محمد الجزولي الهلال هزم نفسه تحدثنا حتى بحت صوتنا وتكتبنا ونصحن وقلنا بإن الطريقة التي يلعب بها الهلال غير مفيدة على الإطلاق ولكن لا حياة من تنادي لأن موتا يصر على الأسلوب الذي لعب به مباراتين ولم يكسب شيئاً. صدق الجنرال صلاح محمد ادم عندما قال إن المدربين الخواجات يصرون على اللعب بتشكيلة واحدة في كل المباريات وكأنهم يدربون فرق من أوروبا. أكثر المتشائمين من جماهير الهلال لم يكن يتوقع خسارة الفريق من المريخ بهذه الطريقة البدائية ولكنه خسر بسبب أخطاء لاعبيه المتكررة وعدم القراءة الصحيحة للجهاز الفني. مع احترامنا للمريخ ولكنه كان مثل الفرق الصغيرة متعمداً على الهجمات المرتدة ومساعدة الحكم المغربي الذي تحامل على الهلال كثيراً وعكس كثير من المخالفات وصرف ركلتي جزاء. الحرب الذي قادها محلل الأداء فابيو على اللاعبين الكبار بقيادة الشغيل وبوي ونزار، دفع ثمنها الهلال لأن المريخ كسب الديربي باعتماده على اللاعبين أصحاب الخبرة. نعم النيجيري أبراهيما مرهق للدفاع ولكنه لم يشكل أي خطورة في المباراة ولا أعرف السر الذي يجعل موتا يصر عليه طوال التسعين دقيقة وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع خروجه فاجأنا موتا بإخراج الغربال. انتهى المدرب البرازيلي من خطورة محمد عبدالرحمن كثيراَ وهو يضعه في الجناح الشمال ويطلب منه العودة لمساندة الدفاع واراح دفاع المريخ. صحيح أن الهلال كان الأكثر استحواذاً على الكرة والأكثر حصولاً على المخالفات ولكنه لم يستفيد من ذلك شيئاً وكرر ما فعله في مباراتي صنداونز والأهلي. قلنا أن الاعتماد على بوغبا وجيرالد في عمق الوسط خطير جداً على الفريق لأنهما يفتقدان للنزعة الدفاعية ولكن موتا له رأي مخالف حتى وقع الفأس على الرأس. الهدف الأول جاء في وقت مبكر جداً بخطأ من فارس عبدالله وابوعشرين الذي أدمن الأخطاء، وأبعد الكرة بصورة خاطئة واسكنها السماني الصاوي في الشباك الخالية بسهولة. وفي الوقت الذي عادل فيه الهلال وسيطر على مجريات المباراة وكان قريباً من إضافة الهدف الثاني، ارتكب صلاح عادل خطأ شنيعاً وهو يحتج على عدم احتساب مخالفة لصالحه وترك توني الذي مر من بوغبا ومرر للصاوي الخالي من الرقابة وسجل الهدف الثاني. كعادته وللمباراة الثالثة على التوالي يتأخر موتا في إجراء التعديلات ووجد نفسه مجبراً على ادخال ياسر مزمل بعد إصابة عيد مقدم، ومن ثم دفع في آخر ربع ساعة بموفق صديق وعبدالرؤوف والتنزاني ديفيد ريتشارد. اعتقد أن مشكلة الهلال تتمثل في التنظيم الدفاعي الذي يلعب به الفريق وإصرار موتا على بقاء إبراهيما في الملعب طوال زمن المباراة مع أن المنطق كان يفرض أن يخرج النيجيري بعد نهاية الشوط الأول. عملياً فقد الهلال فرصة التأهل إلى ربع نهائي أبطال أفريقيا بعد حصوله على نقطة واحدة من ثلاث مباريات، وتبقت له ثلاث مباريات ومن المستحيل أن يكسبها في ظل الطريقة التي يلعب بها موتا. صحيح إن الهلال يقدم كرة قدم جميلة ولكن بدون فائدة والمباريات تكسب ولا تلعب، والسيطرة بدون أهداف لا فائدة منها ولكن موتا آخر من يعلم. كانت نسبة استحواذ الهلال على الكرة 63% مقابل 37% للمريخ ومع ذلك خرج الهلال خاسراً والمريخ منتصراً لأنه سجل هدفين فيما اكتفى الهلال بهدف وحيد. خلاصة القول إن الهلال هزم نفسه بنفسه وقدم النقاط هدية للمريخ بسبب إصرار المدرب على اللعب بنفس التشكيلة ونفس العناصر ونفس الأسلوب وقبل ذلك الإصرار على مشاركة ابراهيما كمهاجم محطة من البداية وحتى النهاية. وفي الختام.. التحكيم المغربي فأل شؤم على الهلال.. والسلام.