*الصدفة وحدها قادت إلى هذه الفضيحة.. *أو فلنقل موجة الحر التي ضربت مصر الأيام الفائتة ؛ وإليها يعود الفضل.. *فقد اتضح أن حمار الوحش – بالحديقة الدولية – هو حمار بلدي.. *فالحر أذاب بعض خطوطه (المرسومة) عليه فبانت حقيقته… مجرد حمار.. *وحين سخر المصريون انبرى لهم مسؤول حكومي مفنداً.. *قال لهم (هو حمار وحش… وبلاش كلام فارغ… والحمار البلدي ببان عليه).. *ولكن لا فرق بين الحمارين – وحشي وبلدي – إلا في الخطوط.. *ولا شيء آخر (يبان) ؛ فشكلهما واحد… وطعامهما واحد… و(غباؤهما) واحد.. *وذلك إن افترضنا أن الحمير هي الغبية… لا نحن.. *الحمير بأنواعها ؛ بخطوط… ومن غير خطوط… وذات خطوط يُذيبها الحر.. *وحين أقول نحن فإنما أعني شعوب المنطقة كافة.. *أبناء النيل… والبحر… والخليج… والمحيط… والرافدين….. في زماننا هذا.. *وبصفتي واحداً من أبناء النيل فإنني أضحك مع الضاحكين.. *مع إخوتي في شمال الوادي… إذ فوجئوا بحمار (كارو) من تحت الثوب المخطط.. *ولكن ما أكثر الثياب التي لم تسقط بعد… وننخدع نحن الحمير.. *ومن لا ينخدع منا فهو معارض… ومرجف… ومغرض… ومهدد للأمن والاستقرار.. *فما دامت الأثواب المخططة ساترة للحقائق فكل شيء مستقر.. *والمسؤولون (مستقرون) على كراسيهم… في أمن وأمان.. *فلتكتف الحمير (البشرية) بتصديق الحكومات… وتستمتع بمناظر الحمير المخططة.. *وكذلك كل ما هو مخطط من سياسات… وخدمات… وخُطط.. *فطالما أن الخطوط (الظاهرية) جميلة – في جمال خطوط حُمر الوحش – فخلاص.. *فإن أذابت حرارة الواقع بعض الخطوط فهذا (تآمر).. *وعلى الشعب تفويت الفرصة على الأعداء… وعدم تصديق أن الواقع حمار بلدي.. *وفي جنوب الوادي تكثر ثياب حُمر الوحش المخططة… الجميلة.. *في الطرق… في الجسور… في التعليم… في الاقتصاد… في السياسة… في (الشعارات).. *وقبل أيام سقط ثوب طريق بارا… (فبان) حماراً بلدياً.. *انهار وهو ما زال تحت التشييد… جراء أول اختبار من أمطار الخريف.. *ومن قبل انهار طرف جسر المنشية… بعد التشييد.. *وقيل أن الفئران أكلت جانباً من ثوبه المخطط… ولكنه حمار وحشي أصيل.. *والآن ينهار اقتصادنا كله… من بين الذي ينهار.. *ويصر مسؤولون على إنه ما زال جميلاً كحمار وحش رغم سقوط بعض خطوطه.. *ونحن الحمير البلدية ؛ لا نصبر… ولا نفهم.. *بل نحن حمير (حناطير) حين يتعلق الأمر بالسياسة… وطول المكث في السلطة.. *وما لم نتخلص من عقلية الحمير فالديمقراطية لا تصلح لنا.. *أو يصلح لنا منها فقط منظر خطوط حمير الوحش الجميلة… ونسبة ال(99%).. *فدوام نعمة العلف والأمن والاستقرار من دوام السلطة.. *ثم البرلمانات المخططة… والأحزاب المزركشة… وكيكة الحوار المزخرفة.. *سؤال : هل كل الحمير (ببان عليها) ؟!..