كشف الفريق توت قلواك رئيس فريق الوساطة، عن أسرار المفاوضات بمنبر جوبا للسلام قائلاً: نحن الآن بصدد بشريات التوقيع النهائي على اتفاقية السلام مع الجبهة الثورية مطلع أكتوبر المقبل وهذا إنجاز ضخم يستحق الاحتفاء به، ونحن كفريق وساطة توصلنا له بعد جهود كبيرة، حيث قابلنا المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بمختلف أحزابها والمجتمع المدني، وكان هنالك ترحيب حار بنا من جميع هذه المكونات مما سهّل علينا عملية الوساطة. وأضاف في المنبر الصحفي الذي عُقد بطيبة برس: الحرص الشديد للفريق سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان على سير المفاوضات، كان له الدور الأبرز في إنجاح العملية، وقد وجّه خلال جائحة كورونا بإيقاف جميع المناشط بالبلاد ما عدا محادثات السلام بالسودان لعلمه بتأثير أحداث الخرطوم على جوبا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وضرورة تحقيق السلام عبر اتفاق واحد رغم تعدد المسارات. في ذات السياق، قال الأستاذ ضيو مضوك عضو فريق الوساطة: في منهجية الوساطة لم نكن راغبين مطلقاً في فكرة المسارات لولا إصرار الحركات المسلحة والجبهة الثورية عليها وكذلك إيماننا بأن السلام عملية طويلة لا تتحقق بالفورية التي نريدها ويحتاج إلى رغبة حقيقية من جميع الأطراف بعيداً عن الضغوطات، وتابع: رغم أن ملف عبد الواحد محمد نور ليس من اختصاصاتنا، إلا أننا داعمون بشدة لمقدمه إلى الخرطوم من أجل التفاوض المباشر مع حكومة السودان، ونؤكد له أن ليست هنالك فرصة للسلام أفضل من هذه وكل الأجواء محفزة لتحقيقه والإرادة الشعبية والحكومية تصب في ذلك، لذا سننتهزها ونجتمع خلال الساعات القليلة القادمة مع وفد السودان المفاوض للوصول الى اتفاق مع الحركة الشعبية قطاع الشمال. وأشاد الأستاذ فيصل محمد صالح بفريق الوساطة قائلاً: الجهود العظيمة التي قامت بها دولة جنوب السودان محل شكرنا وتقديرنا وامتناننا، وتؤكد أننا ما زلنا شعب واحد في بلدين، وما قدمه فريق الوساطة من عمل ضخم يضمن صدق هذه المقولة. وقال البروفيسور سليمان الدبيلو رئيس مفوضية السلام وفق صحيفة السوداني : السلام أصبح في حكم المؤكد وتبقى فقط تنفيذ ما اتفق عليه ونحن في المفوضية كل همنا اكتمال اتفاقية السلام في الفترة المقبلة وننتظره بلهفة حتى يصبح حلم السلام واقعاً بين الناس. ودعا البروفيسور جمعة كندو مستشار رئيس الوزراء للسلام للتبشير بالسلام قائلاً: الاتفاقية حتى ولو كانت بها نواقص فإن الإرادة الوطنية كفيلة بإكمالها، لذا فإن التبشير بالسلام هو ضرورة المرحلة لا مكان للإعلام السالب الذي يركز على السبليات ويتغاضى عن الإنجازات، وأردف كندو: هذه الاتفاقية سودانية خالصة بما فيها الوساطة ويسهل قراءتها والتعامل معها وهضمها وتنفيذها وما قدمه فريق الوساطة تجربة رائعة في عملية فض النزاعات تستحق التوثيق وتقديمها كنموذج فريد لجميع دول العالم.