بسحنة افريقية سوداء وبزة عسكرية امريكية مرصعة بأربعة نجوم سيأتي الجنرال وليام وارد الى قارتنا السمراء قائدا لما يعرف بالقيادة العسكرية الامريكية في افريقيا التي تعرف اختصارا ب(افريكوم) التي من المرجح ان تتخذ من جيبوتي مقرا لها. والمعروف ان ميلاد هذه القيادة العسكرية التي اثارت مخاوف بلدان افريقية شتى حول طبيعتها ومهامها جاء على لسان الرئيس الأمريكي --جورج بوش-- في السابع من فبراير المنصرم حين كشف عن تأسيس قوة عسكرية جديدة خاصة بالقارة الأفريقية تحت اسم --أفريكوم--، وبموجبها أصبحت القارة الأفريقية بأكملها - باستثناء دولة واحدة هي مصر - ابتداء من 30 سبتمبر الماضي تحت قيادة عسكرية أمريكية واحدة لا تزال تدار مؤقتاً من قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة --شتوتغارت-- الألمانية بسبب رفض العديد من الدول الافريقية استضافتها الى ان اعلن وزير خارجية جيبوتي الاسبوع الماضي موافقة بلاده المبدئية استضافة هذه القوات. الجنرال وليام وارد الذي سيتولى قيادة الافريكوم احد السود النادرين الذين ارتقوا في سلم الجيش الامريكي الى اعلى المراتب تماماً كالجنرال كولن باول قائد القوات الامريكية في حرب الخليج خلال غزو العراق مطلع تسعينيات القرن الماضي واصبح فيما بعد وزيرا للخارجية وأول من وصف الوضع في دارفور بالابادة الجماعية خلال تقرير للكونغرس في سبتمبر 2004 . الجنرال وارد قبل تعيينه في منصبه الجديد كان نائباً لقائد القيادة الاوروبية، وله سجل عسكري حافل اقترب من الاربعين عاما تنقل خلالها بين عدة مواقع داخل وخارج الولاياتالمتحدةالامريكية ، إذ سبق له ان عمل في كوريا ومصر والصومال والبوسنة والاراضي الفلسطينية المحتلةوالمانيا. وقبل قرار واشنطن إنشاء هذه القوات في فبراير الماضي كانت مسؤولية القارة الافريقية موزعة على ثلاث قيادات، حيث كانت القيادة الوسطى تشرف على كل من مصر والسودان واريتريا واثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا، في حيني الاشراف على مدغشقر وجزر سيشل والمنطقة الافريقية المطلة على المحيط الهندي. وستشرف الآن قيادة (افريكوم) على كل القارة الافريقية باستثناء مصر. بدأ الجنرال وارد حياته العسكرية عام 1971 حيث التحق بسلاح المشاة ونال دراسته وتدريباته العسكرية بأكاديمية المشاة حيث نال كورسات اولية ومتقدمة، كذلك تلقى تدريبات في اكاديمية الحرب الامريكية . الى جانب تأهيله العسكري فإن الجنرال وليام وارد حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية بنسلفانيا وقبل ذلك حصل على بيكالريوس في العلوم السياسية من جامعة مورقان الامريكية. قاد الجنرال وارد عدة فصائل وكتائب في الجيش الامريكي من بينها الكتيبة الثالثة مظلات والكتيبة (325) مشاة وكان قائدا للقيادة العسكرية الامريكية في المانيا، وعمل ايضا نائبا للقائد العام للجيش الامريكي امداد ونائبا للقائد عمليات، وعمل ايضا رئيسا للجانب الامريكي في مكتب التعاون الامريكي المصري بالقاهرة.. وحاصل على عدد من الاوسمة والنياشين خلال خدمته العسكرية المتنوعة. قرار تعيين الجنرال وارد قائداً للقيادة العسكرية الامريكية في افريقيا شمل تعيين ثلاثة نواب بينهم امرأة هي ميري كارلين ياتز وستكون نائبا له للانشطة المدنية العسكرية وستوكل لها المهام المتعلقة بالخدمات الصحية والمساعدات الانسانية ومعالجة الكوارث والازمات وقد عملت سفيرة لبلادها في عدة دول من بينها غانا. يأتي في الرتبة الثالثة في قيادة الافريكوم الادميرال ادورد ميلار وهو يتولى منصب النائب عمليات وتؤول اليه مهام قيادة الافريكوم في حال غياب الجنرال وارد. أما الرجل الثالث في الافريكوم فهو الكوماند سيرجنت مارك ربكا . هذا هو التسلسل العسكري في قيادة الافريكوم التي لا تزال أهدافها ومراميها كما اسلفنا محل شكوك لدى العديد من قيادات القارة السمراء خاصة وان البعض قد ذهب الى القول بأن افريقيا ستكون مسرح حروب امريكا المقبلة بحثا عن النفط.