حملت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى الإمارات بشريات اقتصادية وآمال للمصارف السودانية، ويرى مهتم,ن بالشأن الاقتصادي أن دعم الإمارات سيسهم مسهامة كبيرة في دعم الاستقرار الاقتصادي في السودان، وقالوا إن الزيارة انعكست بشريات اقتصادية ممتازة تساعد في تحسين صورة الاقتصاد السوداني لدى أعين المستثمرين، مضيفين أن التعاون الاقتصادي السياسي مع الإمارات سيعزز من وضع السودان الدبلوماسي، وتوقعوا أن تقلل من نزيف هجرة أصحاب العمل والمستثمرين الأجانب من السودان، منوهين إلى أن هذه الاتفاقية مهددة إذا حاولت الإمارات إدخال نفسها في سياسة حكم السودان. زيارة ناجحة وكان وزير الخارجية المكلف السفير، علي الصادق قد أوضح في تصريح صحفي، أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي للإمارات تناولت مسار العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بالتركيز على الجوانب الاقتصادية، باعتبارها محور اهتمام السودان في هذه المرحلة، وقال إن الجانبين السوداني والإماراتي، اتفقا على إقامة شراكات اقتصادية إستراتيجية ضخمة في مجالات الطرق، والموانئ والسكة الحديد والتعاون في المجال العسكري وتبادل الخبرات، وأعلن وزير الخارجية المكلف عن اتفاق بين الحكومتين والقطاع الخاص في البلدين على دعم البنوك السودانية بمبالغ مقدرة تمكنها من أداء دورها في تنمية الاقتصاد السوداني، ووصف زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بالناجحة والمثمرة.
إنجاز مشروعات ويتوقع الباحث بالمركز الدولي لدراسات المستقبل محيي الدين محمد محيي الدين أن السودان سيجني الكثير من اتفاقات التعاون مع الإمارات خاصة في الشق الاقتصادي، وقال في حديثه إنه يمكن إنجاز مشروعات تنهض بالقطاع الزراعي، موضحاً أن مبادرة الأمن الغذائي العربي كانت قد طرحت في وقت سابق، معتبراً أنها مبادرة تهدف لتوظيف رؤوس الأموال الخليجية لتحقيق الاكتفاء من الحبوب والغذاء، مبيناً أن السودان يتمتع بأراضٍ خصبة وتنقصه الأموال والتقانات الحديثة.
تحفيز الاستثمارات وقال محيي الدين إن الأثر المتوقع اقتصادياً هو تنويع مصادر دخل الدولة بالاعتماد على تحسين الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، كما أن مشروعات البنى التحتية مثل الطرق والموانئ والسكك الحديدية يمكن أن تحفز الاستثمارات الأجنبية وتجذب رؤوس أموال عالمية وشركات عابرة للقارات، مضيفاً أنها تسهم في استغلال موارد البلاد الكامنة، إضافة إلى أن تطوير الموانئ من شأنه تعظيم الاستفادة منها في استيعاب احتياجات الدول المغلقة.
دعم قوي ويشير محيي الدين إلى أن التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول الخليج وخاصة الإمارات، سيعزز من وضع السودان الدبلوماسي بدعم قوي من أشقائه وأصدقائه بحيث يكون ذلك التعاون حلفاً قوياً يسند البلاد في وقت الأزمات.
توقعات وأمنيات ويقول المحلل الاقتصادي، د. فاتح عثمان إن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لدولة الإمارات العربية المتحدة حفلت بكثير من الأخبار والتوقعات والأمنيات، مضيفاً أن اتفاق الجانبين اقتصادياً جاء على إيداع حكومة الإمارات والقطاع الخاص الإماراتي مبالغ مالية كبيرة في المصارف السودانية مبهماً من حيث كمية المبلغ الذي سيتم إيداعه، إضافة إلى عدم وجود تفاصيل عن اتفاق محدد حول الاستثمار الإماراتي في السودان.
تقليل الهجرة واعتبر أن مخرجات الزيارة إيجابية بشكل عام للاقتصاد السوداني ولسعر الصرف للجنيه السوداني، وبرر ذلك لأنها جاءت ببشريات اقتصادية ممتازة، مبيناً أن هذه البشريات تساعد على تحسين صورة الاقتصاد السوداني في أعين المستثمرين، وتوقع أن تقلل من نزيف هجرة أصحاب العمل خارج السودان وهروب المستثمرين الأجانب من السوق السودانية.
علاقات متميزة ويرى الباحث الاقتصادي، دكتور هيثم محمد فتحي أن العلاقات الاقتصادية الإماراتية علاقات قديمة منذ الشيخ زايد رحمة الله عليه، قائلاً إن السودان والإمارات لهما علاقات مميزة في المجال الاقتصادي، مضيفاً أن الإمارات من أوائل الدول العربية التي ساهمت في الاستثمار في السودان عبر كثير من المجالات الاستثمارية سواء كانت خدمية أو صناعية أو زراعية، معتبراً أنها علاقات متميزة على مر العصور، موضحاً أن هناك بعض المصارف الإماراتية استثمرت وفتحت أفرع في السودان، وعن العلاقات التجارية البينية يقول د.هيثم إن الإمارات من أكبر الدول التي يستورد منها السودان عربياً، لافتاً إلى أن هناك نشاطاً ملحوظاً بين الدولتين في التجارة البينية، إضافة إلى أن السودان من أوائل الدول التي اغترب شبابها إلى الإمارات وساهموا في نهضتها ووضعوا اللبنات الأولى في جميع المهن، وتابع: لذلك ليس جديداً أن يكون هناك تعاون قائماً بينهما في كثير من المجالات.
عملية تنمية وقال إن دعم الإمارات للمصارف السودانية سيساهم مساهمة كبيرة جداً في دعم الاستقرار الاقتصادي في السودان، إضافة إلى أنه سيعمل على دعم المصارف السودانية ويجعلها تحافظ على وضعها وتقوم بدورها على أكمل وجه، وأضاف خاصة أن هناك بعض المشاكل التي تواجه المصارف السودانية، معتقداً أن هذا الدعم الذي سيكون من نصيب المصارف السودانية، سيكون دعماً مقدراً جداً ويمكن أن يدفع إلى تقوية المراكز المالية لهذه المصارف لتقوم بدورها في عملية التنمية والتجارة البينية، إلى جانب دعم الاقتصاد السوداني وعودة هذه المصارف لوضعها الطبيعي.
دعم إماراتي ويشير د.هيثم إلى أن بعض الوسائل تتحدث عن أن هناك دعماً على شكل وديعة للبنك المركزي، وقال إن كثيراً من الوسائل الرسمية لم تتحدث عن ودائع، تحدثت فقط عن دعم إماراتي لمصارف سودانية، وتابع: يمكن أن يكون هذا الدعم على شكل دعم أو اندماج أو شراء أسهم من هذه البنوك أو خصخصتها، وكثير من الأوجه التي يمكن أو تدعم بها المصارف السودانية.
خطوة ضرورية واعتبر الباحث بمركز التنوير المعرفي سر الختم محمود زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى الإمارات، خطوة ضرورية جداً خاصة في هذا التوقيت، وقال في حديثه أمس، إن الاقتصاد السوداني يمر بمنعطف خطير جداً، مضيفاً أن السودان ضعفت فيه الخدمات الأساسية وأصبح فيه الدولار في تصاعد سريع أمام الجنيه السوداني وارتفعت جراء ذلك كل الخدمات الأساسية الكهرباء والمياه والوقود، وكذلك طفرت السلع الاستهلاكية طفرة عالية جداً، وقال كان لا بد من هذه الزيارة التي كان واضحاً جداً أن طبيعتها مجال الاقتصاد والعسكري.
استقرار مؤقت ويشير إلى أن الفوائد المرجوة مستقبلاً لهذه الزيارة إن صح ما وعدت به الإمارات، فإن الودائع الدولارية التي ستبث من خلال البنك المركزي ستعمل على انتعاش الجنيه السوداني أمام الدولار، مؤكداً أنه يخفض كثيراً حدة الأسعار، إضافة إلى أن هذه الوديعة ستسهم في استيراد الدواء والغاز ومضاعفة المخزون الإستراتيجي من الوقود والغاز، موضحاً أنها ستسهم في استقرار السوق مؤقتاً، مبيناً أن شركات الاستثمار إذا دخلت إلى السودان، فإن ذلك سينعش الاقتصاد السوداني ولكن بصورة مؤقته إن لم يكن بخطط مدروسة ولها ضمانات وحوافز مشجعة.
ضمانات الاتفاقية وعن مستقبل هذه الزيارة يلفت سر الختم إلى أنه يتوقف على ضمان هذه الاتفاقات إذا وضعت لها الضمانات الكافية لاستثمارها، ونوه إلى أنها ربما تكون مهددة بعدم الاستمرار إذا حاولت الإمارات إدخال نفسها في سياسة حكم السودان واشتراكها في أي تسوية سياسية تمنع العسكر من إتمام فترتهم الانتقالية، ويتوقع استمرارية هذا الاتفاق لطالما أن العسكر هم الحليف العسكري للإمارات من خلال "عاصفة الحزم"، قائلاً إنه أحد الملفات التي حملها العسكر معهم، ويرى أن هناك ملفاً آخر سيكون واحداً من ضمانات استمرارية هذه الاتفاقات، وهو ملف التعاون مع روسيا بعد زيارة قائد الدعم السريع لها، موضحاً أن الإمارات حليف أمريكا في الشرق الأوسط، وقال: الرسالة التي حملها العسكر بخصوص هذا الملف مفادها "إن لم تدعمونا فهناك جهات تطلب خدماتنا وتدعمنا".