الظروف التي يلعب فيها الدوري السوداني الممتاز تجعلنا نقض الطرف عن المستوى العام لفريق الهلال في المباريات الأخيرة ونهتف مع الجموع (البركة في النتيجة). أداء 8 مباريات في أقل من شهر، يعتبر أمر مجهد ومرهق للاعبين والجهاز الفني، لأنهم جميعهم يؤدون فوق طاقاتهم ويتحملون سوء الملاعب والتحكيم. الا ان سياسة غض الطرف لا يمكن أن تنجح في فريق كبير مثل الهلال صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر في السودان والإعلام الأكثر تأثيراً وتشكيلاً للرأي العام. لذلك فإن صوت معظم الجماهير أصبح عالياً في مواقع التواصل الاجتماعي، ينددون بضعف الأداء وغياب شكل وملامح الهلال. لا يمكن أن نرمي اللوم كله على أسلوب المداورة الذي يتبعه البرتغالي جواو موتا المدير الفني للهلال في المباريات وأي لاعب في كشف الهلال اعتقد أنه في قامة الفريق. فاز الهلال على كوبر أمس الأول بشق الأنف وخرج من عنق الزجاجة بهدف الشعلة الذي سجله في الشوط الأول في الوقت الذي كان فيه كوبر قريباً من التعادل في أكثر من مناسبة. معاناة لاعبي الهلال من النجيل الصناعي متواصلة وحتى جمعة قلق الذي لعب على استاد عطبرة كثيراً مع الأمل كان أكثر اللاعبين تزحلقاً على أرضية الملعب وعلى ذلك قس. نتفق مع موتا على أن الملاعب سيئة ولكن نختلف معه حول الطريقة التي يدير بها المباريات، وأصبح الهلال فريقاً مملاً خال من الإبهار والامتاع بسبب اللعب العرض المكرر. اعتقد أن الاعذار التي يطلقها موتا أصبحت مستهلكة وغير مقنعة، وأن سوء الاداء ليس بسبب سوء الملاعب فقط إنما بسبب التكتيك الفقير الذي يلعب به المدرب. طريقة لعب موتا مكشوفة لكل الفرق، ومحفوظة لكل المدربين وأي فريق بإمكانه فرض أسلوبه ووضع الهلال تحت الضغط من البداية وحتى النهاية. اعتقد أن موتا لا زال يجهل الكثير عن الكرة السودانية وعلى القريبين منه أن يؤكدوا له أن معظم فرق الممتاز تلعب أمام الهلال خائفة من الهزيمة وليس من أجل الانتصار. وخير دليل على ذلك إن الهلال قدم أفضل مبارياته أمام الأهلي شندي لأن الأهلي فريق يلعب كرة قدم حقيقية ويملك لاعبين اصحاب امكانات عالية ولا يعرف الخوف والخندقة أمام القمة. بعد 14 مباراة تنافسية لا زال اداء الهلال محلك سر، والمحير حقاً أن مستوى الهلال في دوري أبطال أفريقيا أفضل من الدوري الممتاز بعشر مرات مع فارق المستوى بين المنافستين. من حق جماهير الهلال أن تقلق من نتائج الفريق لأن الفوز بفارق هدف وفي معظم المباريات لا يشبه الهلال وعلى موتا أن يعالج هذه المشكلة قبل أن تقع الفأس على الرأس. كشفت مباراة كوبر أمس الأول أن الشغيل لا يمكن الاستغناء عنه في الوقت الراهن ونجح في تماسك زملائه بخبرته وحنكته وهدوء أعصابه كما استعاد ابوعشرين مستواه. وفي الجهة الشمال بذل فارس عبدالله جهداً كبيراً ودافع وهاجم بضرورة وكانت كل محاولاته الهجومية والدفاعية نجاحة وكان واحداً من أفضل اللاعبين أمام كوبر. برغم من النقد الذي يقدم له بسب أو بدونه إلا أن الطيب عبدالرازق قدم مباراة كبيرة أمام كوبر وشكل ثنائية رائعة في الدفاع مع نصر الدين الشغيل ونقول لجماهير الهلال: قليلاً من الانصاف. تحرر عبدالرؤوف في الشوط الثاني من الرقابة التي فرضها عليه خالد بخيت وقدم مباراة كبيرة وصنع فرصاً كثيرة لثلاثي الهجوم ولكنه عانى من أرضية الملعب. بعد كل مباراة نتأكد من صحة قرار لجنة التسيير باعادة المهاجم وليد الشعلة بعد انهاء عقده مع العربي الكويتي حيث كان قوة دفع إضافية للفريق ويكفي أن الهلال في آخر مباراتين انتصر بأهداف الشعلة. خلاصة القول: انتصار الهلال في مثل هذه الظروف يعتبر قمة النجاح للجهاز الفني واللاعبين ولكن الحذر واجب من مباراة هلال الساحل التي ستكون مختلفة عن كل المباريات السابقة. وفي الختام.. ليس كل مرة تسلم الجرة.. والسلام.