عبدالعزيز المازري نهاية زمن (الاستعلاء الرياضي) في نادٍ بقامة الهلال، حيث الجماهير هي الحارس والمراقب، نعيش غربة إدارية وصمتًا مريبًا لا يُشبه تاريخ النادي. المدرب فلوران يوشك عقده على الانتهاء، بينما رئيس القطاع الرياضي، السيد العليقي، يتجاهل الشارع الهلالي تمامًا وكأن الأمر لا يعنيه. العليقي لا يدير قطاع كرة، بل يعزل الهلال عن جمهوره، يتعامل معه كأنما هو ملكه الخاص، دون تواصل أو احترام لحق الجماهير في المعرفة. والمجلس؟ يمارس دور "الصامت الأكبر"، لا يوضح، لا يسائل، ولا يتدخل. هل يعقل أن يُفاوض المدرب خارج البلاد ويصرّح لقنوات أجنبية عن مصيره دون أي رد من المجلس؟ أهذا نادٍ أم نُزل سياحي؟ الهلال يبدو رهينة لفرد واحد، والمجلس شريك أصيل في الأزمة لأنه سلّم الصلاحيات وسكت. في الماضي، كان للرؤساء حضور وهيبة. الأرباب، البرير، طه، الكاردينال… واجهوا النقد وخرجوا للجماهير. أما الآن، فالعقلية تبدّلت، والتواضع الإداري اندثر، وأصبح صوت التطبيل أعلى من صوت الحق. ظهرت "أبواق الزيف" تُغدق الألقاب على العليقي وتغلف الفشل بورق السوشال ميديا، رغم أنه فشل في ملف المحترفين وأهمل المواهب الوطنية. 12 محترفًا أجنبيًا بلا هوية للفريق، ولا رؤية أو مشروع فني. النتيجة؟ خروج باهت من الأبطال ومستقبل ضبابي. الهلال يدفع الآن ثمن سياسة التكديس الأجنبي التي قضت على التوازن والهوية. كتبنا مرارًا أن تحويل الهلال لمحطة عبور سيدمره، لكن التبرير طغى على التحذير. وها هو الفريق بلا بنية، بلا دكة، وبلا هوية. اللاعب الوطني صار زائرًا في بيته. لا تطوير، لا ثقة، لا فرص. فلوران لم يصنع المواهب، بل أضاع ما كان موجودًا. أما إن أُقيم دوري النخبة، فهل سيشارك الأجانب؟ الحقيقة: الهلال بلا عمق فني. الهلال اليوم جسد ضخم بلا قلب. كل شيء يُدار من رأس واحد، والمجلس أصبح لجنة استقبال لقرارات لا يعلم عنها شيئًا. لا اجتماعات، لا شفافية، لا محاسبة. فأين الخطة؟ أين استراتيجية العليقي؟ ما الناتج من صرف الملايين؟ ما حصيلة ثلاث سنوات من الصمت والقرارات المنفردة؟ نريد مساءلة حقيقية. لا نريد ترقيعًا أو شعارات. المشكلة ليست فقط في بقاء فلوران، بل في استمرار من يصرّ على سياسة "المكاتب المغلقة". الهلال لا يحتاج صفحة إنستغرام، بل قطاع كرة حقيقي، ولجنة استشارية فاعلة. الهلال نادٍ جماهيري، لا ضيعة لأحد. من يجلس على كرسي الإدارة مؤتمن، لا مالك. وإذا استمر هذا النهج، فالموسم القادم سيكون بلا جمهور، ولا طموح. في الهلال، حيث التاريخ يُكتب بصوت الجماهير، باتت الإدارة تكتب فصولًا من الغموض، وحوّلت المشجع إلى ضيف ثقيل لا يُستشار ولا يُسمع. رئيس القطاع الرياضي يتعامل بفوقية، وكأنه فوق النقد والسؤال، في تجاهل متعمد لمعنى النادي ووزنه وأهله. الهلال ليس مشروعًا شخصيًا، بل كيان ولد من الشارع وتربّى على احترام الجماهير. واليوم، نجده يُدار بعزلة وتعالٍ، وألقاب زائفة لا تصنع نادياً عظيماً. *كلمات حرة:* * الهلال لا يُبنى بالصوت العالي أو الصور، بل بخطة حقيقية وشفافية. * نخشى أن نبكي غدًا على أطلال الهلال، لا على نتائجه فقط. * فلوران يجب أن يرحل، لكن الأهم أن يرحل من أدار المرحلة بهذا الاستعلاء. * إن لم تتغير طريقة الإدارة، فالهلال على أبواب موسم بلا روح. *كلمة حرة أخيرة:* الهلال لا يُدار بالتجاهل، ولا يُحكم بالتعالي. كتبنا اليوم كي لا نلوم غدًا. وإن كشف دوري النخبة زيف المشروع، فاذكروا أننا حذرنا.