توقفت قبل أيام عند تعليق نشرته عدد من المواقع الإلكترونية جاء فيه أن موقع تريبل فوتبول العالمي المتخصص في كرة القدم هاجم بشدة منتخب أسبانيا لكرة القدم واختار الموقع مقارنته بالمنتخب الألماني جاءت تفاصيل الخبر على النحو التالي : (هاجم موقع تريبل فوتبول العالمي المختص بكرة القدم بشدة منتخب أسبانيا لكرة بطل أوروبا والعالم حيث وصفه بالفريق الممل مشيداً بالمنتخب الألماني وفاعليته .. الموقع نشر بياناً سخر فيه من التيكي تاكا الإسبانية قال فيه نستطيع القول إننا ضقنا ذرعاً بمنتخب أسبانيا والتيكي تاكا الخاصة به ، الفريق ممل حقاً بتمريراته الكثيرة من المنتصف وعلى الأطراف ، في حين أن المنتخب الألماني هو من يستحق المشاهدة لأنه يتجرأ بالتقدم للأمام ويستلم زمام المبادرة ، أما المنتخب الأسباني فسنطفئ التلفاز بعد عشر دقائق من بداية المباراة ، على العالم أن يعزف عن مشاهدة أسلوب يستند إلى السيطرة بشكل ممل على الكرة كما يفعل المنتخب الأسباني) انتهى.. نشر هذا التعليق يوم 24 يونيو 2012 وأمس الأول قدمت التيكي تاكا الأسبانية السهل الممتنع في كرة القدم وكأنها ترد على هذا التعليق الذي يبدو أن كاتبه من أنصار الكرة التي تعتمد على الضرب والركل والقوة ومثلما ساند الماكينات الألمانية بفلسفة غبية أساسها الجراءة والتقدم للأمام مؤكدا أنه ساند أيضا منتخب (العضلات) الإيطالي بذات الفلسفة ولعله تمنى أن تهزم إيطاليا السحرة الأسبان ولكن التيكي تاكا أكدت علو كعبها وتفوقها وسيطرتها على زعامة الكرة في العالم وليس أوروبا وهي (تجلد) المنتخب الإيطالي أربع مرات مع الرأفة .. تخيلوا نهائي أوروبا للمنتخبات ينتهي بهذه الفضيحة التاريخية فلم يحدث أن تجاوزت نهائيات هذه البطولة الهدفين بمعنى أنها لو انتهت بثلاثية كانت ستدخل التاريخ . ماذا نسمي المنتخب الذي حقق هذا الإنجاز ؟ ما فعلته أسبانيا بإيطاليا لم يفعله نجار في خشب .. لذا عندما أقول إن كاتب التعليق على الموقع الرياضي يشاهد مباريات أسبانيا بعين (الغيظ) من القدرات والإمكانيات المهولة التي تجري أمامه ولا يشاهد الجمل التكتيكية الممزوجة بالمهارة و لا يرى كيف يتقدموا عند الهجمة عن طريق العمق والأطراف ولا يرى كيف يستعيد الفريق الكرة سريعا عندما يفقدها .. ويضحكني هذا الكاتب ضعيف النظر المجرد من الإحساس بالإبداع والإمتاع عندما يشيد بجراءة المنتخب الألماني في التقدم للأمام ولا يرى كيف يجبر الأسباني كل خصومه على التمركز في مناطقهم الخلفية (بجبن) وخوف يصل درجة الرعب من التفكير في تجاوز منطقة الوسط وهو ما تجرأ على فعله المنتخب الإيطالي أمس الأول فكانت النتيجة علقة ساخنة جعلت النهائي في كبرى البطولات بالقارة العجوز لا يختلف عن التصفيات . أمس الأول أكدت التيكي تاكا أن سحر الموسيقى ليس حكرا على موزارت أو بتهوفن وأن أجمل السيمفونيات يمكن أن يعزفها اللاعبون المهرة وأن المايسترو شافي قادر على منافسة جيمس لاست في التوزيع للجميع ومن كل الاتجاهات ومثلما يعطي جيمس لاست الإشارة لعازف الكمان يرسلها شافي للمبدع انيستا و يتوالى العزف المنفرد والجماعي بالدرجة التي لا تستطيع التمييز معها بين دخول آلة جديدة وخروج أخرى اقصد دخول لاعب جديد وخروج آخر مثل توريس الذي احرز هدفا أو سيلفا الذي سبقه في التسجيل .. التيكي تاكا ليس لعبا عاديا للكرة ولا اود المبالغة أنهم تجاوزوا (كابتن ماجد) مهارة وتطويعا للكرة لأنهم ليسوا أقل إن لم يكونوا أفضل من اللاعب الكرتوني .. ما يفعله الأسبان حير كل المراقبين والمحللين وخبراء اللعبة ولم يجدوا بعد الإجابة على السؤال الحائر : من يقف وراء هذا التفوق المدرب أم اللاعب أم الاثنان معا ؟ وهل وصل تطور كرة القدم مرحلة يمكن الاستغناء فيها عن المدرب وان وجود قائد مميز وصاحب فكر كروي يكفي ؟ أم أن التيكي تاكا استثناء ومع ذلك لا تساوي شيئا بدون المدرب دلبوسكي مثلما لا يساوي برشلونة شيئا بدون غوارديولا ؟ أتوقع أن يدور النقاش كثيفا حول هذا الموضوع .. ومع ذلك يصفها امثال صاحب التعليق بالموقع المذكور (بالمملة) .. زي ده يقولوا عليهو شنو؟