يلعب أشقاؤنا دورًا رئيسيًا في طفولتنا، لذا فمن المنطقي أنهم يؤثرون على شخصيتنا على المدى الطويل. على وجه الخصوص، لطالما كان الباحثون مهتمين بمدى تأثير النشأة مع أخت مقارنة بالأخ عندما يصبح الشخص بالغًا، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع "The Conversation". طرح التقرير عدة تساؤلات حول كيفية تفاعل الطفل مع أخته أو أخيه؟ وكيف يتصرف الآباء بشكل مختلف تجاه أطفالهم من الجنسين؟ وكيف يؤثر هذا التفاعل على الأطفال؟ تناقض النظريات السابقة قدمت النظريات السابقة توقعات مختلفة بشكل تام، إذ يمكن أن ينتج عن الأشقاء من الجنس الآخر إما شخصيات نمطية جنسانية، أي يمكن أن تأخذ الفتاة دورًا أنثويًا أكثر لتمييز نفسها عن شقيقها أو شخصيات نمطية أقل بحسب النوع إذ يمكن أن تصبح الفتاة أكثر ذكورية لأنها تقلد أخيها. في الواقع، كان البحث النفسي يستكشف هذه الاختلافات لأكثر من نصف قرن. في بعض الدراسات، يبدو أن الأشقاء من الجنس الآخر أكثر توافقًا، كما أصبحت الفتيات اللواتي لديهن أخوة ذكور فيما بعد "إناثًا بشكل نموذجي" والفتيان مع أخواتهم "ذكور في العادة". بينما توصلت نتائج دراسات أخرى إلى العكس تمامًا. ولحل هذه التناقضات، سعى الخبراء إلى اختبار تأثير جنس الأشقاء على الشخصية بطريقة صارمة وشاملة. بيانات ضخمة أكثر زخمًا ركزت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعتي زيوريخ السويسرية وفيكتوريا النيوزيلاندية، على العلاقات بين الأطفال وأشقائهم الأكبر سنًا أو الأصغر سنًا. وتم تجميع مجموعة بيانات فريدة من خلال الجمع بين 12 استبيانًا تمثيليًا كبيرًا يغطي تسع دول عبر أربع قارات، هي تحديدًا الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا وسويسرا وأستراليا والمكسيك والصين وإندونيسيا. ونتج عن ذلك مجموعة بيانات تضم أكثر من 85000 شخص، وهي عينة أكبر بعدة مرات من أحجام العينات المستخدمة في الدراسات السابقة. مزيد من السمات الشخصية تم أيضًا بحث العديد من سمات الشخصية أكثر من الدراسات السابقة، بما يشمل السمات، التي تمت دراستها على نطاق واسع في أبحاث أخرى، والتي ثبت أنها تنبئ بأهمية قرارات الأشخاص وخياراتهم. من بين السمات التي تم دراستها سابقًا ما يعرف باسم "الخمسة الكبار"، وهي الانفتاح على التجارب والضمير والانبساطية والقبول والعصابية. فيما كانت السمات الأخرى، التي تم فحصها، هي تحمل المخاطر والثقة والصبر و"موضع السيطرة" (الدرجة التي يعتقد البعض عندها أن لديهم سيطرة على حياتهم). وتم إنشاء فهرس يصف إلى أي مدى يكون لدى الإنسان شخصية أنثوية نموذجية. وسمحت البيانات والفهارس بإجراء اختبار شامل حول ما إذا كانت النشأة مع شقيق من الجنس الآخر يؤدي إلى شخصية نمطية أكثر أو أقل بين الجنسين. جنس الشقيق وتجربة الحياة تعد الدراسة الجديدة مبتكرة في استخدامها لمجموعة كبيرة من البيانات، بالإضافة إلى كونها طريقة متسقة لتحديد أي آثار سببية لجنس الأخ على سمات الشخصية. لتقدير التأثيرات السببية ذات المصداقية، تم الاستفادة من حقيقة مثيرة للاهتمام عن الطبيعة، هي أنه بمجرد أن يقرر الآباء إنجاب طفل آخر، فمن العشوائي في الأساس ما إذا كان لديهم بنت أو ولد. في هذه "التجربة الطبيعية"، يتم "عشوائيًا" تعيين أخت أو أخ أصغر لبعض الأشخاص، بما يسمح بتقدير التأثير السببي لجنس الأخ على الشخصية من خلال مقارنة متوسط شخصية الأشخاص، الذين نشأوا مع أختهم كإخوتهم الأصغر سنا، مع أولئك الذين نشأوا مع الأخ الأصغر التالي. الإخوة والأخوات تشير نتائج الدراسة إلى أن جنس الأشقاء ليس له أي تأثير على الشخصية. بالنسبة لجميع سمات الشخصية التسع ومؤشر الملخص، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لديهم أخت صغرى تالية يعرضون، في المتوسط، نفس السمات الشخصية للأشخاص الذين لديهم أخ أصغر تاليًا. كما أنه لم يتم رصد أي اختلاف في الشخصية بين الأشخاص، الذين لديهم أخت أكبر تالية، والأشخاص الذين لديهم أخ أكبر تالٍ، مع الأخذ في الاعتبار أن توافر البيانات عن أكثر من 85000 شخص، ساعد على تقدير النتائج بدقة كبيرة. دحض أفكار قديمة تساعد النتائج على دحض فكرة أن الأخوة أو الأخوات يتسببون في تطوير سمات شخصية "أنثوية" أو "ذكورية" لبعضهم البعض على المدى الطويل. ولكن لا تعني النتائج أن ليس هناك تأثير طويل المدى لجنس الشقيق على الإطلاق. وبحسب العربية نت ، أظهرت دراسات أخرى طبقت نهجًا منهجيًا مشابهًا أن النساء اللواتي لديهن أخوة في الولاياتالمتحدة والدنمارك يكسبن أقل. واكتشفت دراسة أجريت على السكان الآسيويين أن النساء اللواتي لديهن أخوات أصغر سنا يتزوجن في وقت مبكر والنساء اللواتي لديهن أخوات أكبر سنا يتزوجن في وقت لاحق. ومن ثم، فإنه يبدو أن هناك ديناميكيات أخوة مثيرة للاهتمام تتعلق بالنوع، لكن ربما لا تكون السمات الشخصية جزءًا من تفسير هذه التأثيرات.
