يضيق بعض المُصلّين من الصلاة خلف أئمّة تطول صلواتهم بحساب عقارب الساعة... ويضيق مُصلّون آخرون من أئمّة يرسلون صلواتهم بالبريد السريع! أيّام دراستى الجامعيّة بالقاهرة كنت وصديقى ذاهبين إلى السينما وأردنا صلاة العشاء قبلها، دخلنا مسجداً صغيراً بعد أنْ انقضت صلاة الجماعة، فبادرنا أحدٌ بالمسجد: هل تريدون الصلاة، فأجبناه بالإيجاب، فأمرَنا بإقامة الصلاة ليؤمّنا هو... فدخلَ بنا فى صلاة مُربِكة، قراءة متسارعة وركوع وسجود مهرولان... ولمّا انتهي الرجل من الصلاة بنا اقترب منّا وقال: (معليش يا اخوانا أنا كنت مستعجل حبّتين)... بعد سماعنا لإعتذار الرجل أعدت وصديقى صلاة العشاء! قبل سنوات تذكّرت صلاة العشاء تلك عندما صلّى بنا صلاة الظُهر إمامٌ فى مُصلّى لأحد الأندية النظامية بالخرطوم، وكان ايقاعه قريباً من ذاك الرجل، سريع ومهرول لكنّه لم يعتذر للمصلّين بعد الإنتهاء من الصلاة، ولمّا استفسرنا عنه علمنا انّه مشارك بورشة عمل للأمم المتحدة منعقدة بالنادى... بعدها رأيت البعض يصلّون فلم أعرف هل هم يصلون رَكّعتى السُنّة أم يصدرون طبعة جديدة لصلاة ذاك الظُهر! فى رمضان الجارى وقع حَدَثٌ بأحد المساجد التركيّة اقتحمَ مواقع الأخبار، حيث قام مجموعة من المصلّين بالضرب المُبرّح لإمام بعد أن حققَ رقماً قياسيّاً فى صلاة التراويح بسرعة غير معقولة (أربعون ركعة فى أقل من عشرة دقائق)... حاول المصلّون مجاراة سرعة الإمام فلم يفلحوا، وبعد إنتهائه من الركعة الأخيرة هَجَمَ عليه مُصَلّون واعتدوا عليه بالركلات واللكمات، فحضرت سيّارة الإسعاف لتحمل الإمام المكسور من المسجد إلى حوادث العِظام! حين قرأت خبر هذا المسجد التُركى تذكّرت صلاة العشاء تلك بذلك المسجد بالقاهرة، مثلما تذكّرت صلاة الظهر بالخرطوم فى ذلك النادى، فحمدت الله أنّ الصلاتين خرج منهما الإمامان سليمين ليس عليهما آثار عنف جسدى أو لفظى، خرجا ووجدا حذاءهما ينتظرانهما! ربّما تحتمل سعة الدين أنْ تكتب المساجد على بوّابات دخولها المُعدّل الزمنى الذى تستغرقه الصلاة فيها حتى يستطيع الطارئون على المسجد دخول الصلاة خاشعين لله غير خائفين من حضور شُرطة العمليّات أو سيّارة الإسعاف!!