مثلما فعلها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو بمحاولته القفز من المركب بحديثه الذي اشار خلاله إلى فشل العسكر في حكم البلاد فهل يلتقط رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان طوق النجاة من حميدتي ليقفز هو الآخر من المركب خصوصا بعد حديثه الأخير والذي اعلن خلاله عن تأسفه لاضاعة ثلاث سنوات من الفترة الانتقالية في التشاكس السياسي وعدم الالتفات الى قضايا المواطن الحقيقية والانتباه لها ،أم أن البرهان يريد من هذا الخطاب الدخول الى الملعب السياسي بفرصة أخيرة واللعب في الزمن بدل الضائع...? في بريد قوى التغيير يرى مراقبون أن البرهان حاول خلال خطابه الأخير نزع ثوب الفشل عن نفسه والباسه إلى قوى الحرية والتغيير بإعتبار انها كانت تمثل المنظومة الحاكمة والمسيطرة في ذات الوقت على الجهاز التتفيذي حتى قبيل الانقلاب بقليل .. فماهي الرسائل المبطنة والمعلنة التي حاول البرهان ارسالها في بريد قوى الحرية والتغيير .. فهل الرجل يحاول ان يلعب على حبال عواطف الجماهير ام أن حديثه محط عتاب ولوم خفيف منه تجاه قوى التغيير ..?
محاولة رخيصة ويحاول الإجابة على هذا التساؤل الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير شهاب ابراهيم، الذي اشار الى ان خطاب البرهان يعد محاولة رخيصة منه لدغدغة المشاعر ومحاولة استمالة الجماهير عبر الاستقطابات العاطفية التي لاتعبر عن طموحاتم أو رغباتهم، جازما بان خطاب البرهان أتى نتيجة للأوضاع والضغوطات التي اصبحت خارج سيطرة الانقلابيين، لكن ابراهيم عاد واستطرد بالقول: حديث البرهان إذا كان في سياق المراجعات فيجب ان يكون موقف الانقلابيين واضحاً بالتراجع عن الانقلاب وتغليب رغبات الجماهير بافساح الساحة الى حكومة مدنية كاملة الدسم. خط حميدتي وبحسب اعتقاد الكثيرين فان تأسف البرهان على الاوضاع في البلاد يفسر في اطار أن البرهان يريد ان يمضي في ذات الدرب الذي خطه ورسمه حميدتي في الاعتراف بالفشل ومحاولات نقد الذات.. ولكن البرهان ربما يكون قد زاد العيار حبتين من خلال افصاحه بان التشاكس السياسي سبب ذلك في اشارة منه الى قوى التغيير ومن هذا المنطلق ما مغزى الرسائل التي حاول البرهان تمريرها على الكل? اللبن المسكوب وفي المنحى ذاته، فقد اشار القيادي بالحزب الشيوعي، صالح محمود، ان خطاب البرهان رغم انه حمل العديد من الرسائل البائنة والمستترة حول الراهن الا انه في ذات الوقت اتى متطابقا مع احاديث حميدتي التي اشار فيها الى فشل العسكر في ادارة دفة البلاد، واكد محمود ان خطاب البرهان يعد محاولة للالتفاف حول الحقائق الماثلة عن فشل العسكر وتحريك عجلة البلاد نحو الاستقرار بجانب انه محاولة من البرهان للبكاء على اللبن المسكوب ولارجاع الأمور الى نصابها .. وطالب محمود المجتمع ان يخاطب الوضع في السودان بصورة مباشرة.
كسب التعاطف وبحسب رأي بعض المحللين فان خطاب البرهان يفسر في سياق أن العسكر يحاولون إلباس قميص يوسف لقوى الحرية والتغيير وتحميلها كل الاخفاقات التي حدثت في البلاد من خلال ابعاد انفسهم من امام مرمى النيران بالتنصل مما حدث والتأسف عليه ... وفي سياق ذلك فإن العديد من الاستفهامات تظل حاضرة حول ما الذي يريده البرهان من خطابه ..فهل يريد تجريم قوا الحرية والتغيير عن ما سلف ام ان الرجل يحاول إن يكسب المتعاطفين معه ?..
شباك الحرية والتغيير وفي ذات السياق مضى المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية د. راشد التيجاني إلى التأكيد بان البرهان حاول أن يبعث من خلال حديثه رسائل لوم وعتاب لقوى الحرية والتغيير في وجوب تحميلها المسؤولية الكاملة و أي فشل لازم الفترة الانتقالية باعتبار انها هي التي كانت تمسك بمقاليد الحكومة في الفترة الماضية بجانب زمام الجهاز التنفيذي في البلاد بجانب ان البرهان يريد عبر هذا الخطاب التنصل من الاخفاقات التي ضربت المرحلة الماضية من خلال الرمي بكرة هذه الاتهامات في اتجاه شباك قوى الحرية والتغيير.