شهدت معظم منابر المساجد في صلاة الجمعة ليوم أمس، تركيزاً على قضية الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والمعالجات التي وضعتها الدولة وتأثير الزيادات الأخيرة في أسعار السلع والمحروقات على حياة المواطنين، وفيما دعا أكثر الأئمة إلى الصبر والتوبة والعودة إلى الله، نادى عدد منهم بعدم الاستجابة لدعوات الخروج إلى الشارع لتنفيذ تظاهرات ضد الحكومة. ودعا إمام مسجد النور بالكلاكلة صنقعت، المواطنين إلى الهداية والتوبة إلى الله، وقال إن ما يحدث من ارتفاع للأسعار وما نشهده من تحديات اقتصادية ناتج عن كثرة الذنوب وانتشار الفساد والظلم وسط المواطنين، وقال في خطبة الجمعة أمس، إنّ ما تفعله الدولة من تقشفٍ وخفض مخصصات الدستوريين ورفع الدعم عن المحروقات ليس الحل لرفع هذا البلاء، وأضاف بأن الحل يتمثل في العودة إلى الله. وزاد: إنّ المستقبل سيكون أشد مما نشهده الآن ما لم نرجع إلى الله. وطالب خطيب مسجد النور بعدم الخروج إلى الشارع لأن ذلك لن يفيد شيئاً - في إشارة إلى ما يحدث في سوريا ومصر -، وجدد بأن الحل في ترك المعاصي والتوبة والرجوع إلى الله. وفي الأثناء، قالت هيئة علماء السودان، إنها رفضت طلباً لمسؤولين بالحكومة لدى اجتماع أمس الأول، يدعو لإسهام خطباء الهيئة في تهدئة الشارع حول الإجراءات الاقتصادية، عبر منابر الجمعة، وأكدت أنها لو وافقت على الخطوة ستكون هيئة علماء السلطان. وقال عبد الرحمن حسن أحمد حامد رئيس لجنة الفتوى بالهيئة، خطيب مسجد الرشيد بشمبات مربع (15) في خطبة الجمعة أمس، إن الهيئة رفضت رفضاً قاطعاً طلب مسؤولي الحكومة. وأضاف حسب (الشروق) أمس: كان صعباً علينا الموافقة لأننا من غمار الناس ولا نسكن القصور، ونركب المواصلات ونشتري من الأسواق ونعرف مدى معاناة المواطنين. وانتقد الخطيب سياسات الحكومة ووصفها بالظالمة، لكنه حذر من انفلات الأوضاع والعقد في حالة خروج المواطنين للتظاهر. وعاب رئيس الفتوى على نواب البرلمان السوداني إجازتهم للإجراءات الاقتصادية بالتصفيق مع أنهم لم يدققوا في مخصصات الدستوريين. وحث المواطنين للدعاء على الظالم لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وزاد: (إن الله ينصر الدولة العادلة الكافرة ولا ينصر الدولة المسلمة لو كانت ظالمة). وانتقد الخطيب حديث بعض المسؤولين عن عدم رفع أسعار سلعة السكر، وأضاف أنها خلال ساعات تضاعفت واختفت