توأمها حين تضحك والقمح أكثر أيامها صفرة وتدافع عن ثغرها بالسيوف وعن صدرها بالقُبل ويمر النبيذ على شفتيها يبرأ من شبهة الإحمرار (شوقي بزيع – لاسمها جرس لا يسمى) كنت أشاهد على التلفاز مباراة جمعت بين سانتوس وساوباولو البرازيليين، لم تكن مباراة كرة قدم، كانت ليلة شعرية؛ فقد كان (ينمالا) يكتب شعراً بقدمه ورأسه وصدره و(عضم الشيطان)، رشاقة وخفة وانتقالات سلسة وجري هش لا علاقة له (بالرفس واللت والعجن) الذي نشاهده في السودان، هذه مناسبة أسجل فيها ملاحظ مهمة عن كرة القدم السودانية فهي (كرة مقروءة) أكثر منها مشاهدة، وذلك يرجع للكم الهائل من الصحف الرياضية المتخصصة، والصفحات الرياضية في الصحف اليومية السياسية؛ هذه العملية تعني أن الشعب السوداني يقرأ (200) صفحة رياضية يومياً دون أن يشاهد مباراة واحدة تليق بهذا العشق العذري جداً!! في مباراة سانتوس وساوباولو التي كنت أستمع فيها للشعر بالأقدام لفتت نظري امرأة تحمل راية! وتنقض هدفاً صحيحاً سجله (لويس فابيانو) في مرمى سانتوس، كانت المرأة جادة وصارمة لدرجة أن هذه المزايا أجبرت الحكم الذكر على نقض الهدف وسط احتجاجات الجمهور، وحيرة فابيانو وكانت تلك أول مرة أشاهد امرأة تساعد في إدارة مباراة من موقع (رجل الخط) فسميتها (مرة الخط)!!! بمرور زمن المباراة وكثرة اعتراضاتها عرفت أن اسمها (باولينا) تبلغ من العمر (28) عاماً متزوجة، ولها طفلة، وتعمل قانونية، في إحدى الشركات الكبيرة كانت باولينا حاضرة في المباراة أكثر من الحكم نفسه، بل كان الحكم ينظر إليها من البعد حين يصفر ليقارب موقفها من قراره، لم أستغرب هذه الصَّرامة الأنثوية أبداً فرئيسة البرازيل (ديلما روسيف) ابنة المهاجر البلغاري أمضت ثلاث سنوات في السجن حين كانت تناضل في صفوف حزب العمال الاشتراكي، وأسند إليها الرئيس الأسبق دي سلفا وزارة الطاقة ثم كلفها بوزارة رئاسة الجمهورية، فكانت أول امرأة في العالم تتولى هذه الوزارة المفصلية، وفي عام 2010م فازت برئاسة الجمهورية وصوت لها الشعب البرازيلي بنسبة (58%) فكان من أهم إنجازاتها (رَجُلة الخط!!!).