على امتداد شارع (صالح باشا )، يتقاسم الباعة الجائلون المساحات لعرض وتسويق البضائع التي يتاجرون فيها، منذ تحويل مواقف المواصلات الى منطقة وسط الخرطوم ، وقد اتسمت اجواء عمل التجار بذلك الشارع بالعشوائية ، فسيطرة الباعة و (الفريشة ) على المساحات الممتدة حتى ميدان جاكسون ، عرقل حركة وصول المواطنين الى موقف المواصلات ( كركر )، وادى الى اغلاق الممرات الفرعية التي تساعد في عملية التسوق .وظل الباعة الجائلون بموقف جاكسون يمارسون اعمالهم التجارية في ظل اجواء طغت عليها الفوضى وعدم الاستقرار ، وتسيطر على طقوسهم المخاوف والهواجس من المداهمات المفاجئة (الكشات ) التي تقوم بها شرطة محلية الخرطوم بين الفينة والأخرى، وعلى إثرها يفقدون بضائعهم ولا يمكنهم ارجاعها إلا بدفع غرامات مالية يتم تحديدها حسب نوع وحجم البضاعة ،ولقد استطاع اولئك الباعة تحقيق ارباح كبيرة من تجارتهم التي يمارسونها تحت اشعة الشمس الحارقة ، فالمطاردات التي كانت تحدث بشكل يومي ادت الى تشويه الشكل العام للمنطقة ، ورغم تلك الفوضى يجد المواطنون كافة احتياجاتهم في مكان واحد ، لكنهم ظلوا يشكون من التسوق في ظل تلك الاجواء التي تضج بالأصوات المزعجة، ويتخطون الحواجز للوصول الى داخل موقف المواصلات ، واخيرا فقد طرأ التغيير الذي سيؤدي الى تنظيم العمل التجاري بموقف جاكسون ، حيث قامت محلية الخرطوم بتوزيع حوالي (200) وحدة ( طبلية ) وتمليكها للباعة بواقع ايجار شهري (650) جنيها لكل بائع أو تاجر ، ورغم ان ذلك العمل سيقضي على كل الظواهر السالبة وكل مظاهر البيع الجائل إلا ان بعض الباعة بموقف جاكسون اعلنوا احتجاجهم على المبلغ المقرر دفعه شهريا ، ويرون انه كبير جدا على إيجار (طبلية ) خاصة ان هناك من يعمل في بيع ( الشرابات والقفازات النسائية ) وقد لا تتوفر لهم قيمة الايجار .واشتكى عدد من الباعة الجائلين بموقف جاكسون من عدم ادخالهم في النظام الجديد بالسوق، وقالوا ل(حضرة المسئول) تم استثناؤهم وان عملهم التجاري مهدد بالزوال ، فيما احتج اصحاب بعض الطبالي من ارتفاع قيمة ايجار الطبلية المفروض من المحلية، وطالبوا بضرورة مراعاة ظروفهم الاقتصادية ،في ظل ارتفاع اسعار البضائع وهروب المواطنين وإحجامهم عن الشراء .