محمد عبد الماجد الدّوحَة.. كيجَالي بتوقيت الهِلال أحب مجازفات الهلال، وتسعدني مغامراته (ما جاءنا حبك من فراغ)، لهذا أحببناه ولهذا حملنا عشقه، فقد جاء حبنا له من تلك الروح، نتسكع في هواه مثل (أولاد المدارس)، ومن هذه الشجاعة التي يمكن أن يحسبها البعض تهوراً تلفحنا (ريدته)، والريدة عند السودانيين أعظم من الحب، لانها أكثر صفاءً ونقاءً. الكابلي كتب لكمال ترباس (بريدك والريدة ظاهرة في عينيا)، في الريدة لا تحتاج إلى إثبات أو قرائن أحوال (والعيون لو رادت ما بعرفوا يداروا)، هذا د. علي شبيكة مع ثنائي العاصمة. يخيل لي أن العاصمة وصلت لأقصى حالة الطرب مع ثنائي العاصمة. أول مرة دخلنا العاصمة وجدنا أن اعمدة الكهرباء فيها عندها إحساس وذوق، هسع الذوق غاب حتى عن البعثات الدبلوماسية. وحتى لا يسرقنا الكابلي وثنائي العاصمة أعود لا بد أن أقف قبل الخوض في التفاصيل على شجاعة مدرب الهلال الروماني ريجيكامب الذي قرر أن يخوض مع الهلال مباريات الدوري الرواندي وهو يفتقد (14) لاعباً وطنياً، منهم على الأقل (8) لاعبين يمكن أن يكونوا في الأوضاع الطبيعية من العناصر الأساسية في تشكيلة الهلال، مع وجود المحترفين الأجانب، ولا غرابة في ذلك إذا كان هم اساسيين بطبيعة الحال في المنتخب الوطني. سيفقد الهلال ربما لفترة تتجاوز الشهر، إذا قدر لمنتخبنا التقدم في بطولة الأمم الأفريقية (11) لاعباً وطنياً بسبب مشاركتهم مع المنتخب في كأس العرب، وسيمتد غيابهم عن الهلال بالمشاركة مع المنتخب في نهائيات الأمم الأفريقية، واللاعبون الذين سيفقدهم الهلال لانضمامهم للمنتخب هم: (محمد عبد الرحمن ومصطفى كرشوم وعبد الرؤوف يعقوب وصلاح عادل ووالي الدين خضر والطيب عبد الرازق ومحمد أحمد ارنق وياسر مزمل وياسر جوباك ومازن سيمبو ومازن فضل)، ويفقد الهلال بسبب الإصابة (3) لاعبين هم: (الحارس الدولي محمد المصطفى وأحمد عصمت كنن ومصعب كردمان)، مع ذلك سيخوض الهلال الدوري الرواندي وسيلعب في غياب هذه العناصر الدورة الأولى كلها في أو على الأقل سيلعب دونهم (12) مباراة المفارقة أنّ الهلال لعب بطلب من الجهاز الفني أمام المتصدر البوليس الرواندي وتعادل وسيلعب اليوم أمام الوصيف غاسوقي يوناتيد وهذه جرأة لم نشهدها قريباً في مدرب، وقدرة على التحدي ودلالة على ثقة المدرب في كل اللاعبين، وحقيقة ليس هذا غريباً على مدرب الهلال الروماني ريجيكامب، فقد خاض هذا المدرب مع الهلال بطولة سيكافا في ظروف اصعب وهو في فترة إعداد وهو يفقد عدداً كبيراً من اللاعبين، ويفتقد إلى جانب ذلك التجانس والتفاهم وربما المعرفة بلاعبيه أيضاً. الهلال سيخوض مباريات الدوري الرواندي بمدافع واحد وهو عثمان ديوف، وهذا جرأة لا توجد في دروايش المهدي، حيث يفقد الهلال دفاعه بشكل شبه تام (كرشوم وإرنق والطيب وسيمبو وجوباك) مع ذلك قدم الهلال مصلحة الوطن وسمح ل(11) لاعباً من للمشاركة في كأس العرب واللوائح تمنحه الحق في أن يرفض انضمامهم للمنتخب وتمنحه اللوائح أيضاً بعد ذلك عند مشاركتهم مع المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية عدم خوض مباريات الدوري الرواندي والهلال يفقد كل هذا العدد من اللاعبين. وقد يرتفع عدد الغائبين من الدوليين لاحقاً الى (15) لاعباً في حال انضمام البوركيني سفيان فريد حارس الهلال والمنتخب البوركيني لمنتخب بلاده، وربما يرتفع العدد أكثر من ذلك إذا انضم آخرون لمنتخبات بلادهم من أجانب الهلال إلى جانب ما يمكن أن يحدث من إصابات وإيقافات لا قدر الله بين لاعبي الهلال المشاركين في الدوري الرواندي في مباريات مضغوطة. نسأل الله أن يكون في عون الهلال وفي عون السودان. مع هذه الظروف نطالب بالفوز بالدوري الرواندي ولن نقبل دون ذلك بديلاً، ونحن نثق في قدرة لاعبي الهلال المتواجدين مع الفريق في روندا، ولا خوف على الهلال حتى وهو يفقد نصف لاعبيه. وكيف لنا أن نخاف وخط المقدمة الهلالية بعد كل هذه الغيابات فيه جان كلود وكوليبالي وصنداي وفلمو واكيري وأحمد سالم وكبه. ديل أنا ممكن أخوض بيهم كأس العالم مغمض. والله يا العليقي عزتونا عزة شديدة واصلوا ما قصّرتوا. هذه الأسماء الرنانة نطالبها بالدوري الرواندي، ونقصد أن نضعهم تحت هذا الضغط وهذا التحدي لأننا نعتقد أن أجانب الهلال في حاجة إلى تنافس بهذا الضغط وهم سوف يستفيدون أكثر عندما ينظرون للمشاركة في الدوري كنوع من أنواع التحدي الشخصي لهم، حتى تكتمل جاهزيتهم ويرتفع عندهم حس القدرة على النصر. كنت أنوي أن لا أكتب في هذا الموضوع وأن لا أضعهم تحت الضغط وأطالبهم ببطولة يفقدوا فيها (14) لاعباً، لكن وجدت أن الهلال وعناصره التي ستمثله في الدوري الرواندي في حاجة إلى هذا التحدي، لأنهم يفتقدون فورمة التنافس وتنقصهم الخبرة، ولا بد لهم أن يدخلوا هذا التنافس لكسب الرهان. ادخلوا هذه التحدي بعزيمة وإرادة حتى تكسبوه. عليهم أن يعلموا أنهم لن يلعبوا في الدوري الرواندي من أجل الإعداد، وأن مشاركتهم في الدوري الرواندي ليس مجرد نزهة، لا تقولوا لهم ذلك، هم يشاركون في الدوري الرواندي من أجل الفوز به. الموضوع عندنا ليس رفاهية، وإنما بطولة إذا وفق الله الهلال فيها وفزنا بها ستفرح فرحاً عريضاً.. ونحن في حاجة للفرح. مهمٌ أن نعرف أن الإعداد بدون انتصارات لن تكون منه جدوى أو فيه فائدة، بل يمكن لا قدر الله أن تكون عواقبه وخيمة، أفضل إعداد هو الإعداد الذي يضع الانتصار والبطولة هدفاً، ويحققها بعد ذلك، لأن الفوز في النهاية بالدوري الرواندي سوف يمنحك دفعة معنوية قوية، وفي كرة القدم القيمة المعنوية والفائدة منها لا تقل عن القيمة الفنية وفوائدها. من ثم فإنّ الفوز بالدوري الرواندي إذا تحقق بإذن الله للهلال، سوف يُمنح الهلال تاريخاً لم يسبقه عليه نادٍ في العالم وهو الجمع بين لقب الدوري الموريتاني والدوري الرواندي، إضافةً للدوري السوداني (مِلِك حُر) في سنوات الحرب والجدب والعذاب، وهذا إنجازٌ لم يسبقنا عليه أحدٌ. إذا أتاحت لك الأقدار فرصة مثل هذه الفرصة فلا تضيِّعها، لأنّ مثل هذه الفرص لا تتكرّر. إذا تصدّر الهلال الدوري الرواندي بإذن الله وتوفيقه قبل انضمام العناصر الوطنية للفريق، فإنّ هذه الصدارة سوف تمنحهم ثقة كبيرة وستمتد الثقة إلى الجهاز الفني والإعلام والجمهور والعناصر الأجنبية في حاجة للثقة لتنطلق بصورة أفضل. إذا كان هنالك (11) لاعباً من الهلال مع المنتخب، سيشارك منهم (7) عناصر بشكل أساسي و(4) عناصر سوف تتاح لهم فرصة المشاركة مع المنتخب حسب مجريات المباراة، فإنّ تلك المشاركات سترفع جاهزية العناصر الفنية بصورة كبيرة، خاصةً أنّ المنتخب سيلعب في البطولتين العربية والأفريقية مع منتخبات كبيرة في حجم الجزائر والعراق عربياً، والمغرب وبوركينا فاسو أفريقياً، لذلك لا بد أن ترتفع جاهزية العناصر الأجنبية مع الهلال في الدوري الرواندي، حتى لا يكون هنالك تفاوتٌ في الجاهزية، والجاهزية هنا لن تتحقّق إلا من خلال الانتصارات والقبض على صدارة الدوري. هذه الانتصارات التي ننشدها من أجل الفوز بالدوري الرواندي لن تتحقّق إلا إذا كان هنالك دعمٌ لوجستي قويٌّ للهلال في المنافسة من مجلس الإدارة، وأول مستوجبات الدعم الذي نطالب به هو أن يرفع القطاع الرياضي حوافز الانتصار في مباريات الدوري الرواندي لتقارب حافز الانتصار في المباريات الأفريقية، لأنّ الهلال يشارك في دوري غريب عليه ويلعب بعيداً عن الأرض والجمهور. كذلك لا بد من الحديث مع الجهاز الفني للهلال، ولفت نظره أنّ المشاركة في الدوري الرواندي ليس فقط من أجل الإعداد، وإنما من أجل الفوز بلقبه وهنا سوف يتحقق كل المرجو والمطلوب من الإعداد. على الجهاز الفني أن يمنح الدروي الرواندي ومبارياته أهمية كبرى، وأن يتعامل مع المباريات تعاملاً يكفل للهلال النصر بإذن الله. الخسائر في الدوري الرواندي سوف تؤدي إلى إشاعة روح الإحباط وستجعل اللاعبين يفقدون الإحساس بالفوز، كما أن الإعلام والجمهور الهلالي لن يقبل خسارة الهلال حتي وإن كان يفقد (20) لاعباً. انظروا إلى آثار الهزائم في المريخ وهي إذا تكرّرت في الفترة القادمة يمكن أن تطيح بالمدير الفني للمريخ وستجعل الود والثقة مفقودة في محترفي المريخ. اليوم يلعب المنتخب السوداني عند الثانية ظهراً أمام المنتخب الحزائري مباراة صعبة، وعناصر الهلال انضمت للمنتخب قبل 24 ساعة، في ذات اليوم يلعب الهلال عند السادسة مساءً مع وصيف الدوري الرواندي وهو يفقد (14) لاعبا، وفي نفس الوقت يلعب المريخ أمام متذيل الدوري الرواندي. اليوم هو يوم سوداني حافلٌ ننتظر أن تتحقق فيه أمنياتنا بإذن الله ونعيش الفرحة على كافة المستويات، وفي جميع الأوقات التي أشرت إليها. المريخ لعب أمس في بربر ويلعب اليوم في الدوري الراوندي، والهلال يلعب اليوم في الدوحة نهاراً ويلعب مساء في كيجالي.. وهذا للافتخار بالوطن والانتماء إليه، لأن وجود (7) لاعبين من الهلال في التشكيل الأساسي للمنتخب فخرٌ للهلال. نسأل الله التوفيق للمنتخب وللهلال اليوم، وأن تنتهي مباراة المريخ ب(أي دمعة حزن لا لا).. وهذه هي النتيجة الطبيعة للمريخ.. ونقول يا رب. ناس المريخ طبعاً على وشك أن يطيحوا بالمدرب الصربي (داركو للطيران) الذي لم يقدم للمريخ منذ التعاقد معه غير تصريحاته التي ذكر فيها أنه يتابع المريخ منذ 2008م، وهذا تاريخٌ لم يكن داركو يتابع فيه حتى ريال مدريد، فهل يُعقل أن يتابع مباريات المريخ من إذاعة أم درمان عبر صوت الرشيد بدوي عبيد وهو لا يفهم في العربية شيئاً. ... متاريس قدر ما أكون حريص، بلقى في حاجة فاتت عليّ في العمود، أمس كتبت تعادل الهلال مع الجيش الرواندي في الجولة الأولى، والصحيح هو تعادل الهلال مع البوليس الرواندي. أول ما ينزل العمود، اكتشف ليك الخطأ الذي وقعت فيه. عموماً هذه أشياء قد تفوت علينا ولكنها لن تفوت على فطنة القراء. وهذا هو العزاء. كأس العرب بدأ ساخناً وحدثت في نتائج مبارياته الكثير من المفاجآت. التمديد مع كواسي أبياه مكسبٌ كبيرٌ للسودان، والشكر هنا ليس لاتحاد الكرة الشكر لكواسي أبياه الذي مدّد تعاقده في ظل هذه الظروف. "زي" المنتخب الجديد جميلٌ وبديعٌ، وننتظر الإعلان عن "زي" الهلال الجديد. اللهم انصرنا في الدوحة وكيجالي. واجعل نصرنا بتوقيت الهلال في النهار والمساء. ونقول يا رب. ... ترس أخير: نلتقي إن شاء الله على فرح.