يحيرني وما يتحير إلا مغير ما اصطلح على تسميته مبادرة السيد الميرغني والتي يروج لها هذه الأيام نفر من جماعة مولانا، فقد قرأتها أكثر من مرة ولكنني للأسف لم أجد فيها ما يدعو لرفضها أو ما يدعو لقبولها.. فكل الكلام الموجود بها عبارة عن مبادئ متفق عليها مثلها مثل اتفاق التراضي الذي وصفه السيد الصادق بأنه سفينة نوح فكلاهما كلام عام وان تفرد التراضي بالمطالبة بتسمية الشوارع باسماء قومية، ولكن مبادرة مولانا خلت حتى عن المطالبة بتسمية «الأزقة» تسمية قومية، بعبارة أخرى خلت من أي مطلب عملي. يبدو لي والله أعلم أن ثنائية الختمية والانصار والتي حكمت هذه البلاد في يوم من الأيام ولفترة طويلة قد «حار بها الدليل» وطلعت من الشبكة فعليهم الاتصال لاحقاً. يحيرني وما يتحير إلا مغير تصريح المشير جعفر نميري بأن حزبه أي تحالف قوى الشعب العاملة في حالة اندماج تام مع المؤتمر الوطني، لا أود ان اسأل عن مكان تحالف قوى الشعب العاملة ولا عن نشاطه ولا عن جماهيره ولا مكان عزوته وثقله ولكنني اسأل السيد المشير مع وافر احترامنا له لأنه كان حاكمنا في يوم من الأيام «ابوكم مين؟؟» ما الداعي أصلاً لهذا الاندماج؟؟؟ يا سيادة المشير إذا كانت الناصرية بكل عنفوانها وزخمها وارثها المعروف قد خرجت من الشبكة فما الداعي للمكابرة؟؟ إذا كانت الختمية والانصارية وبكل تجذرهما في القطاع التقليدي قد حدثت لهما تعرية وبرضو تقول لي تحالف قوى الشعب العاملة؟! يحيرني وما يتحير إلا مغير قول السيد الصادق المهدي الذي أوردته صحيفة «الوطن» الغراء نقلاً عن ال «بي بي سي» من أنه استلم اموالاً من المؤتمر الوطني وبرر ذلك بأنه «جبر ضرر» فنسأل سيادته هل اصبح من جماعة «ان الكاش يقلل النقاش» التي يقول بها أهل الكورة؟ وهل كل ضرر يجبر بالمال؟؟ وهل تم جبر ضرر كل المتضررين؟؟ وكيف يقدر هذا الضرر؟؟ ومن أين اتت هذه الأموال المستلمة في جبر الضرر؟؟ وإلى أين ستذهب؟؟ ام نكتفي بالقول عطاء من لا يملك لمن لا يستحق؟!! يحيرني وما يتحير إلا مغير استقالة السيد فتحي شيلا القطب الاتحادي لمن قدمها؟؟ شيلا من الاتحاديين الذين ظهروا بعد ظهور الانقاذ وربما كان له دور كبير في العمل المعارض للانقاذ ولكن الأمر المؤكد ان الاحزاب الاتحادية لم يطرأ عليها تغيير وطريقة عملها لم يطرأ عليها تغيير وتمزقها وعدم المؤسسية فيها هو ذاته لم يطرأ عليه تغيير.. فإن كان هناك تغيير فهو في شخصية السيد شيلا فكان من الاوفق ان يقول ما قال به السيد محمد المعتصم حاكم من أنه رأي شجراً يسير في الحركة الشعبية فلحق به، أو يرفع شعار: «خليك بالبيت» فالمؤسسية التي يتباكى عليها سيد شيلا لم تكن موجودة في يوم من الأيام لكي تختفي في آخر مايو 8002م.. وغداً إن شاء الله محيرات أخرى.