تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان واحدة من أكثر الفصول دموية منذ اندلاع الصراع، إذ كشفت صور أقمار صناعية حديثة وتحليلات صادرة عن مختبر حقوق الإنسان في جامعة ييل (Yale HRL) عن دلائل مقلقة على وقوع عمليات قتل جماعي وإعدامات ميدانية يُشتبه في تنفيذها على يد قوات الدعم السريع خلال حملات تمشيط من منزل إلى منزل في أحياء المدينة. وأظهرت المشاهد الملتقطة من الفضاء تجمّعات لأجسام بحجم مماثل للأجساد البشرية، وبقعاً حمراء على الأرض يُرجَّح أنها آثار دماء، إلى جانب مركبات مسلحة تُغلق الطرق الجانبية قرب مناطق سكنية كان المدنيون قد لجأوا إليها في الأسابيع الأخيرة. أجسام وبقع حمراء فقد رصد مختبر حقوق الإنسان انتشار مركبات تابعة لقوات الدعم السريع في تشكيلات تكتيكية تتّسق مع عمليات تمشيط من منزل إلى منزل في حي دارجة أولى بمدينة الفاشر، حيث تأكّد أن مدنيين كانوا قد لجأوا إلى المنطقة حتى الأسبوع الماضي. وتتضمن هذه الأنشطة إغلاق الشوارع الجانبية بالمركبات، ووجود سيارات مزوّدة بأسلحة رشاشة. وأظهر تحليل صور الأقمار الصناعية أجساماً على الأرض بحجم يماثل حجم الأجساد البشرية بالقرب من مركبات الدعم السريع، إلى جانب ما لا يقل عن خمس بقع من التربة المحمرة. وفي ثلاثٍ على الأقل من هذه البقع، وُجدت أجسام يتراوح طولها بين 1.3 و2 متر، وهو ما يتّسق من حيث الأبعاد مع حجم الأجساد البشرية. ونفذت عمليات التمشيط هذه على بُعد نحو 250 متراً من مسجد الصفية الذي كانت قوات الدعم السريع قد استهدفته بطائرة مُسيّرة في 19 سبتمبر (أيلول) 2025، ما أدى إلى مقتل نحو 78 شخصا، وتقع المنطقة شمال غربي المستشفى السعودي. كما رصد مختبر ييل أجساماً يُرجَّح أنها جثث بالقرب من السواتر الترابية المحيطة بمدينة الفاشر، وهي ملاحظات تتوافق مع تقارير عن عمليات إعدام قرب الساتر، وقتل أشخاص حاولوا الفرار من المدينة عبره. وهذه الأجسام تتّسق في الحجم مع أجساد بشرية بالغة، ولم تكن موجودة في الصور السابقة. تجمّعات أجسام وتغيّر في لون الأرض في موازاة ذلك أظهرت الصور الملتقطة فوق موقع اللواء 157 مدفعية في 27 أكتوبر 2025 وجود تجمّعات لأجسام على طول الساتر الترابي الدفاعي، لم تكن موجودة في صور 26 أكتوبر. ويُصادف ظهورها تقارير عن إطلاق النار على مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر عبر الساتر. آثار قصف وحرارة مرتفعة والصور الملتقطة فوق مقر الفرقة السادسة في 26 أكتوبر تُظهر ما لا يقل عن 15 أثر قصف جديد، وآثارا حرارية واضحة داخل المقر ومحيطه مقارنة بصور 15 أكتوبر. كما أكّد مختبر حقوق الإنسان في جامعة ييل وجود عناصر من قوات الدعم السريع في المنطقة، بالإضافة إلى دبابة من طراز T-55 تمرّ بجانب المقر. إلى ذلك أكد مختبر ييل أنه تحقّق من عدة تقارير موثوقة تتحدث عن عمليات قتل جماعي في الفاشر، استناداً إلى مصادر مفتوحة ومقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك وردت تقارير متعددة عن مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، بعضهم متأثرون بإصابات ألحقتها بهم قوات الدعم السريع. واختتم المختبر بالإشارة إلى أنه سيواصل التحقيق ونشر النتائج المتعلقة بهذه الانتهاكات.