من خلف الستار قد يأتي الإنجاز.. ومن ظل يورجن كلينسمان ظهر يواخيم لوف ليتحول من مدرب مساعد إلى مدير فني للمنتخب الألماني وصيف كأس أوروبا وثالث كأس العالم وهي النتائج التي كانت بعيدة المنال في عهود سابقيه. ويخوض لوف هذا الصيف ثالث تجربة في بطولة كبرى مع المنتخب الألماني إذ يبحث عن اللقب القاري الرابع في كأس أمم أوروبا 2012 والتي يدرك جيدا أن فريقه يأتي على رأس المرشحين للفوز بها بمزيج يجمع بين عناصر خبرة ومواهب شابة. وفازت ألمانيا بكأس أوروبا للمرة الأولى عام 1972 بقيادة جيرد مولر وفرانز بكنباور وبول برايتنر، قبل أن يلعب هورست هروبيش دور البطولة في إهداء بلاده لقب 1980 ثم جاء التتويج الثالث والأخير في نسخة 1996 بإنجلترا بعد تألق لافت من ماتياس زامر وأوليفر بيرهوف. ومنذ التتويج الأخير، خرجت ألمانيا من الدور الأول لكأس أوروبا مرتين متتاليتين في 2000 و2004 ثم بلغت مع لوف نهائي نسخة 2008 الماضية حيث خسرت من إسبانيا بهدف وحيد. وقاد لوف الفريق الألماني لعملية «تشبيب» في كأس العالم الماضية بجنوب أفريقيا حيث قدم عناصر جديدة سرعان ما صارت لها أسماء رنانة على الساحة الأوروبية مثل الثنائي سامي خضيرة ومسعود أوزيل اللذين يقودان وسط ريال مدريد بطل الدوري الإسباني، بجانب المدافع جيروم بواتنج والمهاجم توماس مولر نجمي بايرن ميونخ. ولم يكتف لوف بهذه العناصر الشابة، فقام خلال تصفيات يورو 2012 التي تصدر فيها الفريق مجموعته على حساب تركيا وبلجكيا بإقحام مزيد من الوجوه الجديدة مثل الظهير الأيسر مارسيل شميلتسر والمدافع ماتس هوميلس والجناح ماريو جوتزه وكلهم من لاعبي بوروسيا دورتموند بطل الدوري المحلي في الموسمين الأخيرين. ويضاف إلى هذه الأسماء أيضا نجم بوروسيا مونشنجلادباخ ماركو ريوس الذي سيلحق بصفوف دورتموند الموسم المقبل بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في البوندسليجا وهو في الثانية والعشرين من عمره. وفي المقابل، احتفظ لوف بعناصر الخبرة التي يأتي على رأسها الهداف ميروسلاف كلوزه الذي سيكمل خلال البطولة عامه الرابع والثلاثين ولكنه يبدو مفعما بالثقة بعد تجربة ناجحة في إيطاليا بقميص لاتسيو. ورغم صغر سنه نسبيا، فإن الحارس مانويل نوير يعتبر من عناصر الخبرة خاصة بعدما تألق في مونديال جنوب أفريقيا ولعب دورا بارزا في بلوغ بايرن نهائي دوري الأبطال الأوروبي.