في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وغيره من الأمراض، تلعب المناعة دورا أساسيا في حماية الجسم، موفرة الحماية التي يحتاجها لمقاومة الأمراض والأوبئة. ونقدم في هذا التقرير نصائح لتقوية المناعة، وأيضا أغذية تؤدي لإضعافها، مع الإشارة إلى أنها ليست بديلا عن وسائل الحماية الشخصية، وكذلك بالنسبة لكورونا حيث يلزم ارتداء الكمامة وبالتباعد الاجتماعي وتلقي التطعيم: أولا- النظام الغذائي الصحي اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على فيتامين "سي" (C) الموجود في الحمضيات والتوت والكيوي والبروكلي والسبانخ، وفيتامين "إي" (E) الموجود في البذور واللوز والجوز، مما يحدِث للجسم مضادات الأكسدة التي تقاوم التلف الذي تخلفه الشوارد الحرة في الخلايا. وفي تقرير نشرته مجلة "توب سانتي" الفرنسية، تؤكد الكاتبتان كاترين كوردونييه وإنغريد برنار أنه عموما يجب أن يعتمد النظام الغذائي على الأطعمة الطازجة، وتجنب الوجبات السريعة والأطعمة الدسمة، وتجنب طرق الطبخ التي تُفقد المواد الغذائية قيمتها. يقول خبير التغذية ألفارو فارغاس -وفقا لتقرير نشرته صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية- إن الفواكه والخضراوات ينبغي أن تمثّل 50% من نظامنا الغذائي، لأنها تحتوي على معظم العناصر الغذائية التي تحتاجها الخلايا المناعية، على غرار الألياف ومضادات الأكسدة والفيتامين "إيه" (A) وفيتامين سي. كما تعد البقوليات الغنية بمعادن، مثل الزنك وحمض الفوليك والنحاس والسيلينيوم، مفيدة لجهاز المناعة. من الأغذية المفيدة لجهاز المناعة: الزنجبيل بذور الشيا التوت الكيوي غذاء ملكات النحل ثانيا- ممارسة تمارين التأمل أثبتت تمارين التأمل فعاليتها في مقاومة الالتهابات بشكل عام. ويوصي أخصائي التخدير دنيس كوستر بممارسة تمرين بسيط للغاية "عندما تشعر بالإرهاق بسبب التفكير السلبي، توقف عن ذلك فورا وخذ نفسا عميقا وراقب ما سيحدث بعد ذلك". ثالثا- الضحك يُعتبر الضحك مضادا طبيعيا للقلق والتوتر، حيث يفرز الجسم عندها هرمون الدوبامين الذي يعزز الشعور بالسعادة. رابعا- الذهاب إلى الفراش في أوقات محددة ينصح الدكتور كوستر بضرورة الخلود إلى الفراش في أوقات محددة وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية ليلا، وعدم تناول الوجبات الثقيلة قبل ساعتين من وقت النوم. أيضا من المهم الحصول على قسط كاف من النوم، إذ أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الهرمونات التي يفرزها الدماغ أثناء النوم تدعم جهاز المناعة. خامسا- فيتامين "دي"(D) أكد خبير التغذية فارغاس أن فيتامين "دي" من أهم الفيتامينات على الإطلاق بالنسبة لجهاز المناعة، لكنه الأقل استهلاكا في جميع أنحاء العالم. وبشكل عام، يعد التعرض للشمس لمدة 15 دقيقة يوميًا أفضل مصدر لهذا الفيتامين، لكن بالنظر إلى نمط حياتنا الحالي فإن أغلب الأشخاص لا يتعرضون بما يكفي لأشعة الشمس. في هذه الحالة، قد تكون المكملات الغذائية مفيدة. ونبّه خبير التغذية إلى أنه من الصعب جدا الحصول على الجرعة الموصى بها من فيتامين "دي" من خلال الطعام فقط. وهو يوجد في منتجات الألبان ولكن ليس بنسب كبيرة. لذلك ينصح باللجوء إلى المكملات الغذائية أو الأطعمة المدعّمة. وقبل تناول مكملات فيتامين "دي" يوصى بمراجعة الطبيب وإجراء تحليل لمعرفة ما إذا كان جسمك يفتقر لهذا الفيتامين، لمعرفة الجرعة الملائمة. سادسا- شرب الماء أوصى فارغاس بشرب الكثير من الماء عند الإصابة بنزلة برد، لأنه يعمل على تنقية الجسم من العوامل الممرضة عبر البول. عموما، من الضروري شرب كميات كافية (لترين في اليوم) لكون الماء عنصرا أساسيا لجميع الوظائف الحيوية في الجسم. سابعا- ممارسة الرياضة يقول الدكتور فريدريك سالدمان، وهو طبيب قلب وأخصائي تغذية -في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية- إن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40%. ويضيف "خلال الدقائق العشرين الأولى، يحرق الجسم السكر فقط ويتخلص في الدقائق التالية من الدهون غير الصحية، ويطلق كوكتيلًا يتكون من 1004 جزيئات وقائية. وعمر هذه الجزيئات لا يتجاوز 24 ساعة، مما يستدعي ممارسة الرياضة بشكل كل يومي". ثامنا- الصوم يساعد على تعزيز جهاز المناعة والتخلص من السموم، فالصيام عن الطعام فترة تتراوح بين 14 و16 ساعة، والاكتفاء بشرب السوائل، يقضي على الخلايا الميتة، وذلك وفقا لتقرير لوفيغارو. وفقا لخبير التغذية فارغاس فإن السكر (الأبيض والأسمر والمصنع بكافة أشكاله) أكبر عدو للمناعة دون أدنى شك. ومن الصعب معرفة جميع المنتجات التي تحتوي على السكر. فلا يقتصر على مكعبات السكر التي نضعها في القهوة فقط، وإنما هو موجود أيضًا في المشروبات الغازية والمعجنات والصلصات والوجبات الخفيفة، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية، للكاتبة ماريا ألكراث. ونقل التقرير عن فارغاس قوله إن الفرق بين السكر المضاف والطبيعي الموجود في الفاكهة يكمن في أن الفاكهة غنية بالألياف التي تسهل عملية امتصاص الجسم للسكريات. ولا شك أن أدمغتنا تحتاج السكريات لأداء وظائفها، ولكن ليس المقصود من ذلك السكر المكرر، وإنما السكريات الطبيعية الموجود بالفاكهة والبقوليات والحبوب. الطعام المقلي تناول الطعام المقلي بشكل دائم يرفع من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقا لدراسة حديثها تم إجراؤها في الصين نشرت في مجلة القلب (Heart). كما أنه يزيد خطر السمنة، التي تعد من عوامل الإصابة بمرض السكري، وتؤثر سلبيا في النهاية على المناعة. وقد قام فريق من الباحثين بتحليل بيانات أكثر من نصف مليون مشارك في 17 بحثا أجري السنوات الأخيرة، كما نقل موقع دويتشه فيلله. وبحسب موقع الجزيرة نت ،وجد الباحثون أن ما يصل لحوالي 37 ألف شخص من المشاركين بالدراسات يعانون من مشاكل خطيرة في القلب والأوعية الدموية، وأن تناول الطعام المقلي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. وتوصلوا إلى أنه حتى مع تناول كميات صغيرة من الطعام المقلي يمكن أن يشكل خطورة على صحة القلب، إذ إن تناول 114 غراما فقط منها يزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية بمعدل 28%. وترتفع معدلات الإصابة بضيق الشريان التاجي بمعدل 22%، ويصل خطر الإصابة بفشل القلب بمعدل 37%.