لا يوجد بيت سوداني يخلو من عنقريب ولا تخلو ذاكرة من حوارية صغيرة جدلية.. ما بين العنقريب والبنبر قصة أشبه بجدلية البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة.. الزميلة مشاعر جعفر تجولت في سوق العناقريب بأمدرمان وجاءت بهذه الحصيلة:- يقول أهل أمدرمان إن إبراهيم حاج حسين هو أول من أطلق عليه ملك العناقريب حيث ورث هذه المهنة من أبيه وتوارثها عنه إبنيه مدثر وحافظ الذي يقول: إن والده أول من صنع سرير الجرتق وكان يصنَّع من (القِد) جلد البقر.. ثم ظهر السعف ثم الدُبارة ثم الحبل.. أما البلاستيك فقد ظهر في نهاية السبعينات.. وكان يستورد من كوريا واليابان. والعناقريب أشهر أنواعها (الهبابي) الذي لم يكن أي بيت سوداني يخلو منه ويصنع من السدر والسنط وعارضتاه في شكل دائري.. ويوضع في الصالة.. وعنقريب الجنازة الذي يقول مدثر: إنه إختفى من البيوت والأسواق وأصبح بالطلب من قبل الزبائن. وتمر العناقريب بأزمة الصراع من (السراير) الحديد والخشب والمستورد.. وما عادت لها شهرتها ولكن الحنين الى الماضي يدفع بأهل صناعتها للمنافسة بها.. فهنالك بعض الناس لايزال يطلبها. وقد طوَّر ملك العناقريب من صناعته مبتكراً قوائم للعنقريب.. سماه (جامايكا).. وهنالك من العناقريب أنواع بثلاثة أرجل في شكل مثلث وآخر بستة أرجل في شكل حرف الإنجليزي (L) وبثمانية أرجل في شكل (U) وهذه يطلبها الأجانب والسياح. وفي سوق العناقريب نجد غرفاً كاملة مشكلة من العنقريب وملحقاته.. كرسي جلوس والبنبر.. وأشكالاً مختلفة لأدوات الجرتق.. وللمعلومة فإن العنقريب أول ما ظهر كان في الهند وانتقل الى السودان.