تلميذ بلغ عامه التاسع ولم يلتحق بالمدرسة بسبب (100) جنيه ومدرسة تطلب من التلاميذ يومياً (1) جنيه نظير الكهرباء و المياه وجد تعقيب والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر على ما كتبه الزميل محمد عبد القادر نائب رئيس التحرير في عموده الراتب (على كل ) بعنوان (تحذيرات فشنك) صدى واسعاً .. فقد استعرض خلاله فرض المدارس الحكومية بالولاية رسوما دراسيا على التلاميذ الامر الذي ازعج الوالي وطلب بمده باسم اية مدرسة تفرض رسوما على تلاميذها ، رد فعل الوالي وجد ارتياحا كبيرا في اوساط المواطنين بعد نشره في الصحيفة واتصل عدد من اولياء الامور ب (حضرة المسئول ) يتذمرون من فرض المدارس الحكومية رسوما خرافية على ابنائهم وبناتهم بمسمى (مساهمة) .. يقول عليش عبد القادر عبد الجبار يسكن في حي الواحة بامدرمان ان مدرسة الرياض الحكومية فرضت رسوما خياليا على طلابها حيث طلبت المدرسة رسوم تسجيل (1,500) جنيه الى جانب رسوم سنوية (200) جنيه , فيما اتصل عادل عبد الله من الحاج يوسف المايقوما يقول انه ذهب الى مدرسة حي الشروق بالمايقوما فطلب منه دفع (10) جنيهات و قالت له احدى المعلمات (بالمرة ادفع ال 150 جنيه) الا ان معلمة نبهتها باشارة واتصلوا على احد الاشخاص الذي قال لهم انهم لم يقرروا حتى الآن مبلغ المساهمة واضاف انهم طلبوا من التلاميذ احضار جنيه كل يوم احد . ومن بحري اتصل الاستاذ محمد التيجاني صالح وقال ان مدرسة بحري النموذجية طلبت من ابنه مبلغ (200) جنيه رسوم دراسية , ومن ذات المنطقة اتصلت احدى المواطنات طلبت حجب اسمها ان مدرسة بحري النموذجية بنات طلبت (250) جنيها رسوم دراسية وهددت باقصاء الطالبات اللائي لا يدفعن الرسوم وقالت : (ادارة المدرسة قالت ليهم كان ما جبتو الرسوم ما تجو ), فيما اتصل مواطنون من منطقة اركويت قائلين : ان مدرسة اركويتجنوب للبنات طلبت مبلغ (200) جنيه رسوم للصف الاول. كما ان مدرسة نسيبة بنت كعب بدار السلام امدرمان مربع (18) فرضت رسوما قدرها من (20 الى 70) للصف الاول ومدرسة آدم يعقوب الثانوية بالثورة طلبت رسوما قدرها (200) جنيه للصف الاول الثانوي ? وفرضت مدرسة وادي سيدنا الثانوية لطلاب الصف الثالث رسوما قدرها (300) جنيه ? ومدرسة الاعتصام بالثورة الحارة (60) فرضت رسوما لتلاميذ الصف الاول اساس مبلغ (150) جنيها .وقال مواطن ان (ادارة المدرسة قالت لهم لو ما جبتو ال 150 جنيه ما في تلميذ يخت كراعو داخل المدرسة ). وبسبب رفض المدرسة السماح لتلاميذ الصف الاول باستئناف الدراسة الا بعد دفع الرسوم المدرسية عاشت السيدة (كوكب) والدة احدى التلميذات بالصف الاول معاناة نفسية بسبب حرمان صغيرتها من التعليم وفرحتها الاولى بدخول المدرسة وقالت (كوكب) والغصة تمنعها من الحديث بان ابنتها الصغيرة انخرطت في نوبة بكاء هستيري , وتدخلت احدى جاراتها بدفع جزء من الرسوم الى حين عودة والد الطفلة من سفره . الى حين ميسرة وفي ذات المنطقة كانت مأساة طفل آخر لم تشأ الاقدار أن تكتمل فرحته ، بدخول المدرسة منذ العام الماضي بسبب الوضع الاقتصادي لاسرته التي لا تملك الرسوم المفروضة عليه وقدرها (100) جنيه ، ما زال الطفل (ايمن موسى الصادق) في منزله بالحارة (100) الثورة امدرمان ، وهو الآن بلغ عامه التاسع ، وينتظر انفراج محنته التى عبرت عنها والدته بحزن شديد حيث قالت : من اين لنا بالمبلغ ؟ نحن لا نملك حتى نصفه ولدينا ثمانية آخرون جميعهم في المدارس والدهم يعمل رزق اليوم باليوم ، حاولت كثيراً مع إدارة المدرسة لكنها تمسكت بدفع القسط الاول من الرسوم حتى تسمح له بالدراسة ، لم تشفع توسلاتي في تليين قلب إدارة المدرسة لقبول طفلي الذي اتحسر لعجزي عن توفير رسوم التعليم له . ومن الثورة إلى ( ام القرى شمال) حيث بلغت رسوم التسجيل للفصل الاول (50) جنيها وهي نسبة تعد اقل مقارنة بنظيراتها من باقي المدارس الحكومية ، ولكن لسخرية القدر امتلأ الفصل عن آخره فما كان من إدارة المدرسة إلا وأن طلبت من اولياء الامور رسوما وقدرها (200) جنيه مفصلة كالآتي : (50) جنيها تسجيل و(150) رسوم بناء فصل آخر أن رغب ولى الامر تسجيل ابنه ، والفصل الدراسي لم تحدد ملامحه بعد ويرجح أن يكون (راكوبة) هكذا وجد اولياء الأمور أنفسهم بين ثلاثة خيارات أما دفع الرسم المطلوب أو البحث عن مدرسة آخرى ، أو ترك ابنائهم لحين ميسرة . توالت سيناريوهات الرسوم بمشاهد مختلفة مع ثبوت مضمون القصة والرواية وهي دفع الرسوم ثم الدراسة مثلما حدث مع المواطن (محمد عبد المنعم الشيخ) الذي اكد أن ابنته لم تزاول الدراسة بمدرسة اللعوتة اساس (حكومية) ألا بعد أن دفع لها (50) جنيها كقسط اول أي بعد مرور اكثر من اسبوع من بداية العام الدراسي .