لا أدري هل تعاطف الخواجة غارزيتو مع سياسة الحكومة الداعية (للتقشف) أم أن اللاعبين تفاعلوا وتجاوبوا بدون توجيهات فنية مع سياسة (التقشف) المعلنة وقرروا تقديم أقل عطاء يمكن تقديمه في مباراتهم أمس الأول أمام سيركل باماكو المالي ؟ إذا كان هناك لاعب يستحق أن نعطيه جائزة أفضل لاعب (متقشف) في المباراة عن جدارة فهو بلاشك مهند الطاهر الذي (تقشف) بطريقة يحسده عليها وزير المالية .. وبما أن الامر متعلق بالاقتصاد والاقتصاد موجود في كل شيء حتى في أداء لاعبي كرة القدم فهناك لاعب مثل كاريكا أسهمه مرتفعة في معظم المباريات يؤدي بمسؤولية ومهارة يصنع الأهداف ويحرزها يمتع نفسه والجمهور يخلص للكرة وحركته داخل الملعب لا تهدأ يشكل خطورة دائمة على الخصم عند الهجوم ويعود لمساندة الدفاع عند فقد الكرة ..عندما تتفرج عليه وهو يقوم بكل هذه الأدوار بمزاج رايق وشهية مفتوحة يعطيك أملاً في غد افضل باقتصاد معافى ومستقبل واعد بالرفاهية وأن حالة التقشف التي شهدناها على أرض الملعب ستكون مباراة للنسيان . وفي المقابل نجد لاعباً مثل مهند الطاهر تعيش مع أدائه حالة التقشف والظرف الاقتصادي الخانق بكل التفاصيل ومن يشاهده طوال شوط المباراة الأول واقفا في مكانه وكأنه (مجبور) على اللعب يصل إلى قناعة أن أكبر خطأ ارتكبه المجلس تمديد عقده بذلك المبلغ الخرافي .. فهذا اللاعب يشبه الاقتصاد السوداني كثيرا ومثلما لا نعرف لماذا ترتفع الأسعار فجأة وبدون تمهيد لا نعرف أيضا لماذا ينخفض أداء مهند بهذه الطريقة الغريبة ولا نعرف كذلك لماذا يرتفع أداؤه عندما يتألق؟ ولا أريد أن أصدق التعليق الساخر على حالة اللاعب انه (شبع) لدرجة لم يعد يستطيع معها رفع (رجله) من مكانها. وحتى هيثم مصطفى أسهم في تقديري بدرجة كبيرة في (تقشف) الأداء أمام سيركل باماكو المالي فقد كان بطيئا في حركته يجري في الملعب وكأنه يتمشى في حديقة عامة ولولا تمريراته (ماركة مسجلة) التي ضرب بها دفاع الفريق المالي أكثر من مرة لما شعرت بوجوده فقد مارس البرنس (البخل) بكل أنواعه في ذلك اليوم حتى ظننت أنني أشاهد (شعلان) في المسلسل العربي الشهير وليس (الكريم) هيثم . البطء كان العنوان العريض للفريق فالمعز محجوب الذي لم يختبر كثيرا في المباراة كان بطيئا في التمرير وتشعر في بعض الأحيان أنه يستهلك الوقت ، لماذا ؟ لا أحد يعرف سواه .. أما مساوي فقد كاد يصيب الفريق في مقتل بالتمريرة القصيرة التي أرجعها للحارس المعز بثقة لا أعرف من أين يستمدها ؟ ولا يختلف عبد اللطيف بوي ويوسف محمد عن مساوي مع الفارق أنهما عائدان بعد توقف طويل عن اللعب خاصة يوسف محمد .. وحال عمر بخيت وعلاء الدين يوسف (يا هو ذاتو الحال) ولولا إنطلاقات كاريكا وبكري المدينة وإيجابية سادومبا بعد دخوله لقلت إن (التقشف) قتل المباراة . إذا نظرنا إلى تشكيلة الهلال في المباراة سنجد أن حوالي اربعة لاعبين أبتعدوا عن اللعب لفترات لأسباب مختلفة هم (عبد اللطيف بوي ويوسف محمد وهيثم مصطفى وخليفة أحمد ) بجانب توقف اللعب التنافسي المحلي والأخير لعب في تقديري دورا مؤثرا في تراجع اللياقة. مظهر الهلال في المباراة مخيف ويحتاج إلى وقفة من المدرب غارزيتو قبل مباراة الإياب الخطوة الأخيرة للتأهل إلى دوري المجموعات .