تصريح المبعوث الأميركي توم بيرليو عن القوات الأفريقية التي يعدها للتدخل في السودان يثبت عليه المثل " إذا غلبك سدها وسع قدها" ، لا اعتقد مثل الصراع المسلح الذي يشهده السودان يكون التدخل العسكري يطرح كأحد خيارتها، فمن خلال معرفتنا بالحرب فإنها احد اخطر أنواع الحروب لانها تجري على نطاق واسع وبآليات مختلفة وتكتيكات سريعة ومتطورة ، لا يمكن لقوة في الدول الأفريقية التي تمتثل دوما للمشاركة في البعثات الخارجية والتدخلات العسكرية ان تفلح وتجاري إيقاعات هذه الحرب او ان تفعل شي لتحقيق مهام حماية المدنيين، بل انها ستصب الزيت على النار. عندما كانت الحرب في دارفور اقل وطأة استقدمت البعثة الهجين (اليوناميد) ولكنها لم تفعل شي في حماية المدنيين او وقف القتال ، بل حتى بعثة اليونسفا في أبيي تحت البند السابع لحماية المدنيين أراه لم تستطيع القيام بمهامها رغم مشاركة القوات الإثيوبية فيها. انصح المبعوث وفريق عمله أن يركزوا جهودهم على دفع الجيش ومليشيا الدعم السريع لمفاوضات وقف القتال وان لا تظهر مثل هذه التصريحات التي ان دلت على شي فإنها ستظهره في حالة إرباك وبلا خطة واضحة لانهاء الصراع في السودان .