محمد الجزولي قلوبنا مع ريان السوداني..!! * في السادس من فبراير الماضي ودع الطفل المغربي ريان، وقطع الشك باليقين، وأنهى مأساة الانتظار التي طالت 5 أيام من أجل إخراجه من الجب الضيق العميق الذي زلت فيه قدمه، فهوي إلى قاعه، عندما كان يدرج على بوابة الجب السحيق. * ليس ريان أول من زلت به قدمه إلى قاع بئر مظلمة، لكنه حجز لنفسه أكبر مساحة ضوء منذ عقود، وتحول إلى أيقونة للألم والوحدة والمشاعر الجامعة بين العرب من المحيط إلى الخليج، كما تقول العبارة المكررة القديمة. * فالمريخ هذه الأيام أو ريان السوداني كما ذكر لي الهلالابي الشاب (الطيب ود السماني) صديقي على (فيسبووك) إن خاله المريخابي قال له بعد خسارة المريخ من الرابطة كوستي عصر السبت أن حالهم أصبح مثل حال ريان الطفل المغربي. * اعتقد أنه تشبيه صادق وبليغ من مريخابي حس بمرارة الهزيمة بعد فات حد المعقول في الصبر والألم عقب تحول الأحمر الوهاج إلى فريق بلا حول ولا قوة في كوستي الجميلة. * فالتعاطف الذي يجده المريخ هذه الأيام يفوق التعاطف الذي وجده الطفل ريان المغربي ذو الخمسة أعوام، بعد أن وصل إلى مرحلة كشف الحال وحتى اذا فاز فإن فوزه غير مقنع كما حدث في مباراتي سولار 7 الجيبوتي وأهلي طرابلس. * يقولون أن الأيام دول وها هي الدائرة تدور على ريان السوداني أقصد (المريخ) الذي سقط في المباراة الثانية له بالممتاز برغم من ان حکم کوستي تعاطف معه لدرجة أنه تقاضى عن طرد احمد ادم بيبو هو يعرقل الكسمبر المنفرد بالحارس محمد المصطفي. * حتى الهلالاب تعاطفوا مع (ريان السوداني) برغم تأهله إلى مرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا على حساب أهلي طرابلس بعد أن طبق الحكم المغربي رضوان جيد القانون بقساوة بعيدا عن المجاملة. * خسر المريخ من الرابطة لأنه لم يكن مؤهلاً للانتصار وغير مقنع في كل المباريات التي لعبها وهو يعتمد على تشکيل قوامه من دار العجزة والمسنين. * لم يجد المريخاب شماعة يعلقون عليها الهزيمة من الذئاب المفترسة غير المطالبة بإقالة المدرب التونسي غازي الغرايري ولكن ابوجبين قال لهم (ها وين). * اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، ووحدت بين مختلف القبائل الرياضية التي تنافست في تقديم الاقتراحات والأفكار الإنقاذية، عبر الدعاء والتوسل والمساندة، لتعيد تحريك جذع الوحدة السودانية المعطلة منذ عقود، ولو في سياق المشاعر واعادت ذکري حادثة ريان المغربي بهذا التعاطف غير المسبوق. * حتى الرقم الوحيد الذي يتباهي به (ريان السوداني) بعدم الخسارة في 31 مباراة على التوالي انكسر مع ان هذا الرقم ليس له موقع من الإعراب لأن المريخ وصيف الهلال في الموسمين على التوالي. * قلوبنا جميعا مع ريان السوداني الذي يلفظ في أنفاسه الأخيرة بعد أن فشلت كل مساعي الأنقاذ بعد تبديل حازم بأيمن ولكن ظل الحال كما هو عليه وفي انتظار اعلان حالة الوفاة من أسرة ريان أقصد اعلام المريخ. * اذا كان إنقاذ ريان الرهان الأكبر الذي خاضته المملكة المغربية التي جهزت كل وسائلها المتاحة من أجل إعادة الطفل إلى حضن والديه، فأن اعلام المريخ وجماهيره لم يجد غير توجيه الاتهام إلى حازم والغرايري وأبوجبين ولم ينسوا بالتأكيد سوداكال. * خلاصة القول: لأول مرة يجد انصار (ريان السوداني) انفسهم مجبرين على الاعتراف بتواضع فريقهم بعيداً عن شماعة التحكيم وهذا الاعتراف يؤكد أنهم وصلوا إلى مرحلة الاستسلام. * وفي الختام: وانتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.. والسلام.