في الوقت الذي يتحدث فيه تجمع المهنيين عن نجاح إضرابه المنفذ يوم أمس الأول بنسبة كبيرة، كان للطرف الآخر رؤيته الرافضة لكل ذلك. وأعرب عدد من منسوبي مؤسسات ونقابات القطاع العام عن عدم تأثر الحياة بدعوة إضراب التجمع. وأكد المحلل الاقتصادي د. عادل عبد العزيز ل(السوداني) أن الحياة تسير بشكل طبيعي وكذلك الأسواق والخدمات العامة، مشيراً لازدحام الطرق والتقاطعات الرئيسية بالسيارات والمارة وانسياب خدمات المياه والكهرباء بلا توقف أو خلل بولايات الخرطوم بمحلياتها ال(7) بالإضافة لخدمات البنوك والمتاجر وشركات القطاع الخاص ومحطات الوقود تعمل كلها بصورة عادية، نافياً وجود أثر للإضراب في الشارع العام؛ مشيراً إلى أن السودان شهد في الأعوام أكتوبر 1964 وأبريل 1985 دعوات لعصيان مدني وتوقف عن العمل وقد وجدت حظاً من النجاح بسبب الظروف السياسية التي كانت سائدة آنذاك ووجود قيادات واضحة للحراك الشعبي وتنظيمات نقابية مستقلة لحد ما عن الأحزاب السياسية وهو ما لا يتطابق مع الوضع الآن وهذا في تقديري السبب الرئيس لعدم الاستجابة للدعوات الحالية بالإضراب والعصيان المدني. من جانبه نفى أمين علاقات العمل باتحاد نقابات عمال السودان خيري النور ل(السوداني) دخول العاملين والموظفين بالقطاع العام في أي إضراب أو عصيان مدني، لافتاً إلى أن الإضراب الذي أعلنه تجمع المهنيين لا وجود له على أرض الواقع، لافتاً لوجود الغالبية العظمى من العاملين بالدولة في مواقع عملهم وانتظام كل الخدمات من مياه وكهرباء وغيرها بصورة طبيعية. وقال إن القانون النقابي يجوز للعاملين حق الإضراب عن العمل شريطة وجود أسباب منطقية أهمها عدم التزام المخدم بحقوق واستحقاقات العاملين في القطاعين العام والخاص، مشيراً لفشل إضراب تجمع المهنيين الذي يتكون من مجموعة من الأحزاب، واستشهد على ذلك بانتظام منسوبيه من العاملين في الخدمة المدنية في العمل بلا تغيب، مما يؤكد أن دعاته يتحركون من منطلقات سياسية فقط. (السوداني)في سياق الدعاوى المتبادلة بين الطرفين سعت لعقد مواجهة حول نجاح الإضراب وفشله مع رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم الصديق، وأحد المتحدثين باسم تجمع المهنيين السودانيين حاجة فضل.المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين حاجة فضل ل(السوداني): الإضراب ناجح بكل المقاييس ما هو تقييكم لإضراب ال(5) من مارس؟ الشعب السوداني يبدع أساليبهُ الخاصة، والتي تناسب المقتضيات، إما إضراب الأمس قد فاق نجاحهُ تصورنا ونعتبرهُ ناجحاً بكل المقاييس، وقد نفذت كل القطاعات والأجسام المهنية الإضراب بطرق مختلفة، فذهب البعض للعمل ولم يعمل، وفضل آخرون عدم الذهاب. بعض المهن اختارت إضراباً جزئياً وبعضها الإضراب الكامل، فضلًا عن الشارع والأسواق، ومن كل هذا وصفنا الإضراب بالنجاح المطلق. المقياس الذي تم على أساسه تحديد النسبة؟ في الفعل السياسي الراهن في السودان لا يمكنك حساب أيّ خطوة بمعزل عن الحساب الكلي للانتفاضة، ومن واقع شمولية الثورة وامتدادها، نلاحظ أن الثورة تكسب يوميًا، وقياسًا على ذلك، وعلى حالة الشلل التام في العاصمة والأقاليم فالنسبة عالية جدًا. ما هي القطاعات التي نفذت الإضراب؟ الأطباء في المستشفيات الحكومية ونفذوهُ بنسبة نجاح فاقت ال90%، الصيادلة شهدت الأسواق إغلاق بعض المحلات في سوق أم درمان، وسوق بحري وسعد قشرة، شركات اتصالات، وشركات خاصة، مدارس وعمال و"ستات شاي" وأصحاب محلات وأعمال حرة، طلاب جامعات، ومنظمات المجتمع المدني. الأطباء البيطريون في القطاع الخاص، الإضراب كلي في 7 شركات وجزئي في بقية الشركات وإضراب عدد من الصيدليات البيطرية في الخرطوم وكسلا ومدني، أما القطاع العام فالإضراب كان جزئيًا في مركز البحوث حلة كوكو وأبحاث سوبا وبعض المسالخ والمحاجر. أيّ القطاعات المهنية حققت نسبة أعلى في الإضراب؟ النسب متفاوتة، لأن لكل قطاع طريقته في تنفيذ الإضراب، المحصلة النهائية هي نجاح الإضراب. لماذا تم اختيار الإضراب تحديدًا؟ الإضراب العام مألوف في السودان وقد حدث مرتين الأولى في 1964 والثانية في انتفاضة أبريل 1985، وهو حق مكفول بالدستور، وإضراب الثلاثاء 5 مارس كان بروفة، واختباراً لأساليب جديدة لتحدي وكسر حالة الطوارئ، واختيار الإضراب العام وسيلة وانتقال لمرحلة أخرى من مقاومة النظام جنباً إلى جنب مع جدول التظاهرات والمواكب المعروف، وإضراب الأمس هو بداية لتنفيذ العصيان المدني الشامل.
رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم الصديق ل(السوداني): الإضراب مجرد خداع بصري وتصرفات معزولة ما تقييكم للإضراب الذي دعا له تجمع المهنيين السودانيين؟ لا يوجد واقع يستحق التقييم. المضربون أعلنوا عن إضرابهم وتم رفع صور بذلك؟ هذا مجرد خداع بصري في بعض الشركات الخاصة وتصرفات معزولة. تعني أن الإضراب لم ينجح؟ هذا لا يعتبر إضراباً، حتى لو أعلنت تلك الشركات التوقف نهائيًا عن العمل أو أفلست ويجب معرفة معنى الإضراب أولًا، هذه ليست أول مرة تنشر فيها مثل هذه الادعاءات، سمعنا مثلها عام 2010 وعام 2013 و2017م، والواقع أنها في المنصات الخارجية فقط، ولا يأبه لها المواطن بالداخل. كيف تحققتم من عدم نجاحه؟ الحقيقة أن أكثر من 800 ألف موظف في مؤسسات دواوين الدولة كانوا في مؤسساتهم، وكل المرافق الخدمية على مستوى المركز و17 ولاية و174 محلية و28328 منطقة كانت متوفرة وعاملة، والأسواق عامرة والحركة نشطة. وفق بيان للتجمع تخطت نسبة النجاح في بعض القطاعات حاجز ال90%؟ لا أعرف تفصيلًا من أين تصدر هذه الفبركات والتقارير بالإضراب والعصيان، وقناعتي أن من يصدرها لا يقتنع بها، إنها مجرد حالة عويل لا أكثر. التجمع أعلن عن القطاعات المهنية والمحلات التجارية التي نفذت الإضراب؟ تقييم الفعل لا يتم من مدعيه.