عبد المنعم هلال أغلطوا إنتو يا حلوين نجيكم نحنا بالأعذار حين تولى فلوران تدريب الهلال انتظرت الجماهير أن ترى شخصية فنية مميزة تليق بفريق يريد أن يلامس المجد القاري فريق يزخر بالأسماء الموهوبة والدعم غير المحدود والجماهير التي لا تعرف غير الانتصار لكن مرت المواسم وتعاقبت المشاركات وظل الفريق يراوح مكانه لا طفرات تذكر ولا نهج يفهم ولا نتائج ترضي الطموحات. التمارين مكثفة والمعسكرات فخمة والتجريب لا ينتهي ..! ولكن ما الجدوى من كل ذلك إن كنا في كل موسم نبدأ من الصفر ..؟ ما الفائدة من (بناء فريق) إن كانت كل مباراة تبدو وكأنها أول تجربة ..؟ لماذا نشاهد لاعباً يبدع في مباراة ثم يختفي في الأخرى ويظهر في المدرجات بعدها ..؟ هل أصبح الثبات في التشكيلة ترفاً ..؟ أم أن فلسفة فلوران تقتضي أن يبقى الجميع تحت (الاختبار) إلى أجل غير مسمى ..؟ الأدهى من ذلك أن أي انتقاد يوجّه إلى الجهاز الفني يواجه بجدار من التبريرات … – (فلوران مدرب تكتيكي لكنه لا يملك لاعبين بمستوى فكره ..!) – (هو يعمل في ظروف صعبة ..!) – (المنافسات الإفريقية تحتاج لوقت ..!) – (المشكلة في اللاعبين وليس في المدرب..!) (الخطأ في التشكيلة ..!) (اللاعب لم يكن جاهزاً …) (الأداء ضعيف ..) (الأجواء لم تساعد ..) (خسارة غير متوقعة ..) (التحكيم كان سيئاً ..) (أرضية الملعب سيئة ..) (غياب التوليفة ..) (الفريق ما زال في مرحلة بناء ..) وبعد الخروج من البطولات تظهر نغمة نعدكم بالتعويض الموسم القادم ..! وهكذا دواليك سلسلة لا تنتهي من الأعذار والنتيجة واحدة .. خيبة تلو خيبة وانتظار ثقيل لموسم البطولات والانتصارات الموعود. ليس المطلوب من فلوران أن يحقق المعجزات ولكن أقل الإيمان أن يظهر فريق الهلال بشخصية فنية واضحة وأن يكون هناك أسلوب لعب وروح قتالية وواقعية في الطموحات أما أن يستمر مسلسل الأعذار فإن السؤال يصبح .. من يحاسب من ..؟ ومن الذي يملك الجرأة لقول (كفى ..) لكن .. أليس فلوران هو من اختار المحترفين ..؟ أليس هو من أبعد بعض اللاعبين الوطنيين المتميزين ووافق على إعارة بعضهم لحساب عناصر أجنبية لم تثبت نفسها ..؟ وأليس هو من صم أذنيه عن آراء كثيرة طالبت بثبات التشكيلة والانضباط التكتيكي ..؟ نعم فلوران مدرب محترف ويملك خبرة إفريقية لا يمكن إنكارها لكنه ليس معصوماً من الخطأ ومن المحزن أن يتحول النقد الموضوعي إلى (جريمة) ويصور وكأن الجماهير لا تفهم وكأن الإعلام لا يحق له إلا التمجيد والتصفيق وكأن المطالبة بالتقويم والتجويد ترصد ..! والجماهير الآن تسأل ..؟ – لماذا لا نرى بصمة واضحة رغم كل هذا الوقت ..؟ – لماذا لا يتطور الأداء بينما تتطور فرق أقل إمكانيات في القارة ..؟ – إلى متى ننتظر (المشروع) الذي لا تظهر ملامحه ..؟ – ومتى نكف عن صناعة (المبررات) لنكساتنا المتكررة ..؟ إن أسوأ ما يمكن أن يصيب ناد كبير كالهلال هو أن تتراجع طموحات جماهيره وأن تتحول العتبة من (نريد البطولة) إلى (نريد أداء مقنع) وإن لم تراجع الإدارة حساباتها وتقيم المسار بصدق فإن النهاية لن تكون كما يشتهي عشاق الأزرق. الهلال يحتاج إلى وقفة صادقة .. إلى قرار شجاع .. إلى مكاشفة حقيقية. الهلال ناد كبير لا يليق به أن يدار بالعاطفة ولا أن يقاد بالتبريرات. فهل من وقفة مع النفس ..؟ أم سنظل نغني أغلطوا إنتو يا حلوين نجيكم نحنا بالأعذار ..! فالهلال لا يدار بالمجاملات ولا تصنع أمجاده بالأعذار ..! ولن نختم الحديث بلافتة وردية بل بخلاصة مباشرة .. يا فلوران يا حبيب الجماهير إن كنت تنوي صناعة تاريخ مع الهلال فابدأ الآن .. بالأداء قبل الكلام وبالنتائج قبل الشعارات. ويا إدارة الهلال إن أخطأتم فحاسبوا أنفسكم ولا تنتظروا من الجماهير أن تأتيكم بالأعذار.