*حسنٌ ؛ فهذا هو المطلوب… والآن لتمتد حبال فضولكم إلى ما يليه.. *فهذا هو واقعنا… و(وين ح نهرب منو؟… وين ؟!).. *ثقافياً كان… أم سياسياً… أم اقتصادياً… أم رياضياً… أم حتى غنائياً.. *ومن الواقع الغنائي تحديداً اقتبسنا عنوان كلمتنا هذه.. *فهي أغنية ظهرت من بعد سلسلة روائع في سياق (الصعود إلى الهاوية).. *روائع من قبيل (قنبلة)… و(بتدَّق)… و(محاسن كبي حرجل).. *والأغنية اسمها (أحيّْ أنا)… ومن لا يصدقني فليسأل وزير الثقافة.. *ومن بعده – أو قبله – فليسأل رئيس (تزكية المجتمع).. *ومسؤولٌ في جهةٍ ما يسألني معاتباً (لم أنت محبَط… ومحبِط؟).. *أجبته : فلتسألوا أنفسكم أولاً (لم أنتم هكذا ؟!).. *فأنتم تبشروننا بشيء…. فنبشر به بدورنا ؛ ثم تحبطوننا…. فنحبِط.. *ولنذكر مثالاً واحداً ذا صلة بكلمتنا هذه اليوم.. *أو هو سبب كلمتنا هذه… بعد أن بلغت روح الإحباط حلقوم القلم.. *فقد استبشرنا مع معتز – وغيره – بألا مهرجانات بعد اليوم.. *فالمرحلة للترشيد… والتقشف… وشد الأحزمة.. *وانصرف ذهني – من بين كل المهرجانات – إلى مهرجان إيلا السنوي.. *فهو لا يجذب سياحة ولا تسوقاً ؛ مجرد شعار خادع… ومخادع.. *وإنما يجذب طرباً… ورقصاً… وغضباً ؛ شعبياً.. *فليس أشد إيلاماً لأي شعب من رؤية حكومته تغني… وهو يولول.. *أو رؤيتها (تهيِّص)….. وهو (يفلفص).. *وقد عبرت عن هذا الشعور مسرحية (أخويا هايص… وانا لايص).. *ووالي الجزيرة درج على أن (يهيص) جداً أواخر كل عام.. *رغم إن ولايته بالذات – دوناً عن الأخريات – (تبكي وتنوح وتصيِّح).. *فهي من بين الأسوأ على صعد كثيرة.. *التعليم… الصحة… الزراعة… الخدمات… الوقود… الخبز… والحريات.. *ودوماً يهرب من ولايته مع مقدم الخريف.. *ويدع مهمة التعامل مع تبعاته (الكارثية) لأعوانه… وهو بعيد هناك يتنعَّم.. *حتى ممارسة الحرية من داخل البرلمان كرهها إيلا.. *أما حرية نقده من خارجه فيتصدى لها عبر وزيره (للذباب الإلكتروني).. *وهو ليس وزيراً حقيقياً بالطبع… وإنما مجازي.. *فيكفي أن ينتقد صحفي أمراً يخص حكومته حتى ينهشه الذباب (المسيَّر).. *المهم…. قلنا نصدق الوعود هذه المرة.. *فإذا بحكومة إيلا تُفاجئنا البارحة بتصورها لمهرجان هذه السنة.. *تُفاجئنا بذلك على عينك يا بكري… ويا معتز… ويا شعب… *فهو موسم ينتظره إيلا بفارغ الصبر.. *ولا ينافسه في فراغ الصبر هذا سوى أصاغر المغنين… ولم أقل أراذلهم.. *وربما نجد من بينهم الذي جعلنا أغنيةً له عنوان كلمتنا هذه.. *ذلك إن لم يجترح أرذل منها إلى ذلكم الحين ؛ من قبيل (و… ب علي أنا).. *فهل ما زال منكم من صدمه عنوان (أحيّ أنا) ؟.. *إذن فليخبرني أين يعيش!!.