محمد عبد الماجد إدَارَة المَوهِبَة بَينَ نميرِي والترَابي ومِيسي ورونالدو
يحدث جدلٌ كبيرٌ عن صاحب الموهبة، وعن صاحب الاجتهاد، ولمن يكون النجاح الأعظم للمجتهد أم الموهوب؟ أذكر أنّ نقاشَاً دَارَ بيني والدكتور علي عصام، في هذا السياق، والناس هنا تلخِّص الحالة في القول إنّ ميسي (موهوب)، ورونالدو (مجتهد)، والاثنان مثالان للنجاح والعنوان الأوضح له. وحقيقة نحنُ عندما نقول إنّ ميسي لاعب (موهوب) ونُجرِّده من (الاجتهاد) نظلمه، لا يوجد لاعبٌ يلعب ويجيد وهو في هذه السِّن إن لم يكن مُجتهداً، ونظلم رونالدو أكثر عندما نقول عنه إنّه لاعبٌ (مُجتهدٌ) ونُجرِّده من المواهب التي يمتلكها. ونحنُ عندما نقول فلان (مُجتهد) نقصد أن نُقلِّل منه وهذا من الأخطاء الخمسة في الشخصية السودانية، (ما عارف الأخطاء الخمسة دي أنا جبتها من وين؟ دا اجتهاد مني ساكت)، لكن نحنُ كسودانيين عندنا الاجتهاد عيب وبقلل من الزول، لذلك نُوصف دائماً بأننا كسالى، والمبدعون عندنا لا يجتهدون ظَنّاً منهم أنّ موهبتهم تكفي. ميسي لو لم يكن مع موهبته مُجتهداً لما وصل إلى ما وصل إليه الآن، كأعلى لاعب فوزاً بالكرة الذهبية في العالم، والجوائز تتحقّق بالاجتهاد لا بالموهبة، لأن هنالك آلاف الموهوبين لم يشعر بهم أحدٌ ولم يحقق في حياتهم أي نجاح، وكذلك هنالك رهطٌ من المجتهدين لم ينجحوا. (ويحمل ميسي حالياً الرقم القياسي لأكبر عدد من جوائز الكرة الذهبية بواقع ثماني جوائز (2009، 2010، 2011، 2012، 2015، 2019، 2021 و2023)، في حين يملك الفائز بالجائزة خمس مرات كريستيانو رونالدو أكبر عدد من الترشيحات بواقع 18 جائزة). الجوائز في كل المجالات تحتاج إلى اجتهاد من الفائز بالجائزة ومن غيره، لأنّ الجوائز تُمنح بعد ترتيبات وحسابات أخرى، ولا يُخفى عليكم أنّ أعظم جائزة في العالم وهي جائزة نوبل، تُمنح لأبعاد سياسية وكم مستحق لها لم تمنح له، وكم غير مستحق مُنحت له.. (دا هسه ما وقتهُ). عبقري الرواية العربية، الطيب صالح كان يستحق جائزة نوبل، أعتقد أنهم حرموه منها، لأنه (سوداني)، ونحن الحيطة القصيرة، والطيب صالح رفض الجواز البريطاني، ولو أصبح الطيب صالح (إنجليزياً) لمنح نوبل مع الجواز البريطاني، وإن كان النقاد علّلوا عدم حصول الطيب صالح لجائزة نوبل في الأدب بسبب قلة إنتاجه فهو شحيحٌ في الكم، غزيرٌ في الكيف، فقد كان الطيب صالح مقلاً جداً في رواياته، ربما لأنه لم يحترف كتابة الرواية، فقد كان موظفاً وهو أعطى نفسه ووقته كله للوظيفة منذ أن بدأ في إذاعة أم درمان، ثم انتقل لإذاعة لندن، وعمل في اليونسكو وفي وزارة الثقافة بقطر، كما أنه ظَلّ يكتب مقالات راتبة في عدد من المجلات، لذلك ذهبت الجائزة لنجيب محفوظ بسبب إنتاجه الضخم، وهو من دون شك يستحقها، ولكن المصريون اجتهدوا كثيراً من أجل أن يُمنح نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب، ولولا (اجتهادهم) لما شعر أحدٌ ب(موهبة) نجيب محفوظ، خاصّةً أنّه كان قد تعرّض لمحاولة اغتيال بسبب رواية (أولاد حارتنا)، فالتفت إليه العالم كله، لذلك رأت (نوبل) أن تكافئه بالجائزة، واحسب أنّ الطيب صالح لو كان تعرّض لمحاولة اغتيال لمُنح الجائزة، ولو كنا نملك إدارة للتخطيط للجوائز كان يمكن أن ندبر مسرحية لاغتيال الطيب صالح، بعدها كانوا سوف يمنحونه الجائزة عموماً نحن لا نحسن مثل هذا الخبث الذي يحسنه غيرنا. بعد فوز نجيب محفوظ بالجائزة، كان يوسف إدريس غاضباً، لأنه كان يشعر أنه أحق بها من نجيب محفوظ.. وهنا يمكن أن نقول إنّ يوسف إدريس يمكن أن يكون أكثر إبداعاً من نجيب محفوظ، ولكن نجيب محفوظ كان أكثر اجتهاداً، فملأ الأرض بإنتاجه، ويمكنني القول إنّ الطيب صالح كان أكثر إبداعاً منهما الاثنين، ولكن الطيب صالح لم يجتهد واكتفى بأن يكتب عدداً محدوداً من الروايات، وهو كان قادراً على أن ينافس نجيب محفوظ حتى في الإنتاج، والطيب صالح يكتب بلغة جديدة ويتحدث عن مجتمع يُعتبر (مادة خام)، وهذا ما تؤكده رواياته التي حقّقت انتشاراً كبيراً في العالم وتُرجمت لأكثر من ثلاثين لغة ودُرِّست في الجامعات الغربية بإسراف شديد. أعود إلى جدلية الحديث عن الموهبة والاجتهاد بين رونالدو وميسي. وأقطع الشك باليقين وأقول لولا موهبة رونالدو لكان رونالدو الآن موظفاً في هيئة البريد والبرق في البرتغال أو عاملاً في مطار هيثرو، وكم عدد المجتهدين الذين تساقطوا سريعاً وتلاشوا دون أن يتركوا أي أثر. قد يكون الناس عندما تضع ميسي عنواناً للموهبة، ورونالدو عنواناً للاجتهاد يقصدون بهذا أن يعنونوا أوضح ما فيهما، أي أنهم يقصدون أن يردوا نجاح ميسي أولاً لموهبته، ويردوا نجاح رونالدو أولا لاجتهاده، وفي ذلك أيضاً ظلمٌ لهما. وأكثر من ذلك حتى تتضح لكم الصورة بشكل أوضح، أنا أقول إنّ الاجتهاد نفسه موهبة (دي فلسفتي براي)، الاجتهاد عملٌ لا يكتسب بالتربية ولا في المدرسة، الاجتهاد فضيلة تحتاج إلى العزيمة والإصرار والإرادة والصبر، وهذه الأشياء هي دوافع نفسية ومشاعر داخلية، مما يؤكد أنها أشياءٌ فطرية وليست أشياءً تُكتسب أو تُصطنع، هي أشياءٌ لا تقل عن الموهبة الفطرية والإبداعية في شئ. يمكن للخلط يحدث في أنّ طرق الاجتهاد تبقى طرقاً علمية والسَّير فيها يحتاج للدراسة والتدريب والعمل والمُثابرة، عكس الموهبة التي تتقد من تلقاء نفسها، وإن كانت الموهبة نفسها أصبحت في حاجة إلى صقلها بالدراسة والنظريات والأكاديميات والتدريب. مهمٌ أن تقول إنّ أيِّ شئ إذا لم يُخضع لعملية تطوير بشكل دائمٍ، فلن يستمر ولم يبقَ، وسوف يموت وينتهي سريعاً حتى وإن كنت تمتلك أعظم موهبة في مجالك، والتطوير عملية تقوم على الدراسة والبحث والتقويم، وكل هذه الأشياء تستوجب الاجتهاد. إذن موهبة بلا اجتهاد سوف تنطفئ سريعاً وهذا يُؤكِّده اجتهاد ميسي في التدريبات وفي برنامجه الغذائي والصحي وفي الراحة حتى الراحة السلبية تحتاج منك لاجتهاد.. ميسي يجتهد في كل شئ يدفعه للإجادة والاتقان.. موهبة ميسي تعمل بالعضلات والغذاء والتدريب والراحة البدنية والنفسية، وكل هذه الأشياء الحصول عليها أو الوصول إليها يتم عبر الاجتهاد والاجتهاد الشديد، هو ليس مجرد اجتهاد والسلام.. وإلا كان عندنا الآن مائة ألف ميسي.. هنالك مواهب كثيرة في العالم تحمل موهبة ميسي ولكن تفتقد لاجتهاده (دي وقعت ليكم)؟ وهناك من يجتهد إجتهاد رونالدو، بل ويجتهد أكثر منه ،ولكن يخفق ، لإنه لا يملك موهبة رونالدو. في هذا العصر (العلم) و(الدراسة) والخبرات أمورٌ لا بُد منها وهي أمورٌ دخلت في كل شئ، لا تستطيع أن تعد (طبق) بامية أو ملوخية إذا لم تكن متعلماً أو دارساً أو عندك خبرات علمية في تشغيل الطاقة أو البوتجاز أو إعداد الطبق الخاص عن طريق قوقل أو اليوتيوب، في ظل المعينات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وظلّت تتجدّد في كل يوم، وهذا شئٌ يستوجب المتابعة والدراسة. الزمن دا لو ما عندك فيس أو واتس، كباية شاي لن تستطيع أن تعدها.. أنا دائماً برجع بالواتس أسأل وين السكر؟ وين الشاى؟ أو وين الزيت؟ عندما أدخل المطبخ. الفنان قبل 50 أو 70 سنة كان لكي يصل ويصبح نجماً مشهوراً ومعروفاً لا يحتاج أكثر من الموهبة، لا يحتاج أكثر من الصوت الجميل، أما الفنان اليوم فهو مع الموهبة والصوت الجميل يحتاج إلى الدراسة واللباقة، ويحتاج إلى الثقافة، والعلاقات العامة و(متصل الآن) لكي يصل ويصبح نجماً يحتاج للكثير، وذلك لأنّ النجم أصبحت حياته الخاصة وسلوكياته مكشوفة لكل الناس، حيث تتابع مواقع التواصل الاجتماعي ليس فنه فقط، بل حياته الخاصة أيضاً حتى وهو في بيته، لذلك فإنّ الفنان اليوم في حاجة إلى أن يمتلك قدرة التعامل مع هذه الوسائط، ويشترط كذلك أن يكون سلوكه قويماً، لأن كل خطواته وحركاته محسوبة ومرصودة حتى وإن كانت في السر. الذكاء الأجتماعي أمر لا بد منه للنجم اليوم. الفنان اليوم ليس هو الفنان صاحب الصوت الجميل فقط، الفنان اليوم يجب أن يكون فنّاناً في سلوكه وانفعالاته وفي مواقفه، فنّاناً في لبسه، حتى الشكل الخارجي أصبح ضرورياً في العملية الفنية، الفنان عليه أن يكون فنّاناً في المسرح وفنّاناً في الشارع وفنّاناً في البيت وفنّاناً في الفيس وفنّاناً في الواتس وانستغرام …الخ.. وكل هذه الأشياء تحتاج إلى قُدرات مُختلفة وثقافات عديدة. الضغوط التي يتعرّض لها النجم أصبحت كبيرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يحتاج النجم لقدرات أخرى غير الموهبة لكي يتعامل مع تلك الصغوط. قُدرة الاحتمال أضحت من ضروريات النجومية، سَهْلٌ أن تصبح (نجماً) بموهبتك فقط، ولكن لكي تستمر (نجوميتك) لا بُدّ من الاجتهاد اجتهاد يجعلك تساهر الليل في سبيل التحصيل والتعلم والتزوُّد. بعض النجوم يجتهدون في برنامج غذائي قاسٍ، يكاد لا يأكلون حتى يظهروا بشكل لائق ونحيف.. (دا برضو اجتهاد). وما يُقال عن الفنان المطرب، يُقال كذلك عن لاعب الكرة النجم أو المشهور، طريق صديق منزول وجكسا وبرعي في الماضي يختلف عن طريق نجوم اليوم المُحاطين بالميديا والجماهير في كل اللحظات علاقة لاعب الكرة بالجمهور في الماضي كان يحدث فيها اقترانٌ في المباريات فقط، وكانت الجماهير تتواجد في المُدرّجات، الآن الاقتران يحدث في كل لحظة طالما أنت (متصل الآن)، وحتى لو لم تكن في وضع الاتصال، المُحيطون بك من الأسرة والأهل والأصحاب سوف ينقلون لكم ما يحدث في مواقع التواصل إن كان يخصك أو لا يخصك، وسوف ينقلون ما يصدر ويحدث منك (عشان كدا مافي نجم يقول أنا بعيد عن السوشيال ميديا). هذه الأوضاع أضحت تحتاج إلى قدرات أكبر بالنسبة للنجم في كل المجالات، ولا شك أنّ مواقع التواصل الاجتماعي هي لغة العصر، بل هي مَن تَمنح النجومية وهي مَن تنزعها، لذلك لا بُدّ من التعامل معها بحذرٍ وكياسة، والتعامل معها يحتاج إلى شخصية مؤسسة صاح، تمتلك العلم والثقافة والقدرة وهذا ليس شرطاً مطلوباً من النجوم والمشاهير وحدهم، بل هو مطلوبٌ من كافة الناس، طالما أصبح أيِّ فردٍ يُؤثِّر عليها ويتأثّر بها. انتقل إلى مربع آخر والحديث عن الموهبة والاجتهاد، وأقول إنّ هنالك اعتقاداً أنّك يُمكن أنّ تصل إلى ما تريد وما تُخطِّط له بالعلم فقط، العلم والدراسة أيضاً يحتاجان لمُعينات أخرى إذا أردت أن تُحقِّق هدفك. نحن نرى الكثير من النوابغ في مجالات علمية مختلفة، هم بعيدون عن الأضواء والنجومية، رغم أنّهم (علماء) في مجالهم. الرئيس جعفر محمد نميري والزعماء محمد إبراهيم نقد وحسن عبد الله الترابي كلهم مع عباقرة آخرين كانوا دفعة واحدة في حنتوب، تميّز نقد والترابي في الدراسة بصورة لافتة، وعُرف نبوغهما العلمي والفكري وهُما طالبان، في الوقت الذي تميّز فيه نميري في الرياضة أو حصة التربية البدنية، وكان مُبرزاً في هذا المجال، مع ذلك أصبح نميري رئيساً، بينما قضى نقد والترابي سنوات من حياتهما في السجون عندما كان نميري رئيساً. لماذا أصبح نميري رئيساً؟ هل حدث ذلك صدفة؟ حدث ذلك لأنّ الله وهو من يهب الملك لمن يشاء، أعطى نميري الطموح في أن يكون رئيساً ومنحه الجرأة والثقة والقبول، وقتها نقد والترابي كانا لا طموح لهما في الرئاسة، من هنا فإنّ أسرع وسيلة للوصول إلى القمة أو النجومية أو المركز الرفيع هو (الطموح)، عندما تمتلك الطموح سوف تمتلك العَزيمة والإصرار والإرادة والثقة والجرأة، عندما تمتلك الطموح سوف تجتهد وتبحث وتدرس. الطموح سوف يجعلك تفعل كل شئٍ من أجل أن تصل. ما حدث من الترابي مع نميري، حدث معه مع البشير أيضاً في مسرحية شهيرة عندما حدث انقلاب 30 يونيو، فقال الترابي الذي كان وراء هذا الانقلاب للبشير اذهب أنت رئيساً للقصر وسأذهب أنا حبيساً إلى كوبر.. الترابي فعل ذلك لأنه كان يفتقد (القبول)، لذلك دفع بالبشير ظَنّاً منه أنّه سوف يجد (القبول) من الشعب السُّوداني ومن العالم وقد كان كذلك، إلى أن انكشف الأمر. إذن القبول أو ما يُعرف بالكاريزما من ضروريات النجاح والنجومية. والكاريزما هي نعمة أو هبة وقُدرة في التأثير على الآخرين دون أن تكون هنالك أسبابٌ أو مقومات واضحة لتلك القُدرات. بقى أن أقول إنّ أي موهبة تحتاج إلى دعم بالدراسة والبحث والاجتهاد.. مُهمٌ جداً لصاحب الموهبة القدرة على الاحتمال والصبر، النجم في أي مجال يتعرّض لضغوط كبيرة أكثر من مُعدّل الضغوط التي يتعرّض لها الآخرون، إن لم تكن تمتلك فضيلة الصبر سوف تحترق وتتلاشى سريعاً. هنالك أمرٌ مُهمٌ آخر يجب الإشارة إليه والتوقُّف عنده، وهو أنّ هنالك أصحاب موهبة لا تتقد موهبتهم ولا تتوهّج إلّا في الفوضى، ومن هنا أحسب جاءت فكرة الفوضى الخلاقة، لأنّ هنالك إبداعاً إذا خُضع للنظام والدراسة فقد إبداعه وانتهت دهشته، لكن حتى ذلك يجب أن تلتزم فيه بحد من اللباقة والوعي لأنّ زماننا هذا هو زمن العلم. محمود عبد العزيز حقّق نجومية طاغية في ظل فوضى خلاقة، يمكن أن يحدث ذلك كاستثناء أو حالات نادرة وهي عندما تحدث أثرها يكون دائماً أعلى من أثر الموهبة التي تُخضع للدراسة والإدارة الخارجية. لكن مُهمٌ جداً أن تكون هنالك (إدارة) لكل موهبة حتى وإن كانت تلك الإدارة ذاتية أو داخلية تصدر من الموهوب نفسه، أحياناً يمنحك الله موهبة أخرى مع موهبتك العظيمة وهي موهبة إدارة تلك الموهبة. يمكن أن تسأل نفسك لماذا وصل محمد صلاح للعالمية رغم أنه أقل موهبةً من محمود الخطيب وأبوتريكة وشيكابالا وحازم إمام، ويمكن أن نقول هو أقل موهبة من جكسا وكسلا ومن أنور الشعلة وهيثم السعودي وصل محمد صلاح لأنه كان لديه طموحٌ وهدف، وهو كان يعرف أنّ تحقيق طموحه وهدفه يحتاج منه لجهد مضاعف جهد أكبر من جهد الخطيب وأبوتريكة وحازم وشيكابالا. غير أنّ هنالك أمراً إذا فقدته فلن تحقق أي شئ حتى إذا كنت موهوباً واجتهدت بما فيه الكفاية، ذلك الشئ هو (التوفيق)، لكن من حكمة أو رحمة الله سبحانه وتعالى دائماً يوفق المجتهد ويمنحه قدر اجتهاده.. يمكن أن تكون موهوباً بدون اجتهاد فلا تُوفّق، ولكن إذا اجتهدت فإنّ اجتهادك لن يضيع هدراً، سوف يكون التوفيق حليفك حتى وإن كنت بدون موهبة وهذا هو الفرق بين الموهبة والاجتهاد، وهو أنّ لكل مجتهد نصيباً، وهذا أمرٌ لا يتوفّر للموهوب. غير أنّ الذي يجتهد دائماً هو لديه ثقة في نفسه وفي موهبته، ليس هنالك مجتهدٌ يجتهد من فراغ.. المجتهد دائماً هو صاحب موهبة. وقعت ليكم. عشان عاوزين نقفل. ... متاريس مُهمٌ جداً وفي كل الأحوال أن تكون عندك (إدارة) على نفسك. لو عندك موهبة عليك أن تدير موهبتك صاح، ولو ما عندك موهبة عليك أن تدير برضو عدم موهبتك صاح. إذن أنت محتاج للإدارة في كل شئ. والإدارة (علم). وأنا على قناعة تامة أنّ الله وضع في كل إنسان (موهبة) ما.. في ناس اكتشفوا موهبتهم، وفي ناس لا، وهنا تحدث الفروقات. تاني أقول ليكم شنو؟ والله أنا فترت عديل كدا. إن شاء الله الرسالة تكون وصلت. ... ترس أخير: أكتر من كِدَا أعمَل ليكُم شنو..؟