عبدالعزيز المازري الملعب للعقول لا للجيوب #### *كرة القدم لا تُشترى... تُبنى!* لفت نظري مؤخرًا تقرير عن حجم الإنفاق الهائل لأندية النخبة السعودية، إنفاق ضخم ومدروس صنع الفارق بعقول لا جيوب، وتجارب لا رحلات. دعونا ننظر للهلال السوداني، النادي المُصنف محليًا ب"الأكثر استقرارًا"، وقد جاء مجلسه الحالي عبر التزكية، عقب فترة أنجزت فيها لجنة السوباط فك ديون ثقيلة. لكن المجلس الحالي لم يرث ترفًا ماليًا، بل واجه نيرانًا مشتعلة، ونجح في انتشال الفريق وسط التهجير بين معسكرات في مصر وتنزانيا وموريتانيا وتونس. تجربة مريرة، لكنها لا تكفي وحدها. فرغم الإنفاق الكبير هذا الموسم، كانت الحصيلة الفنية أقل من السابق! تعاقد الهلال مع عدد غير مسبوق من المحترفين، لكن هل كانوا أفضل من جارجو، إيمورو، ليليبو، وأباجنا؟ اليوم يبدو أن كوليبالي، إيبولا، جان كلود، وربما فوفانا في طريق المغادرة! الاستقرار الحقيقي ليس بكثرة التعاقدات، بل بالحفاظ على النجوم وصناعة هوية واضحة. المجلس لا يُلام على الصرف، بل على غياب **"العين الفنية"**. فمن قال إن الكم يعني الجودة؟ الغربال، مزمل، أرنق، بوغبا، أبوعشرين… كانوا نجومًا حين كان هناك توازن بين الوطني والمحترف. أما الآن، فالهلال بلا انسجام أو ملامح. الاستقرار الفني بقيادة فلوران يُحسب للمجلس، لكن: هل الاستمرار لمجرد الاستمرار يُعد نجاحًا؟ النجاح يُقاس بالمراجعة، لا بعدد المواسم. الثبات بلا تقييم = **جمود**… وهذا ما نعيشه! **كم أنفق المجلس خلال ثلاث سنوات؟** الكثير، لكنه لا يبلغ ربع ما صرفه الهلال السعودي في موسم واحد! ومع ذلك، يطالب الجمهور بفريق يُنافس ويُبهر، لا لأن المال كثير، بل لأن الطموح أكبر. الحل؟ ربما في بقاء المجلس، شرط أن يُفوّض المهام الفنية لخبراء اللعبة، ويتحول لدور إداري منظم. *نحن بحاجة لإدارات فنية لا إدارات مال.* تُحسن التعاقد، وتفرق بين "تمومة جرتق" و"صانع الفارق". الهلال خسر أسماء وطنية مهمة، وملأ الفراغ بأجانب بلا خطة أو هوية. نعم، الاستقرار كان ضرورة… لكن ألا يستحق الهلال اليوم بنية تحتية دائمة؟ أكاديمية تصنع "جارجو سودانيًا" بدل موسم الهروب المتكرر؟ الجماهير الداعمة بدأت تُحمّل المجلس مسؤولية **"غياب القرار"**. المشاكل واضحة، والتأخير في الحسم يزيد الغضب. ما نحتاجه هو **قرارات جريئة**: مراجعة الجهاز الفني، هيكلة القطاع الرياضي، إشراك أصحاب الخبرة لا المتفرجين. نُثمن دور العليقي، وننتقده **للتصويب لا التقليل**، وندعمه **بالنقد لا التصفيق**. ### **كلمة أخيرة** لن نتقدم بالصرف وحده… إن لم يُصاحبه تخطيط وفهم. تقدمت الأندية من حولنا لأنها تخلّت عن مقولة: **"أنا أصرف إذًا أنا أتحكم"** وأسندت القرار الفني لأهله. كما أن هناك صرفًا بلا تخطيط… هناك نادٍ بلا هوية. فهل نضع الكرة في ملعب الفكر… لا فقط في خزانة المال؟ ### **ساخر وبس** *فلوران في الهلال بقى زي المجلس… بيزول بانتهاء المدة، وبقى أقدم من بعض أعضاء المجلس ذاتهم! *أعضاء مجلس الهلال المحترمون… لا جديد في القرار، والحال كما هو، لا يهتز ولا يتغير. *شلة "راضين ومتشكرين"… والجماهير فاقت، وعرفت الحيلة: رضا فوق حساب، وتصفيق بلا نتيجة. *فلوران أقدم من بعض أعضاء المجلس… طيب حندي المدرب الجاي متين زمن يرتب نفسو؟ *الجماهير ملت من نفس المعزوفة… ياخي غيروا اللحن، الناس بقت تسمع بالغصب! *نفس النغمة، نفس الأغاني، نفس دقة الطبل والدف… والمستمع بقى حافظها أكتر من النشيد الوطني. *الزول البفهم كورة بقلبو ساكت… زي الطالب الحاضر حصة عربي وما عارف الضمة من الفتحة! *مشكلتنا في السودان… الزول داير الناس تكون نسخة منو، ولو اختلفت معاه تبقى غلطان رسمي. *الغلط راكب راسهم ومكندش… ويستاهلوا كواسيا أبياه من غير تمرين ولا تجهيز. *دايرين نحل المشكلة… نمشي نسيب التور ونمسك في البردعة، كأنو دي أصل المصيبة!