كشفت مصادر محلية وشهود عيان، الأحد، عن تصعيد جديد في الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وذلك عبر حفر خنادق عميقة تحيط بالمدينة من عدة اتجاهات، ما ضيّق الخناق على السكان ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية. وقال المواطن أحمد حامد ل"دارفور24" إن قوات الدعم السريع شرعت منذ أبريل الماضي في حفر خنادق باستخدام آليات ثقيلة من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، مع إبقاء ثلاث بوابات فقط مفتوحة وهي: بوابة طويلة، وبوابة نيالا، ومدخل على طريق مليط، وجميعها تخضع لرقابة مشددة. وأشار إلى أن الجهة الشرقية للمدينة تخضع لسيطرة الدعم السريع من دون أن يتم حفر خنادق فيها حتى الآن، إلا أن القوات تفرض سيطرة كاملة على المخارج في تلك المناطق. من جهته، أفاد شاهد عيان من مدينة مليط – فضل عدم ذكر اسمه – أن الخنادق المحفورة شمال الفاشر قرب بوابة مليط "حلوف" يبلغ عمقها نحو ثلاثة أمتار وعرضها ستة أمتار، ولا تسمح بالعبور سوى من منفذ وحيد يتم التحكّم فيه بالكامل. وتطابقت هذه الإفادات مع رواية شاهدة عيان من بلدة طويلة، أكدت أن الحفر طال أيضًا الجهة الغربية وجنوب غرب مخيم زمزم للنازحين، حيث أصبحت بوابة "الردمية" المعبر الوحيد في هذا الاتجاه. وأكدت مقاطع فيديو تم التحقق منها أن قوات الدعم السريع احتجزت دوابًا كانت تحمل مواد غذائية حاولت دخول المدينة من خارج المسارات الرسمية، ما اضطرها إلى التراجع بسبب الخنادق. ويأتي هذا التصعيد في وقت تفرض فيه قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على الفاشر منذ أبريل 2023، بهدف السيطرة عليها باعتبارها آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، بعد سقوط نيالا وزالنجي والجنينة والضعين في قبضتها العام الماضي.