أنهى أنصار رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، محمد الأمين تِرك، في خواتيم أكتوبر 2021م، إغلاقاً شاملاً للطرق التي تربط شرق السودان بالعاصمة الخرطوم والموانئ على ساحل البحر الأحمر، بعد شهر ونصف من بدايته. وفي خطوة مفاجئة عقدت الآلية المُشتركة بين الاتّحاد الأفريقي والإيقاد و(اليونيتامس) اجتماعاً أمس، مع التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، استمعت فيه لوجهات نظر المجلس حول عدد من القضايا ومن ضمنها العملية السياسية في السودان.
ويُطالب المجلس الأعلى البجا بإعلان منبر تفاوضي جديد وإيقاف استخراج وثائق الأرض إلى حين وضع سياسات تراعي جوانب الأمن والآثار البيئية والتعديات على المناطق الزراعية وتحدِّد نصيب المجتمعات المحلية في أرباح المشاريع الاستثمارية خاصة التعدين، وتصاعدت الأوضاع من جديد بعد أن قرَّر المجلس الأعلى لنظارات البجا إغلاق مقر الشركة السودانية للموارد المعدنية وشركات التعدين وميناء تصدير البترول الخاص بجنوب السودان، في تصعيد جديد ضد السُّلطات لعدم تنفيذها مطالبهم التي طرحوها قبل أيام.
تفاصيل لقاء التنسيقية والآلية الثلاثية كشف القيادي بالشرق ممثل ولاية القضارف في التنسيقية العليا لكيانات الشرق، مبارك النور، تفاصيل لقاء التنسيقية بالآلية الثلاثية، منوِّهاً إلى أن التنسيقية تضم ولايتي القضارف وكسلا بجانب المجلس الأعلى لنظارات البجا (البحر الأحمر)، وقال التقينا (فولكر) وتحدثنا إليه بشأن قضايا السودان عامة والشرق خاصة، ووأضحنا له تهميش الشرق منذ تأسيس الدولة السودانية، وأضاف: ذكرنا للمبعوث الأممي بأن للشرق قضية عادلة ورفضهم لمسار الشرق . وأكد النور، في تصريح إنهم أبلغوا (فولكر) بأن يقف على مسافة واحدة مع كل الأطراف، وقال: (لأننا شعرنا بأنه غير محائد ولديه ميول لليسار وإعادة أحزاب (4) طويلة، وأوضح النور، أنهم اختلفوا مع (فولكر) بشأن تسمية إجراءات (25) أكتوبر، وقال فولكر، سماها (انقلاب) ونحن قلنا له (قرارات تصحيحية) وداعمين لها. وقال النور: إن التنسيقية شدَّدت خلال اللقاء على أنهم مع التوافق الوطني ولا يستثنى أحد، فضلاً عن ذهاب البعثة إلى الأقاليم والجلوس مع أصحاب المصلحة وليس في الخرطوم فقط، وأوضح مبارك، إلى أنهم في التنسيقية العليا لكيانات الشرق تباحثوا -أيضاً- في كيفية اختيار رئيس الوزراء بصورة متراضي عليها، بجانب أن الفترة الانتقالية تكون في الفترة المعلومة لا تزيد ولا تنقص، فضلاً عن مجلس سيادة بشراكة مدنية عسكرية، وأن يكون رئيس المجلس القائد العام للجيش طيلة الفترة الانتقالية حفاظاً على الأمن في البلاد.
حل الأزمة الراهنة وقال الأمين السياسي بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة سيد علي أبو آمنة: إنّ اللقاء تناول الحوار في السودان بشكل عام، لكن أساس اللقاء كان أن تستمع الآلية الثلاثية لرؤية المجلس الأعلى وتنسيقية شرق السودان في حل الأزمة الراهنة في السودان، وأضاف: عرض المجلس الأعلى والتنسيقية القضية، ومُواصلة لما تم سابقاً من محادثات قبل قرارات 25 أكتوبر، حيثُ توقفت الاتصالات مع البعثة الأممية ويطالب المجلس وفق رؤيته بحسب أبو آمنة، بإلغاء مسار الشرق المُوقّع في اتفاقية جوبا، واصفاً إياه بالمسار الأجنبي المدسوس وتناول اللقاء إفراد منبر تفاوضي لشرق السودان يتم التفاوض فيه على أساس مقرَّرات مؤتمر سنكات المصيري وتنفيذ القلد باعتباره الاتّفاق الأساسي الذيّ يمنع حدوث تلفتات أو حرب في الإقليم، وفقاً ل(أبو آمنة)، وقال ل(باج نيوز): اشترطنا أن تتضمَّن رؤيتهم المكتوبة هذا الأمر أو يكون ضمن توصياتهم، وإذا لم يتضمَّن التفاوض هذه النقاط أكدنا أننا لن نشارك في التفاوض. مشيراً إلى منح الأولوية لسد الفراغ الدستوري القائم من حيثُ اختيار رئيس الوزراء والحكومة على أن يسبق هذا الأمر إلغاء مسار شرق السودان وإفراد منبر تفاوضي للشرق على أن يكون لإقليم الشرق اتفاقية مثل بقية الأقاليم المشاركة في هذا التفاوض، ويتاح لشرق السودان المشاركة في أيّ عملية مركزية.وقال أبو آمنة: تم الاتفاق على عقد جلسات أخرى للنقاش حول تفاصيل ما يمكن أن يتم.
لقاء (تحصيل حاصل) الخبير والمحلِّل السياسي صلاح الدين الدومة، أبدى عدم تفاؤله باجتماع الآلية المُشتركة بين الاتّحاد الأفريقي والإيقاد و(اليونيتامس) مع التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، وقال هذه الخطوة لا (تودي لا تجيب) وتحصيل حاصل، وأوضح الدومة في تصريح أن فولكر، كمبعوث أممي من مهامه أن يقابل الجميع، وأضاف لكن فولكر، يعلم بعدم تقدُّم الخطوة إلى الأمام.
اعتصام أمام مقر الحكومة في ال 29 مايو الماضي، دخل أنصار مجلس البجا في اعتصام أمام مقر الحكومة بولاية البحر الأحمر، للضغط في اتجاه إقالة الوالي وتنفيذ مطالبه الأخرى المتعلقة بتقاسم الموارد وتعليق مسار الشرق، وقال مقرِّر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار، إن المجلس قرَّر إمهال الحكومة 48 ساعة، لتنفيذ مطالبه وحال عدم الاستجابة سنغلق مقار شركات التعدين والشركة السودانية للموارد المعدنية حكومية، بعد انتهاء المهلة وأفاد إعلام مجلس البجا، في بيان بأن خطوته المقبلة ستكون إغلاق ميناء بشائر، وهو منشأة خاصة بتصدير بترول جنوب السودان. وقال مجلس البجا في تصريح سابق: إن "إنسان شرق السودان لم يستفد من الموانئ وشركات التعدين التي تستخرج منها (80%) من ميزانية الدولة، بل ظلت كل هذه الأموال تذهب لجيوب بعض المسؤولين في الدولة. لذلك إذا أغلقت أو ظلت تعمل ليس هنالك أي فرق.
