جدد الرئيس عمر البشير، ثقته التامة في وفد الحكومة المفاوض الذي ينتظر أن يكون قد غادر إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس للدخول في مفاوضات مع حكومة جنوب السودان اليوم، برعاية الآلية رفيعة المستوى للإتحاد الأفريقي. واستقبل البشير بحضور نائبه الأول علي عثمان محمد طه، الوفد المفاوض بقيادة إدريس محمد عبد القادر وزير الدولة بالرئاسة، وأكد رضاءه التام عن كل ما بذله الوفد من جهود وما اتخذه من مواقف لحماية مصالح البلاد العليا. واستمع البشير إلى تقويم وتحليل من الوفد للمواقف التفاوضية المعلنة في كل قضية من قضايا العلاقات بين البلدين ومآلاتها، وأكد اطمئنانه لحسن إدارة الوفد لمجريات وملفات التفاوض. وحسب (سونا)، خلص اللقاء إلى جملة من الموجهات سيهتدي بها الوفد لتقوية وتعزيز مواقف السودان في مختلف مسارات التفاوض بما يحقق الغايات المنشودة في هذه الجولة، وأكد الاجتماع حرص السودان على تحقيق السلام بين شعبي البلدين. ويتكون الوفد من إدريس محمد عبد القادر ود. محمد المختار حسن حسين وسيد الخطيب ود. صابر محمد حسن ود. مطرف صديق ويحيى حسين، بجانب خبراء وفنيين من القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات. وفي السياق، تبدأ القوات المسلحة اليوم إعادة انتشارها خارج الحدود الإدارية لمنطقة أبيي. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة في مؤتمر صحفي أمس، إن إعادة انتشار القوات المسلحة جاءت لحرص القوات المسلحة على السلام والاستقرار وإكمال مسيرة التفاوض، وأكد الصوارمي أن الدولة حريصة على حفظ حقوق المسيرية كاملةً، وضمان تطبيق بروتوكول أبيي واتفاق أديس أبابا الموقّع العام الماضي. وفي سياق مختلف، نفى الصوارمي الاتهام الذي وجهته جوبا للقوات المسلحة بالتحليق فوق مدينة جوبا، وأوضح أن القوات المسلحة لم تتخط الحدود الدولية، وذهب إلى أن ادعاءات جوبا في حاجة إلى مراقب محايد للتأكد من ذلك الإدعاء. في غضون ذلك، سلم بروفيسور إبراهيم غندور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني، رسالة خطية من الرئيس عمر البشير إلى ثابو امبيكي رئيس آلية التفاوض الأفريقية بدولة جنوب أفريقيا التي وصلها مبعوثاً من البشير، وتحوي الرسالة موقف السودان ورؤيته بشَأن معالجة الوضع في أبيي. وكان الرئيس البشير استجاب أمس الأول لطلب تقدم به جيمي كارتر رئيس لجنة حكماء العالم يقضي بسحب قوات الشرطة السودانية من المنطقة استجابةً لقرار مجلس الأمن الدولي. واعتبرت مصادر مطلعة أن خطوة كارتر تأتي في سياق سعيه لإحراز كسب سياسي يعين حزبه في الانتخابات الرئاسية المقبلة