عماد الدين عمر الحسن المساجد لله وليس للسياسة.. حدثنا الامام اليوم في خطبة الجمعه عن مخاطر وأضرار منبر جدة للتفاوض ، وارغي وازبد كثيرا وهو يلعن امريكا واسرائيل ويشجب كل الجهود التي تبذل من اجل ايقاف الحرب طالما انها لاتاتي من قبل المسلمين ، وزعم ان الجلوس للتفاوض في جدة هو نوع من موالاة اليهود والنصاري وان ذلك لايجوز . هذا الاسلوب نعرفه جيدا وقد حفظناه عن ظهر قلب ، فقد تعودناه علي مدي اكثر من ثلاثين عاما مضت ، وهو اسلوب استخدام منابر رسول الله في السياسة ، ومعلوم للجميع من هي الجهة التي تفعل ذلك وتحاول دائما استخدام الدين كوسيلة للوصول الي اغراضها . واقول لهذا الامام ولمن يري رأيه ان كل من اكتوي بنيران هذه الحرب يريدها ان تتوقف اليوم قبل الغد ، كل الذين فقدوا اهلهم واقاربهم واملاكهم وتشردوا من منازلهم لايرون بأسا في اي مجهود يسعي لايقافها ولو اجتمعت اطرافه في تل ابيب نفسها وليس في جدة ، وان ذلك ليس ضد الدين في شئ ، بل هو من اصل الدين لان الحق سبحانه تعالي يقول وان جنحوا للسلم فاجنح لها ، ويقول وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، وقبل كل هذا واهم منه اقول له ان المساجد في الاصل جعلت لتوحيد كلمة المسلمين ولم شملهم وعلي ذلك فلا يصلح ان تثار فيها مثل هذه القضايا الخلافية ، وهذه الحرب انما هي خلاف بين قائدين عسكريين سودانيين طمع كل منهما في السلطة لنفسه ، وكلاهما ليس علي الحق ، وكلاهما ملطخ اليدين بدماء ابناء الشعب السوداني ، وهي حرب تحكمها مصالح وتظللها السياسة ومناقشة امور السياسة ليس مكانها المساجد لانها تفرق ، و المساجد للجمع كما قدمنا وكما يقول الحق سبحانه وتعالي وأن المساجدلله فلا تدعوا مع الله احدا . وصدق الله العظيم..