شددت لجنة المفقودين، على تمسكها بطلبها الخاص بحضور فريق الخبراء الأرجنتيني المختص في الأدلة الجنائية، كشرط للموافقة على دفن الجثامين المكدسة بالمشارح السودانية. وطالبت اللجنة بمنح الفريق الأجنبي تأشيرات الدخول للسودان، وتهيئة الأجواء المناسبة لمواصلة عمله الذي بدأ في زيارته الأولى، قبل ان يتوقف بسبب عرقلة سلطة الانقلاب.
وكانت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص "المفقودين"، قالت إن قرار النائب العام المُكلف خليفة أحمد، المتعلق بتشريح ودفن الجثث بالمشارح، لا يتضمن التحقيق في أي شبهات جنائية.
وقال المتحدث باسم لجنة المفقودين، المحامي نصرالدين يوسف، بحسب صحيفة الديمقراطي، إن الفريق الأرجنتيني، قام بأدوار كبيرة جداً خلال زيارته الأولى في عام 2021 ورفع توصيات حول واقع الطب العدلي بالبلاد.
وأشار إلى اعتراض عمله ومنعه من إكمال دوره الذي جاء من أجله للسودان، حيث مُنع بواسطة النائب العام السابق، مبارك محمد عثمان، من دخول مشرحة مستشفى بشائر، لمعاينة الجثث. وذكر أن كافة الجهات ذات الصلة بقدوم الفريق الأجنبي للسودان غير معترضة، إلا إدارة الطب العدلي، مشيراً إلى أن النيابة أبلغت لجنة المفقودين بعدم ممانعتها إحضار الفريق، لتكملة مهامه وهي بصدد تلقى قرارات الجهات المختصة. وأضاف: "نحن غير موافقين على دفن الجثث دون ضوابط فنية، وبحضور أسر الضحايا، ولجنة المفقودين، ولن نسمح للطب العدلي ان يشرف على دفن الجثامين، لأنه غير قادر، ولعدم ثقتنا فيه".
وجدد نصرالدين الثقة في الفريق الأرجنتيني، لأنه اثبت كفاءة وخبرة وحياد ونزاهة تجعله مؤهلا لإصدار تقرير يوضح مكان وتوقيت الوفاة وسببها، ومن ثم يوصي بدفن الجثث. وأضاف أن لجنة المفقودين حريصة على دفن الجثامين بصورة عاجلة، فقط تشترط أن يتم وفق ضوابط علمية وعملية وبمهنية عالية، وبحيادية تامة. وأوضح أن "ما يجري حول دفن الجثث هي إجراءات تمهيدية، تحت إشراف جهة مختصة، بعيدا عن إدارة الطب العدلي، التي لا نثق في عملها، كونها غير صادقة مع ملف الجثث الموجودة بالمشارح".
ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قبل يومين مستندات، وثائق توضح "أن المجلس الاستشاري للطب العدلي، الذي يترأسه عقيل النور سوار الذهب، بدأ في عملية التخلص من 118 جثة من جثامين مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، ظلت موجودة بمشرحة بشائر". وأشارت المستندات إلى أن وزارة الصحة خصصت ميزانية ضخمة للتخلص من شهداء الاعتصام، وتم تسليم المجلس 800 كيس من أكياس الدفن.
