فرقت السلطات الأمنية السودانية، اليوم الخميس بالغاز المسيل للدموع مئات المتظاهرين المشاركين في مسيرة نحو القصر الرئاسي في الخرطوم للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، وذلك بعد أربعة أسابيع على بدء حركة الاحتجاج في البلاد. وبدأت التظاهرات في 19 ديسمبر احتجاجا على ارتفاع أسعار الخبز والأدوية في بلد يشهد ركودا اقتصاديا، ثم تحولت الى تجمعات شبه يومية مناهضة للبشير. وبعد نحو شهر من انطلاق الحركة الاحتجاجية، تجمع مئات السودانيين ظهرا في وسط العاصمة الخرطوم حيث انطلقوا باتجاه القصر الرئاسي، لكن الشرطة تدخلت لتفريقهم بواسطة الغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان من كوش نيوز. ثم عاودت مجموعات من المتظاهرين التجمع في حي بري شرقي الخرطوم، للتظاهر. ووفقا لوكالة "رويترز"، فقد اشتبك محتجون يرشقون الحجارة مع قوات الأمن السودانية في الخرطوم التي ردت بدورها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأفادت "لجنة أطباء السودان المركزية" المحسوبة للمعارضة، بمقتل شخصين خلال هذه الاحتجاجات التي خرجت في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، وإصابة 9 أشخاص على الأقل برصاص قوات الأمن السودانية. ووفقا للجنة الطبية، فقد تصدت السلطات السودانية للمحتجين "بعنف مفرط"، ما تسبب بمقتل طبيب وطفل وإصابات تراوحت بين الطفيفة والخطيرة. ويرى محللون أن هذه المظاهرات التي بدأت بسبب الاستياء من رفع أسعار الخبز، تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989، ويستخدم فيها المتظاهرين وسائل التواصل الاجتماعي للتعبئة العامة.
