محمد الجزولي بالمنطق ما بالعاطفة أي حديث انفعالي عن خسارة الهلال من سانت جورج الاثيوبي ضررها على الفريق سيكون كبيراً لذلك يجب التركيز على لقاء الإياب الذي سيكون حاسماً. قليلون الذين كانوا يتوقعون خسارة الهلال أمس من واقع إنها المباراة الأولى للمدرب وأول اختبار حقيقي للفريق بعد أن عقد معسكر اعداد أرى أنه كان نجاحاً. منذ بداية اللقاء ظهر الارتباك على لاعبي الهلال الذين فشلوا في مجارة سرعة ايقاع لاعبي سانت جورج الذين اعتمدوا على التمريرات القصيرة والانتقال السلس من الدفاع للهجوم. اعتقد أن التشكيل الذي بدأ به الهلال المباراة كان واحداً من أسباب الخسارة حيث لم نشاهد أي فعالية لوليد الشعلة وأجاجون الذي منحه محمد عبدالرحمن فرصة تعديل النتيجة ولكنه فشل في ترجمتها. الهدفين الذين ولجا شباك فوفانا نتجا عن اخطأ مشتركة بينه والدفاع حيث جاء الهدف الأول لسوء التغطية والثانية لبطء ردة فعل الدفاع حيث ابعد فوفانا الكرة وكان من الممكن أن تبعد بعيداً عن المرمى. الخسارة بهدفين لهدف اعتقد أنها نتيجة إيجابية بحسابات الذهاب والإياب ويمكن تعويضها في ام درمان وينتظر فلوران عمل كبير لمعالجة الأخطاء التي لازمت الأداء. دخل لاعبو الهلال جو المباراة بعد مرور ثلث الساعة الأول وبعد أن كسب سانت جورج الثقة، في الوقت الذي غابت فيه خطورة هجوم الهلال بشكل كامل. فرض مدرب سانت جورج رقابة لصيقة على الكونغولي ليليبو مكابي وحرمه المساحات التي يمكن أن يتحرك فيها، فيما غاب دور اجاحون كصانع العاب وكان نقطة ضعف خط الوسط. العلة الحقيقية ليس في الدفاع كما يعتقد البعض إنما في غياب الضغط على لاعبي سانت جورج وهذا ما فطن له فلوران وعندما بدأ الهلال يضغط أصبح خطيراً. في الشوط الثاني فرض الهلال أسلوبه على سانت جورج واعتقد ان المدرب تأخر كثيراً في ادخال ياسر مزمل وعبدالرؤوف وقبلهم محمد المنذر لأن الفريق تحسن كثيراً بعد نزولهم. لا يمكن أن نلوم الغربال ونحمله وزر الخسارة لأنه افتقد التمويل من خط الوسط وحتى صلاح عادل الذي كان نجم المباريات الودية لم يقدم الأداء المنتظر منه. كان الهلال في الشوط الأول دون الوسط، ووقع لاعبيه في أخطاء لا تحصى ولا تعد وهزم نفسه بنفسه بسبب سوء التمركز وغياب التغطية. جاءت صحوة ليليبو متأخرة جداً وفي ربع الساعة الأخير من عمر المباراة وهذا سببه نشاط خط الوسط وكان قريباً من ادراك التعادل ولو لا التوفيق الذي لازم الحارس. من الطبيعي أن يهتز رمضان عيسى ويقع في مثل هذه الأخطاء لأنها المباراة الأولى له على المستوى الدولي، ويحتاج للدعم المعنوي لأنه يملك ما يقدمه. نجح فلوران في قراءة الشوط الأول بشكل جيد، لذلك تحسن الأداء في الشوط الثاني وقدم الهلال مستوى جيد وبدأ يهدد مرمى سانت جورج باستمرار. توقعنا أن يشرك فلوران السنغالي لامين جارجو ولكن ظروف المباراة فرضت عليه الابقاء اللاعب على دكة البدلاء، وسيكون لجارجو دور مهم في لقاء الإياب بام درمان. على جماهير الهلال أن تتعامل مع النتيجة بصورة طبيعية بعيداً عن الانفعال الضار لأن سانت جورج منافس جيد وقاتل من أجل الانتصار، وعليها إدراك ان المنطق قد فرض نفسه بعيداً عن العاطفة. المهم في الأمر الاستعداد الجيد، معنوياً وفنياً لمباراة الإياب التي تلعب يوم 18 سبتمبر الحالي في ام درمان واتوقع أن يظهر الهلال بصورة مختلفة. خلاصة القول: الهلال خسر مباراة وبطاقة التأهل لا زالت في الميدان وعلى اللاعبين أن يقاتلوا من أجل ذلك وسيجدون دعماً غير مسبوق من الجماهير في الجوهرة الزرقاء. وفي الختام.. ما كان العشم.. والسلام.