و تحدي الوزارة و الولاية بتصريحات علي شاكلة (ماف كورونا لاننا ما شوفنا زول بفرفر في الشارع)! بنفس نهج التلكؤ القديم.. يتجرجر اتحاد الفشل حالياً. قد نجد العذر لشداد الذي لا يشاهد المباريات لا علي الطبيعة و لا في التلفاز و لا يخرج كثيرا.. و لكن ما هو عذر بقية الأعضاء؟ ماذا تنتظرون لإصدار قرار بعودة الجمهور؟ الأندية السودانية علي وشك الدخول في غمار البطولات الأفريقية و هي في أشد الحوجة لجمهورها الذي يزلزل الأرض أمام الخصوم. أعيدوا للملاعب بهجتها و للرياضة روحها فقد زالت الأسباب الصحية.. أو هكذا تقول كل الشواهد حولنا. أجمل التهاني و التبريكات لناديي ود نوباي و كوبر بمناسبة الصعود و العودة للدرجة الممتازة. التهاني اجملها.. لجمهور الفريقين و أطقمهم الفنية و الادارية و للاخوة في اتحاد الخرطوم بقيادة الصديق جمال الكيماوي و الوافدين الجدد علي ديار الاتحاد. في الموسم المقبل باذن الله ستعود للخرطوم سطوتها و ريادتها علي باقي الولايات حيث ستتواجد سبع اندية من داخل مدن العاصمة المثلثة. المريخ و الهلال و ود نوباوي – من ام درمان – و الاهلي و الخرطوم الوطني و توتي – من الخرطوم – و كوبر العائد للاضواء ممثلا لمدينة بحري العريقة. نبضة أخيرة:: اتحاد القرارات السلحفائية.
