تتوجه جميع الأنظار المحلية والدولية لإنطلاق جولة المفاوضات بين السودان وجنوب السودان المتوقع بدايتها الثلاثاء 29 مايو بعد ان بزلت الآلية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكى جهوداً كبيرة لإقناع الطرفين بالجلوس لطاولة التفاوض بعد التوترات الأمنية فى الفترة السابقة خصوصاً من جانب الحركة الشعبية عقب احتلالها لهجليج وتدمير المنشآت النفطية فيها. المواقف التفاوضية للخرطوم وجوبا : تدخل الخرطوم هذه الجولة أكثر قوة خصوصاً بعد دحرها لجيش الحركة الشعبية من هجليج والتي أكسبت السودان ولأول مرة تعاطف المجتمع الدولي بجانب الإلتفاف الداخلي حول الحكومة السودانية. أما جوبا فتدخل هذه الجولة بموقف ضعيف وهش بعد الخسائر العسكرية التي منيت بها قواتها في منطقة هجليج وفي باقى المناطق التي تدعم الحركة الشعبية الحركات المسلحة فيها بجانب توقف تصدير النفط الذي يمثل 98% من ميزانية دولة الجنوب مهدداً بإنهيار إقتصادي وشيك في يوليو المقبل حسب تقرير البنك الدولي. البشير يجدد الثقة في الوفد المفاوض: هذا وجدد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ثقته التامة في وفد الحكومة المفاوض الذى غادر إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وأستقبل البشير وبحضور النائب الأول الأستاذ على عثمان محمد طه الوفد المفاوض بقيادة إدريس محمد عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية. وأكد البشير رضائه التام عن كل مابزله الوفد من جهود وما أتخذه من مواقف لحماية مصالح البلاد العليا. وأستمع البشير إلى تقويم وتحليل من الوفد للمواقف التفاوضية المعلنة في كل قضية من قضايا العلاقات بين البلدين ومآلاتها، وأكد إطمئنانه لحسن إدارة الوفد لمجريات وملفات التفاوض وأنتهى اللقاء بجملة من الموجهات التي سيهتدى بها الوفد لتقوية وتعزيز مواقف السودان في مختلف مسارات التفاوض بما يحقق الغايات المنشودة في هذه الجولة وحرص السودان على تحقيق الأمن والسلام بين البلدين. الجيش السوداني يبدأ إعادة الإنتشار خارج الحدود الإدارية لأبيي: تأتي هذه الخطوة في سبيل خلق روح طيبة في مسار المفاوضات بين السودان ودولة جنوب السودان بجانب إمتثال الخرطوم للقرارات الدولية لسحب قواتها من أبيي وأعلن الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة ستبدأ عملية السحب إبتداء من الثلاثاء 29 مايو عقب الطلب الذى تقدم به رئيس الآلية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكى بضرورة سحب القوات المسلحة من المنطقة. وأضاف الصوارمي حرصاً من القوات المسلحة قررت القبول بإعادة الإنتشار خارج الحدود الإدارية لأبيي ورهن الخطوة بضرورة حفظ حقوق المسيرية والمواطنين السودانيين الموجودين بالمنطقة عند الوصول لأي إتفاق بشأن أبيي وعدم الإعتداء عليهم بجانب التعهد بعدم إستغلال المنطقة من القوات الجنوبية، وكشف الصوارمي إن القوات المسلحة كانت تتواجد بالمنطقة بإعتبارها شمالية ولحماية قبيلة المسيرية المتواجدة بالمنطقة. وفي ذات السياق أعلن المتحدث بإسم الخارجية السودانية العبيد مروح أن رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور سلم رسالة من المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلى رئيس الآلية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكى تتعلق بإنسحاب القوات المسلحة خارج منطقة أبيي وتعد هذه الخطوة ممتازة لتهيئة الأجواء وامتصاص الإحتقان الذي فجرته أحداث الفترة الماضية. داعاءات جوبا بقصف مناطق داخل حدودها.. دعاية لعرقلة المفاوضات: إستراتيجية دولة الجنوب في التفاوض عرفت بالمراوغة وعدم الجدية حيث أنسحب مفاوضوها في عدة جولات سابقة قبل أن يكتمل الإتفاق، والتعقيد الذى وصلت إليه الأوضاع بين الدولتين السبب الرئيسي فيه الحركة الشعبية فهي لا تزال تواصل دعمها للمتمردين والحركات الدارفورية المسلحة وتساند الإختراقات والإعتداءات المتكررة على الحدود السودانية بإتجاه الشمال. وبعد الهزائم التي تلقتها قوات الحركة الشعبية في المعارك التي خاضتها مع القوات المسلحة لم تجد الحركة وسيلة لعرقلة التفاوض إلا بإعلان الشائعات بأن القوات المسلحة السودانية تقصف مناطق في الجنوب ليظهر السودان أمام المجتمع الدولي بأنه الدولة التي تخرق الإتفاقيات وهذه الإدعاءات ليست صحيحة فقد نفى الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد هذا الأمر مؤكداً أن الجيش السوداني ليس له علاقة بكل ما يجرى في دولة الجنوب ولم يتخطى الحدود الدولية للسودان، وأن هذا الإدعاء يحتاج لمراقب أمين ليثبت إتهامات جوبا مشككاً أن توجد جهة تستطيع إثبات أن الطيران السوداني حلق داخل حدود جوبا.