دشن سامي عبدالدائم يس وزير الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية ظهر الاربعاء جهاز ضبط الجرعات الكيماوية للاطفال مرضى السرطان التي استجلبت خصيصاً للأطفال المصابين بالسرطان بواسطة الجمعية السودانية لأصدقاء الاطفال مرضى السرطان (تداعي)، وكشفت الاستاذة وصال محمد الأمين الأمين العام للجمعية خلال الاحتفال الذي نظم في مستشفى الذرة عن تزايد حجم الاصابة بالسرطان في اوساط الاطفال، حيث تصل نسبة مجمل الاطفال دون السادسة عشرة في السودان الى (48%) من جملة التعداد السكاني بالبلاد وتصل نسبة الاصابة وسطهم الى (10%) كأعلى نسبة مقارنة بالاصابات العالمية للأطفال التي لا تزيد عن (5%) وأضافت بأن الاطفال يشكلون اعلى نسبة إصابة في السودان حيث تصل (60%) من جملة المصابين عموماً، واشارت الى ضعف الامكانات التي تؤدي الى اكتشاف الاصابة مبكراً، وانعدام إمكانية الفحص في الولايات التي تخلو من مراكز الاورام ما عدا ولاية الجزيرة. وقالت ان الجهاز الجديد يساعد على تحديد كمية الجرعة الكيماوية ومدة سريان مفعولها في جسد الاطفال المرضى بدقة مما يؤدي الى تفادي الاخطاء. واوضحت ان العدد لم يتجاوز ال (12) لأن عدد اسرة الاطفال في المستشفى بذات العدد. وكشفت الارقام الصادرة من المعمل القومي التي اعلنت أمس اصابة (1822) طفلاً من العام 1999م الى العام 2007م، الا ان المختصين يشكون في هذا الرقم ودقة الاحصائىة. ويقول د. كمال موسى بأن عدد الاصابات وسط الاطفال يفوق الأرقام الأخيرة بكثير لعدم وجود مراكز مختصة بالاورام في الولايات، وعلل ذلك بجهل معظم سكان الأطراف بأعراض مرض السرطان ولجوئهم للطب الشعبي. كما ان العامل المادي للأسر يحول دون السفر الى الخرطوم وهي المدينة الوحيدة التي يوجد فيها مركز للأورام، ونبه د. كمال الى خطورة الوضع واستفحاله اذا لم تقم الدولة بتوسيع دائرة اهتمامها بمراكز ابحاث السرطان وعلاجه. ويحتل (اللوكيميا) المركز الأول من بين انواع السرطانات الأخرى التي تصيب الاطفال عموماً وفي السودان خصوصاً ويرجع اسبابها الى أن الطفل في طور نمو وخلايا الدم في مرحلة تجديد وتصاحبه العديد من التغييرات الوظيفية في الجسم ولذلك يكون اكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم من غيرها من السرطانات ويأتي من بعده سرطان الغدة الليمفاوية وشبكة العين الذي تكون الوراثة عاملاً رئيسياً. وتشير التقارير الطبية بأن الطفل يمكن ان يولد مصاباً ويلحظ هذا في تورم بطن المولود وتبقى عوامل الاصابة مجهولة، الا أن الاطباء يرون بأن الوراثة عامل بنسبة ضئيلة بإصابة الطفل بالسرطان، بينما اشارت بعض التقارير بأن عدداً من العوائل لها القابلية بالإصابة بالسرطان في اية مرحلة من المراحل السنية. ويقول د. زاهر يس اخصائى اورام ونائب مدير مستشفى الذرة بأن معاناة المستشفى هنا في وجود طبيب متخصص واحد في اورام الأطفال وكذلك نقص السعة الاستيعابية، فهي اقل بكثير من عدد المرضى، حيث لا يوجد في عنابر الأطفال سوى (12) سريراً، ويضيف زاهر: أن الحل الوحيد في استيعاب الاعداد المتزايدة من المرضى الاطفال هو انشاء مركز وجلب كوادر طبية متخصصة في اورام الأطفال. وكشف عن ان الاصابة بالسرطان بشكل عام في السودان حسب الاحصائيات تصل الى (5) آلاف مصاب منهم ما بين (7%) الى (10%) اطفال، الا ان توقعات منظمة الصحة العالمية تقول ان العدد الحقيقي (3) اضعاف الاحصائية المعروفة مقارنة بالتعداد السكاني الاخير- واستبعد د. زاهر إمكانية السيطرة على انتشار المرض لقلة الامكانات في الاكتشاف المبكر، وعاد بقوله إن نسبة الاصابة في تزايد مضطرد وعلى الدولة توفير المعينات التي تساعد على الاكتشاف المبكر، وتوقع تزايد الحالات في السنوات القادمة. وزير الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية اقر بضعف الدعم الذي تقدمه الدولة نظراً لحجم التزايد في الاصابات، وقال: بالرغم من دعمنا للعلاج الا ان الذي نقدمه ليس كافياً، ودعا المنظمات المدنية كافة بالوقوف ومؤازرة الاطفال الذين يكابدون المشقة معنوياً ومادياً، ووعد بأن (الوزارة ستشرع قريباً في وضع خطة لبناء استراحة للأسر الوافدة من الولايات).