د . مزمل أبو القاسم روعة الأسود.. وإبهار أب جيبين! * لا جدال على أن منتخب أسود الأطلس أعاد كتابة التاريخ في كرة القدم ببلوغه نصف نهائي مونديال المفاجآت الصاعقة (قطر 2022). * بحسابات النتائج السابقة وعطفاً على مجريات التاريخ ونتائج المنتخبات العربية والإفريقية في بطولة كأس العالم يعتبر الإنجاز المغربي مفاجأة المفاجآت، لأنه لم يحدث من قبل، ولكن وبمقاييس الأداء والنتائج في النسخة الأكثر إمتاعاً وإبهاراً فإن منتخب المغرب حصد محصلةً تليق بأدائه العالي ومستواه الرهيب وروحه القتالية العالية. * كان لاعبو منتخب المغرب أسوداً بحق، منذ مباراتهم الأولى التي وقفوا فيها نداً قوياً للمنتخب الكرواتي القوي وأجبروه على أن يقنع من الغنيمة الحمراء بالتعادل، ثم عطفوا على منتخب بلجيكا، فأجبروه على أن يتجرع علقم الهزيمة بعلقة ساخنة، اكتفى فيها المغاربة الأشاوس بهدفين نظيفين، في مرمى البلجيك. * كانت خاتمةً مسك دور المجموعات انتصاراً عزيزاً على منتخب كندا، لتتأكد به الجدارة، ويتربع عبره الأسود على صدارة المجموعة بسبع نقاط، قدم بها المنتخب المغربي نفسه مرشحاً فوق العادة لتجاوز عتبة ربع النهائي، مع أنه نازل فيها أحد أعتى المنتخبات العالمية وصرعه بركلات الترجيح، ونعني به منتخب لاروخا الإسباني القوي. * أمس اكتملت اللوحة البديعة بانتصار للذكرى والتاريخ، حققه الأسود على حساب المنتخب البرتغالي المدجج بالنجوم، ونقل به منتخب المغرب نفسه إلى نصف النهائي، ليملأ الدنيا ويشغل الناس. * عشنا تفاصيل الفرحة العزيزة عن كثب، واحتفلنا مع الجمهور المغربي الهادر الذي عبر عن فرحته الصاخبة بالدموع والهتافات وإطلاق أبواق السيارات في شوارع الدوحة التي اكتست أمس باللون الأحمر، أشرف الألوان. * قدم منتخب الأسود نفسه مرشحاً فوق العادة للظفر باللقب الغالي، وأجبر كل وسائل الإعلام العالمية على أن تتغزل فيه وتمتدح نجومه الأشاوس، ابتداءً بالحارس الأسطوري يس بونو (رجل كل المباريات ونجوم نجوم البطولة)، مروراً بالقائد (الصخرة) رومان سايس، ورفاقه أشرف حكيمي (أفضل ظهير أيمن في العالم)، والموهوب المعلم سفيان بوفال، والهداف المرعب يوسف النصيري، الذي صنع بالأمس تاريخاً لنفسه وبلاده بهدفه الرأسي البديع. * كلهم كانوا نجوماً، وفي مقدمتهم المقاتل سفيان مرابط أفضل وأقوى لاعب محور في المونديال الحالي، ورفيقه (النحلة) عز الدين أوناحي الذي أجبر لويس انريكي مدرب المنتخب الإسباني على التغزل في قدراته وإمكاناته الهائلة، والمدافع القوي نايف أكرد وزميله القوي جواد الياميغ الذي قدم بالأمس مباراة بالغة التميز وقف فيها كالطود الأشم في مواجهة طلعات المنتخب البرتغالي الشرس. * بالطبع لا يمكن أن نغفل الدور المتميز الذي أداه الجناح الأيمن الطائر حكيم زياش في كل المباريات، سيما وأنه أدى مباراة الأمس وهو يعاني من إصابة مؤثرة. * حتى البدلاء الذين دخلوا في الحصة الثانية بقيادة يحيى جبران وزكريا أبو هلال ووليد شديرة وبدر بانون وأشرف داري (الذي عوض سايس المصاب)، كانوا كلهم نجوماً متلألئة في سماء إستاد الثمامة الذي احتشد بأكثر من أربعة وأربعين ألف متفرج، كان معظمهم من المغاربة الذين هزوا الأرض تحت أقدام البرتغاليين. * ليلة للذكرى، وانتصار للتاريخ، شهدتهما دوحة الجميع مساء أمس، ليمنحا مونديال العرب لمسةً إضافية ونكهة القهوة العربية الجميلة، بإبداع مغربي خالص، منح (ماما آفريكا) والكرة العربية شرف بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ المونديال. * التحية للمدرب المقتدر، قائد أوركسترا الإبهار المغربية وليد الركراكي الذي قدم نفسه كأبهى ما يكون، وحقق إنجازاً يصعب تكراره ونتمنى له أن يفلح في كسر حاجز المستحيل، بالحصول على لقب المونديال. * مع المغرب.. حتى اللقب. آخر الحقائق * في الخرطوم اختار رئيس المريخ أيمن مبارك أب جيبين أن يصنع التاريخ على طريقته الخاصة، مفجراً ثورةً جديدة في قطاع المنشآت بنادي المريخ. * بكل بساطة أعلن عن مشروع ضخم، بل مبهر، قيمته زهاء أربعة ملايين دولار، سيشيد به للمريخ نادياً أسرياً وفندقاً ضخماً وحوضاً للسباحة وقاعات للطعام والمحاضرات وصالة جيم وحدائق غناء ومطاعم حديثة. * مزق أب جيبين ورفاقه الأماجد فاتورة الترحيل في المريخ ببص فخم (آخر موديل)، وأربع سيارات صالون. * ها هو قائدهم (الرزين السخي) يبادر بتمزيق الفاتورة الأضخم التي ظلت تؤرق منام كل المجالس التي تعاقبت على إدارة نادي المريخ عبر التاريخ، ونعني بها فاتورة معسكرات الفنادق. * أجمل من ذلك أن الهدية الغالية التي قدمها أب جيبين لجماهير الزعيم ستمنح النادي مصادر دخل ثابتة باستثمارات قيمة، تعينه على مواجهة بقية منصرفاته العالية. * هذا الإنجاز للتاريخ. * هذا الإنجاز الضخم المبهر لا يقبل التبخيس. * من يزعمون أنه يمثل دعاية انتخابية نقول لهم أنعِم بها وأكرم. * من يرغب في الترويج لنفسه بمثل هذه الإنجازات الضخمة والمشاريع الكبيرة الطموحة فليروج كما يشاء. * هرمنا ونحن نستمع لأسطوانة (السقف اللعين) في عهد المجلس السابق، حتى أتانا من فتح سقف الزعيم على الفضاء الفسيح. * هذه المرة سقف الطموح.. مفتوح! * علماً أن الزعيم أب جيبين أعلن أنه ملتزم بإكمال المشروع الضخم حتى ولو لم يفز في الانتخابات. * أعرفه مثل راحة يدي وأعلم أنه لا يكذب، وأنه إذا قال فعل. * هل يوجد مريخابي تهمه مصلحة المريخ يمكن أن تحدثه نفسه بتبخيس هذا المشروع الضخم الطموح؟ * هل يوجد مريخابي يعتز بانتمائه للزعيم يمكن أن يستاء لأن ناديه سيمتلك فندقاً خاصاً ونادياً أسرياً قيماً على النيل؟ * يسألون هل تمتلك لجنة تسيير سلطة تنفيذ مثل هذا المشروع الكبير؟ * اللجنة مكلفة بإدارة النادي، واجتهادها لتمزيق الفواتير العالية من صميم اختصاصاتها. * واضح أن إنجازات لجنة أب جيبين أقضت منام الفشلة الذين سبقوها، وجعلتهم يهرفون بما بما لا يعرفون. * من قبل أعلن حازم تكفله بتشييد الملعب الرديف ولم يفعل. * وأعلن تكفله بإحضار شركات عالمية لتأهيل الإستاد وكانت مواعيده أسوأ من مواعيد عرقوب. * الفارق بينه وخليفته الخطير أن الأخير يفضل الحديث بلغة البيان بالعمل! * فرق يا أب جيبين. * إبهار حتى النخاع. * آخر خبر: جماهير المريخ ستستمتع بالإنجازات وتترك الدهشة والحسرة.. لعبدة الدينار.. وهواة التبخيس!
