شكلت السيول والفيضانات التي ضربت البلاد خريف العام الماضي صدمة كبيرة لعدد كبيرمن المواطنين في المناطق المتضررة، خاصة وان الاضراركانت اكبر من امكانيات الحكومة الاتحادية حيث خلفت نحو (15) حالة وفاة و (72) مصاباً، فيما بلغ المتأثرون حوالي (4672) اسرة حيث فاق الخريف كل التوقعات التي كان يضعها المختصون، الامر الذي ادى الى تشريد عدد من الاسر.. إلا ان عدداً من الدول الصديقة اعلنت التزامها بدعم البلاد في هذه الكارثة الطبيعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وسرعان ما أوفت المملكة بالتزامها حيث سارعت بتسيير قافلة عاجلة تقدر بقيمة (20) مليون دولار الى المناطق التي تضررت بالسيول والفيضانات عبر الدعم الاول العاجل الذي سيرته، وشهد الاسبوع الماضي وصول الدفعة الثانية من الدعم الذي وعدت به المملكة . وقال سفيرالمملكة بالسودان محمد عباس الكلابي في حديثه ل (لرأي العام) ان هذه المكرمة لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة فقد بادرت المملكة بارسال (300) طن من المعونة عبر جسر جوي مباشر بالخرطوم شملت مواد غذائية ودوائية وايوائية. واشار الى ان هذه المرحلة جاءت لدرء السيول والفيضانات التي تمثل منحة مقدارها (20) مليون دولار اشتملت على العديد من عربات النقل الخفيف والنقل الثقيل وتجاوزت ال (60) عربة اضافة للمواد الغذائية التي سيتم توزيعها على مختلف الولايات بالتنسيق مع الاخوة في مفوضية العون الانساني. ومن شأن هذه الكميات المساعدة في الخريف القادم والذي اشارت بعض دوائر الاختصاص بانها ستكون بمعدلات قياسية عن الاعوام السابقة، ويذهب مفوض العون الانساني حسبو محمد عبدالله إلى ان هذه المكرمة السعودية تمثل دعماً صادقاً من خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة واشار إلى ان هذا الدعم يعالج المساعدات العاجلة والاحتياجات المتوقعة. ونوه الى ان المفوضية بدأت بالولايات الاكثر تأثرت والتي كان على رأسها ولاية النيل الابيض وولاية كسلا وولاية اعالي النيل وشمال كردفان على ان تأتي الولايات الاخرى تباعا. واعتبر حسبو الكميات القادمة مخزوناً استراتيجياً مهماً للخريف القادم تستطيع من خلاله الولايات ان تواجه اية فيضانات اوسيول في اي من اجزائها مضيفاً بانها بداية موفقة نتمنى ان نطورها حتى تكون لكل ولاية امكانياتها الكاملة للطوارئ.